نبذة تعريفية عن اختراع السيدة “جاكلين بونتس” لعداد التريكولو
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
السيدة جاكلين بونتس عداد التريكولو شخصيّات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية
كانت مخترعة "التريكولو Tricolor" وهو عبارة عن عداد لأسطر التطريز "جاكلين بونتس Jacqueline Ponthus"، سيدة باريسية ولدت عام 1929.
وقد تم تسجيل هذا الاختراع باسمها قبل عيد ميلادها الخمسين بقليل، في عام 1978. وهو اختراع خفيف الوزن، يبلغ طوله نحو 5 سم، ويثبت على الطرف غير الحاد من إبرة التطريز، أو مشبك الكروشيه.
حيث يمكنك أن تعرف إلى أين وصلت في النموذج الذي تعمل به، وذلك بمجرد دفعة بسيطة من أصبع الإبهام على الزر البارز بعد كل صف من الشغل.
فيمكن للعداد أن يسجل بشكل آلي الوحدة تلو الأخرى، وذلك حتى رقم 99. فلم يعد من الضرورى أن تقوم بالعد، وتكرار العد لأسطر التطريز التي أنجزتها، سواء بواسطة شريط القياس، أو بالورقة والقلم كي تعرف أين وصلت.
فعداد التريكولو، هو عبارة عن بنك للذاكرة في نهاية إبرتك، وكل ما تحتاج إليه هو مجرد نظرة سريعة على الأرقام.
وقد يبدو عداد الأسطر هذا غاية في البساطة الميكانيكية، من الناحية النظرية، إلا أن إنتاجه من الناحية العملية أمر آخر.
فمن بين القطع الصغيرة التي تحتاجها من أجل إنتاج مثل هذا العداد ما يأتي: غطاء يشبه القبعة، مسند مطاطي، مقبض، شق صغير، أسطوانة، سقاطة.
وهنا تقول المخترعة: "توجد بالتأكيد آلات للعد، ولكنها جميعا تحمل عدة عيوب. الواقع أن هذه العدادات لا يمكن تكيفها مع جميع أحجام إبر التطريز وخطافات الكروشية.
وعيب آخر هو، أن استخدام كلتا اليدين يكون أمرا ضروريا لتشغيل العداد، وهذا بالطبع يكون أمرا غير مريح بالمرة.
وعلاوة على ذلك، فإن عدادات أخرى تتطلب تحكما بصريا ويدويا في الأرقام؛ فلا يمكنك التطريز، وأن تعد الأسطر، بينما تشاهد التلفزيون أو تتابع القراءة في كتاب، على سبيل المثال".
وتتابع "جاكلين بونتس" شرحها للاختراع بمثابرة فتقول: "إن التريكولو ليس مجرد آلة بسيطة، بل هو أداة عمل أكثر اقترابا من مجال الميكانيكا الميكرووية، وقر استغرقت فكرة هذه الآلة جهدا كبيرا من جانبي، فإن ميكانيكيتها معقدة للغاية، هذا بالإضافة إلى أننى واجهت صعوبات كثيرة في عملية تصنيعها!!
ففي فرنسا، يجد الفرد صعوبة في أن يعامله الآخرون بجدية في مثل هذه الظروف خاصة إذا كنت تعتمد على نفسك. حيث يجب عليك أن تكد وتكافح من أجل تحقيق هدفك. فحتى إذا ربحت المعركة الأولى، فإن الثانية، التي تشتمل على تسويق الإنتاج، تكون أكثر صعوبة.
"ولهذا السبب توجهت إلى سويسرا. وبالرغم من الأداء الكامل في النواحي الفنية، إلا أنهم لا يحافظون على مواعيد التسليم.
وعلاوة على ذلك فإن المشاكل مع الجمارك أكثر تعقيدا. لذلك اضطررت مع نهاية عام 1985 إلى البداية من جديد، ومحاولة إنتاج وتسويق اختراعي (التريكولو) في فرنسا".
ومثل كل المخترعين، فقد واجهت "جاكلين بونتس" مشاكل عالم التجارة غير المعتادة عليه.
"إنني لم استوعب، في البداية، ما كان يجب علي أن أتوقعه. فلم أعتد على السفر من قبل، وقد فتح لي هذا الاختراع آفاقا جديدة. وقد قضيت الكثير من الوقت في ألمانيا، وموناكو، حيث أتيحت لي الفرصة لزيارة بيوت الأزياء النسائية هناك.
ولم أشعر بالندم على الإطلاق!! فقد فتح اختراعي هذا الباب على مصراعيه – بالنسبة لي- إلى عالم مختلف وخلاب".
"وياللأسف!! قد اكتشفت أن هناك وجهين لكل شيء. فتجد رجال الصناعة يجلبون لك التوتر طوال الوقت في الأمور المالية، ثم يخلقون لك التأخيرات، فهم دائما يحاولون السيطرة عليك بأي شكل، مما يضطرني إلى الكفاح في هذا الوسط، مع حرصي على التقدم بشكل إيجابي، حتى أضمن تسديد ديوني لمن وثقوا بي وساعدوني.
ولن أذكر لك ما حدث لي في سبيل تسجيل الاختراع، والذي كلفني الكثير من المال، حيث اضطررت إلى تقديم طلب تسجيل الاختراع في بلاد أخرى منها، الولايات المتحدة وكندا!! لقد كان أمرا صعبا، بل غاية في الصعوبة".
"إنني لن استسلم إلا إذا ثبت عدم فائدة اختراعي. لا … سوف أسترده. ففي الحقيقة، إننى لن أتخلى عنه أبدا!!
إنني أعلم أن النساء اللاتي يستمتعن بالتطريز يهمهن اختراعي (التريكولو). فلماذا أترك أناسا آخرين يستفيدون من ثمار جهودي؟"
ومع كل خيبة الأمل، والقلق الكبير، فهل يفكر المخترع مرتين قبل أن يبدأ في التفكير في اختراع جديد؟
وهنا قالت جاكلين بونتس مؤكدة: "إنني لن أتردد ثانية واحدة لخوض التجربة مرة أخرى. فإن إيثارية الاختراع مغامرة غير عادية".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]