نبذة تعريفية عن الأشكال المختلفة لـ”الحُب” التي يعبر الإنسان بها
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
أشكال الحب العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
الحُبُّ عاطفة إنسانية ساميةٌ نبيلة. وقد غَرَس الله سبحانه وتعالى الحب في نفوس البشر ليَعُم بينهم الخير والترابط والتراحم.
وتتنوع أشكال الحب وتتعدد. فالله سبحان وتعالى يُحِبُّ عباده من البشر، لأنه خَلَقهم وكرمهم وفضلهم على سائر المخلوقات، ومنحهم الصحة والرزق الحلال.
والإنسانُ يحب ربَّه لأنه خالفه ومانحهُ الخير والعطاء.
وهو يُعبِّر عن هذا الحب بإطاعة أوامر الله والابتعاد عن معصيته، وأداءِ فروض عباداته من صلاة وصيام وزكاة وحج بيت الله لمن استطاع إليه سبيلا.
والوالدان يحبان أبناءهما ويَشْمَلانَهم بالرعاية والعطف صغارا، ويُزَوِّدانهم بالنصح والإرشاد لما فيه صَلاحُهم في الدنيا والاخرة.
والأبناء يحبون أبَويْهم من خلال إطاعة أوامرهما والالتزام بتعاليمهما؛ لكي يتحقق لهم الخير والسعادة.
ويُعبِّر الأبناء عن هذا الالتزام بأداء فروضهم الدينية، وأداء واجباتهم المدرسية، واحترام كبار السِّن من إخوانهم وأقاربهم.
والعطف على الإخوة الصغار ورعايتهم. ويحب الإخوة بعضَهم بعضا من خلال الترابط والتعاون على أمور الحياة ومساعدة الكبير للصغير واحترام الصغير للكبير.
ويَتَجَلَّى حُبُّ الزوج لزوجته في رعايته لها واحترامها ومشاركتِها في أعباء الحياة ومسئولية الأبناء، وتربيتهم تربية صالحة. ويَظهر حب الزوجة لزوجها في صَوْنِها لكرامته وبيته وطاعة أوامره بما يُرضي الله. وأداء واجباتها تجاهه وتجاه أبنائهما كي يتحقق الخير والسعادة للأسرة.
ويكون حب الإنسان لأقاربه وأصدقائه وجيرانه بمساعدته لهم في وقت الحاجة، ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم، وتقديم النصيحة الخالصة لهم.
ويبدو حب الطالب لأستاذه ومُعلمِّه في احترامه له، وأدائه لفروضه وواجباته المدرسية على أكمل وجه ليتحقق له النجاح، والتزامه بمكارم الأخلاق وحب زملائه من الطلبة واحترامهم والتجاوزِ عن أخطائهم وهَفَواتهم.
وقد أكد أمير الشعراء أحمد شوقي أهمِّيَّةَ احترامِ المعلم وتقديره بقوله:
قم للمعلم وفِّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكونَ رسولا
ويظهر حب الأستاذ لتلاميذه في إخلاصه وتفانيه في أداء عمله، واجتهاده في إنارة عقول طلبته بالعلم والمعرفة، وغَرْس الأخلاق الحميدة في نفوسهم. فَدَوْرُ الأستاذ لا يقل عن دور الوالدين في تَعهُّدِ الأبناء بالرعاية والتنشئة الصالحة.
والإنسان الذي يَعرف ربَّه ويحب أهلَه وذويه وأبناء مجتمعة لا بد أن يَنْشر هذه المحبة وهذه المشاعر الطيبة في كل مكان.
فلا يَبْخل على أخيه الإنسان بالمساعدة والعَوْن في وقت الشدة وحين تُصيبه المِحَن والكوارث. وعليه أن يهرع لمساعدة المحتاجين من الناس، عن طريق التبرع بالمال أو القيام بالأعمال التطوعية لإنقاذ ومساعدة إخوته في الإنسانية في كل مكان وتحقيق الخير والسعادة لهم.
ولا ننسى أبدا حبنا لأوطاننا، ففي مغانيها نَشَأْنا وتعلمنا، وبخيراتها نَعِمنا. وأوطانُنا فيها جذور أجدادِنا وآبائنا، وفيها مستقبل أبنائنا من بَعْدنا.
وفي أوطاننا تمتعنا بصَحْبة الأهل والإخوان والخِلان. ولذلك فنحن نفتدي أوطاننا بمالنا وأرواحنا، ولا نسمح لمعتد أثيم أن تُسوِّل له نفسه أن يُدَنِّس ترابَها. وفي هذا يقول ابن الرومي:
ولي وطن آليت ألاَّ أبيعَه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
وكرامة وطنك وعِزّته هُما كرامتك وعزتك، ومجده مجدك، ورفعه شأنه رفعة لشأنك. وفي واقع الأمر كل ما يبذله المواطنون لوطنهم عائد عليهم بكل خير. ويعبِّر أمير الشعراء أحمد شوقي عن هذا بقوله:
إذا عظَّم البِلادُ بَنُوها
أنزلَتْهم منازل الإجلالِ
تَوَّجت هامتِهم كما توجوها
بكريم من الثناءِ وغالِ
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]