نبذة تعريفية عن “الأحماض”
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
يُطلقُ الكيميائيون كلمة "حِمض" على كل مادةٍ تعطي أيون هيدروجين ( H+) في محاليلها، وتُحوِّلُ لونَ عباد الشمسِ من الأزرقِ إلى الأحمرِ.
وقد عرفَ الإنسانُ الأحماضَ منذ زمنٍ بعيد، فكثيرٌ منها يوجد في الطبيعة في عصاراتِ النباتاتِ، وفي الثمار، ويوجد واحدٌ منها، وهو حمض الهيدروكلوريك، في أجسامنا في عُصارةِ المعدة، ويُساعدنا على هضم الطعام.
ونحن نعرف الخَلَّ، وهو محلولٌ مخففٌ من حمض الخليك، ونستخدمه في طعامِنا، كما نعرفُ حِمض الكربونيك الذي يوجد بالمياه الغازيةِ نتيجة لذوبان غاز ثاني اكسيد الكربون في الماء.
وهُناك نوعان من الأحماض، أحماض لا عضويةٍ يتحد فيها الهيدروجين مع لا فلز مثل الكلور أو البروم أو الكبريت أو النتروجين، وقد يحتوي بعضُها على الأكسجين، وأحماض عضوية تحتوي جُزيئاتُها على مجموعةِ كربوكسيل، وهي مجموعةٌ حمضيةٌ تُعطي أيونات هيدروجين في المحاليل.
ومن أهمِ الأحماض اللاعضوية، الأحماضِ الثلاثةِ المعروفة باسم الأحماض المعدنية، وهي حمضُ الكبريتيك، وحمضُ الهيدروكلوريك، وحمضُ النيتريك، وهي أحماضٌ قويةٌ عندما تكون مركزةً، وتسبب حُروقاً والتهاباتٍ بجلد الإنسان، كما أنها تسبب تآكل الفلزاتِ، وتتفاعلُ مع كثيرٍ من المواد.
وهناك أحماضٌ لا عضويةٌ أخرى مثل حمض الهيدروفلوريك، الذي يُستعمل في الكتابةِ على الزجاح، وحمض الفسفوريك، الذي يوجد على هيئة فوسفات الكالسيوم في العِظام.
ويشترك في تكوين جزيئات الحمض النووي "دنا " "DNA"، الذي يحمل الصفاتِ الوراثيةِ في الكائناتِ الحيةِ، وكذلك أحماض الكلوريك، وفوق الكلوريك التي تُستخدمُ في صنع أنواع من المتفجرات.
وحمضُ الهيدروكلوريك يستعملُ في تنظيف الفلزات، وفي صنع الغِراء والجيلاتين والدكستروز، وحمض النيتريك يستخدمُ في صنعِ الأصباغ والمتفجرات وبعض اللدائن والمخصبّات.
كما يستعملُ وقودا للصواريخ، كذلك يُستعمل حمضُ الهيدروفلوريك في صناعة اللدائن، وفي صنع بعض مواد التبريد، كما يُستعملُ حمضُ الخليك مذيبا، وفي صنع خلَّات السليولوز وألياف الأسيتات.
وتعد الأحماض العضوية أحماضا ضعيفةً عند مقارنتها بالأحماض اللاعضوية، ويُستعملُ كثيرُ منها في صناعة الدواء، مثل حمض الساليسليك الذي يُستخدمُ في صنع بعض أدوية ومراهم الشّعر، وحمض أسيتيل ساليسليك، وهو المعروف باسم "الأسبرين" يستعملُ مخفّضا للحرارة، وفي إزالة آلام الصداع والآم الأسنان.
وتتفاعلُ الأحماض مع القواعد لتعطي أملاحاً متنوعةً تُستعملُ في كثير من الأغراض، ومن أمثلتها ملحُ كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) الذي يُعطي الطعامَ طعماً مستساغاً.
وملحُ كبريتات الصوديوم الذي يُستخدمُمادةً مالئةً في صِناعةِ الورق، ونترات الأمونيوم، ونترات الكالسيوم، وكبريتات الأمونيوم وأملاح الفوسفات التي تُستخدمُ مُخصباتٍ زراعيةٍ ، كما تُضافُ أملاحُ الفوسفات إلى المنظفات الصناعية لتحسين خواصِّها.
كذلك تتفاعل الأحماضُ مع الكحولات لتعطي أسترات متعددةً، يُستعمل بعضُها في صُنع العطور وفي غيرها من الأغراض، ومن أمثلتها "خَلاّت الإميل"، وتشبه رائحتها رائحة الموز، "وخلاّتِ الإثيل" و" خلات الأيسوبيوتيل".
ويستعمل كلاهُما كموادٍّ ملونةٍ في صناعةِ اللدائن ومذيباتٍ للأصباغ، وهناك نوعٌ من الأحماض العضويةِ طويلةُ السلسلة مثل حمض الأولييك، وحمضُ الإستياريك، وحمضُ البالمتيك، تُعطي جليسريدات عندما تتفاعلُ مع الجليسرين، وهي من أهم مكونات الزيت والدهون، ولهذا تُعرفُ باسم الأحماض الدهنية.
وتوجد مثلُ هذه الجليسريدات في الزبد والمسلي، وزيت بذرة القطن، وزيت بذرةِ الكتان، وزيتِ عباد الشمس، وغيرها من الزيوتِ والدهونِ النباتيةِ والحيوانيةِ. وعندما تتفاعل هذه الأحماض الدهنيةُ مع القواعد تعطي أملاحاً تصنع رغوةً واضحةً مع الماء.
ولهذا تُستعملُ هذهِ الأملاحُ في صُنعِ الصابون، خاصة أملاح الصوديوم والبوتاسيوم. أما أملاح هذه الأحماض مع الفلزات الثقيلة، مثل الكوبالت والمنجنيز والزئبق والنُحاس وغيرها، فهي تُستخدمُ في أغراض أخرى، فيُستعمل بعضها كموادَّ مجفّفة للطلاء والورنيشات.
ويستخدم صابون النحاس والزئبق في مكافحة الفطريات، وفي حفظ الأخشاب، في حين يستعملُ صابونُ الألومنيوم والمغنيسيوم في تشحيم محاورِ الآلاتِ التي تعملُ عند درجات حرارةٍ مرتفعة.
أما عندما تتفاعلُ الأحماضُ الدهنية طويلةُ السلسلة مع بعض الكحولاتِ طويلة السلسلة، فيه تُعطي موادَّ شمعيةً، ومن أمثلتها شمع النحل، وشمع كارنوبا الذي يُستعملُ في صُنعِ بعض الورنيشاتِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]