نبذة تعريفية عن أعراض مرضي “التَّيفويْد والباراتيفويْد” وكيفية الإصابة بهما
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مرض التيفويد مرض الباراتيفويد الطب
التيفويْد مرض يسببه أحد أنواع البكتيريا العَصَويّة، هذه البكتيريا تصيب الأمعاء الدقيقة للإنسان، وتنتقل منها إلى الدم، حيث تنمو في الأنسجة اللمفاوية المنتشرة في الجسم.
وينشأ عن ذلك حُمَّى (أي ارتفاع درجة حرارة الجسم)، لتصل إلى حوالي 40 درجة مئوية (سيلزية)، مصحوبة بالصداع، وآلام في البطن، لمدة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، تبدأ بعدها درجة الحرارة في الانخفاض التدريجيّ إلى معدلها الطبيعي (حوالي 37 درجة مئوية)
تخرج البكتيريا المسببة للتيفويد من جسم المريض مع البراز.
وقد يتبرَّز الشخص قريباً من مصدر المياه المستخدَمة للشرب، مثل الأنهار أو البحيرات أو الآبار، فتتلوث المياه بالميكروبات.
كذلك يقوم الذباب بدور مهم في نقل البكتيريا من براز المريض إلى الطعام. وتنتقل العدوى من المريضِ إلى الشخصِ السليم عن طريق تناوله الطعامَ أو الشَرابَ الملوث بالبكتيريا.
وتستخدم المضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا التي تسبب التيفويد.
وفي حالة عدم استخدام المضادات الحيوية في علاج المرضى، فإن بعض المرضى بعد زوال الحمَّى يستمرون في إفراز البكتيريا مع البراز لشهور طويلة.
وفي هذه الحالة، يبدو الشخص صحيحاً، بحيث يمكنه مخالطة الأصحاء، وكذلك إعداد وتجهيز وتقديم الطعام والمشروبات لهم، في المطاعم مثلاً. ويسمَّى هذا الشخص «حامل البكتيريا»، وهو من أهم مصادر العدوى بالتيفويد.
أما الباراتيفويد، فتسببه أنواع من البكتيريا من نفس الجنس المسبب للتيفويد، وأعراض المرض كذلك تشبه كثيراً تلك التي تَحدث في حالة التيفويد، إلا أنها عادة ما تكون أقلَّ شدة، والحرارة عادة ما تكون أقل ارتفاعاً.
ونظراً لشدة تشابه الأعراض التي يسببها التيفويد والباراتيفويد في الإنسان فربما كان الأنسب استخدام اصطلاح «الحمَّى المعوية» لتشخيص المرض، حيث أن التمييز الحقيقي بين التيفويد والباراتيفويد يكون في المختبر، سواء عن طريق التعرف على البكتيريا المسببة للمرض بعد عزلها من المريض، أو بالكشف عن الأجسام المضادة لها في مَصْل دَمِه.
والاهتمام بالنظافة الشخصية هو أساس الوقاية من الحمى المعوية بنوعيها: التيفويد والباراتيفويد. فمثلاً، يجب قضاء الحاجة (التبرز) في المراحيض.
كذلك ، يجب غسل الأيدي بعد قضاء الحاجة، حتى نتخلص من البكتيريا والحيوانات الأولية التي قد تعلق بها. كما يجب علينا أن نكافح الذباب، وذلك بالتخلص من القُمامة بوضعها في أكياس مُحكمة، وربطها جيداً، ووضع الأكياس في الأماكن الخاصة بها، وعدم إلقائها في الطرقات، حتى لا نوفِّر المكان المناسبَ لتوالد الذباب.
وكذلك يجب عدمُ شراء الطعام من الباعة الجائلين، وعدمُ ترك الطعام مكشوفاً للحشرات.
وتهتم الدول بتوفير المياه النقية الصالحة للشرب في المنازل والأماكن العامة، وكذلك بتوفير الصرف الصحي المتصل بالمراحيض والحمامات، وذلك لمنْع انتشار الأمراض التي تصيب الأمعاء، مثل التيفويد والزُّحار وغيرهما.
كذلك تقوم الأجهزة المسئولة عن الصحة بفحص العاملين في المطابخ والمطاعم، للتأكد من خلوِّهم من البكتيريا والطفيليات، ويتم هذا الفحص بصفة دورية.
والغرض من ذلك هو اكتشافُ المرضى وحاملي البكتيريا، حتى لا تنتقل العدوى منهم إلى الأصحاء.
ورغم وجود لقاح للوقاية من الحمى المعوية (التيفويد والباراتيفويد)، إلا أنه لا يستخدم إلا لتحصين الأشخاص الأكثر تعرضاً للإصابة بالمرض، مثل أفراد القوات المسلحة، والعاملين في المختبرات التي يتم فيها فحص عينات من المصابين بالحمى المعوية، وكذلك المسافر إلى المناطق التي ينتشر فيها المرض.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]