نبذة تعريفية عن الإقليم البتروجرافي
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الإقليم البتروجرافي علوم الأرض والجيولوجيا
لم يعد هذا المصطلح شائع الاستخدام وذلك بعد أن ظهرت في الفكر الجيولوجي نظرية تكتونية الصفائح، ولكن يمكن القول بأن هذا المصطلح يطلق على مناطق معينة تحتوي على صخور نارية متصلة ببعضها ببعض.
وتكون متداخلة في القشرة الأرضية، أو أنها خرجت إلى سطح الأرض في زمن جيولوجي معين أو فترة معينة نتيجة فعل نشاطات نارية، فهي بهذا تكون متصلة ببعضها من حيث المكان والزمان.
وتمتاز عن غيرها من الصخور المجاورة لها في خصائصها الكيميائية والمعدنية والصخرية، وعليه فإن الصخور التي تكون إقليماً بتروجرافيا واحداً تكون بينها علاقة أصل واحد – أي قد تكون كلها مشتقة من صهير أصلي واحد.
وكمثال على ذلك: الصخور النارية ذات النسبة العالية في عنصر البوتاسيوم والموجودة في المنطقة المجاورة بروما ونابولي في إيطاليا، هذه الصخور تكون إقليماً بتروجرافياً واحداً.
ونجد في أقاليم بتروجرافية أخرى ارتفاعاً أو انخفاضاً في نسبة أحد العناصر الكيميائية من مثل الصوديوم أو التيتانيوم.
ومن أجل توضيح مميزات التكوين الكيميائي لصخور أحد التتابعات فإننا نلجأ إلى الرسوم البيانية التي تسمى رسوم أو أشكال هاركر (Harker Diagram) حيث يخصص فيها الإحداثي الأفقي للنسب المئوية للسيليكا – كما في الشكل المرفق. (شكل 1).
ووفقاً لهذا الرسم البياني يحدد كل صخر في مكانه بخط رأسي، ويخصص الإحداثي الرأسي للمكونات الكيميائية الأخرى على هيئة أكاسيد، حيث يمكن تمثيل نسب المكونات الكيميائية لصخر ما بعدة نقط (أي نقطة خاصة لنسبة كل مركب) على الخط الرأسي لهذا الصخر.
وبتوصيل النقط لكل من المكونات على حدة تنتج عدة منحنيات، يمثل كل منها تغيراً في نسب أحد المكونات في التتابع كله، وبهذا تظهر التغيرات التتابعية في مجموعات الصخور المقترنة التي تكون إقليما بتروجرافيا.
لقد وجد أن بعض التتابعات الصخرية تكون مرتبطة ببيئات جيولوجية معينة، فمثلاً توجد الصخور القلوية في المناطق التي تعرضت للشد والحركات الرأسية، أما التتابعات الكلسية فتوجد في مناطق الضغوط (أحزمة الجبال المطوية).
*متصاحبة أوليفين بازلت – تراكيت:
وهي واسعة الانتشار وممثلة بصورة واضحة في جزر المحيط الباسيفيكي (هاواي– تاهيتي– ساموا) والجزر الموجودة في المحيط الهندي، وفي جزر وسط المحيط الأطلسي، إن تركيب هذه المتصاحبة من الصخور بسيطة ويمكن توضيحه كما يلي:
مادة الصهير الأولى ذات تركيب بازلتي أوليفيني ويشتق منها التتابع التالي:
أوليفين بازلت بازلت أنديزيت تراكيت.
وباضطراد التتابع ينتج أحياناً تراكيت كوارتزي أو تراكيت صودي، وقد يتحول أيضاً إلى ثفريت ثم فونوليت.
توجد متصاحبة أوليفين – بازلت – تراكيت في مناطق الصدوع والحركات الرأسية تشاهد في مناطق مثل: نيوزيلندة والنرويج ونطاق الخسف الإفريقي (الأخدود الإفريقي).
وأما طفوح البازلت الفيضانية (Floodbaslts) والتي تعرف أيضاً بحجم الهضاب فإنها تتكون من تراكمات سميكة لطفوح تنساب مغطية مساحات كبيرة واسعة تصل إلى آلاف الكيلومترات المربعة، وذلك في مستوى أفقي تقريباً
وكمثال عليها نذكر: الطفوح البحرية بالهند والمعروفة باسم مكامن دكا (Deccan Traps) وتقدر مساحتها بحوالي 512 ألف كم2، وهذه الحمم تطفح من شقوق في القشرة الأرضية تمتد لأعماق كبيرة لتصل إلى مصادر الصهير البازلتي.
تتكون غالبية صخور هذه المتصاحبة من البازلت ويندر وجود الريوليت أو التراكيت أو الأنديزيت معها.
ومن أنواع الصحبة الصخرية نذكر:
*متصاحبة بازلت – أنديزيت – ريوليت.
تظهر صخور الأنديزيت – ريوليت متقاربة في مناطق الحركات الأرضية ومن أمثلة ذلك حزام حد المحيط الباسيفيكي المكون من براكين (معظمها ما زال في حال نشيطة) وتنتشر على نطاق واسع ممتدة على الجانب الغربي للأمريكتين.
تكونت هذه الصخور أساساً من أنديزيت وريوليت مع وجود قليل من البازلت والداسيت ولاتيت، ولاتيت كوارتزي، والحمم والطف (Tuff) أيضاً.
يرجع أصل هذه الصخور إلى صهير بازلتي أصلي، وقد ينشأ صهير ريوليتي وأنديزيتي التركيب نتيجة لحدوث انصهار محلي في صخور القشرة الأرضية.
*متصاحبة الجرانوديوريت – جرانيت
تنتشر هذه المتصاحبة بصورة واسعة على القارات وصخورها جوفية حمضية خشنة التبلر، وتقسم إلى مجموعتين هما:
– المجموعة الأولى: وتضم كتلاً صغيرة في الحجم ومن أمثلتها الجدد الحلقية Ring Dikes، وتتكون عادة في أعماق ضحلة وتكون كتلها النارية محاطة بهالة أو نطاق متحول ينتج من الحرارة المصاحبة لتداخل هذه الكتل في صخور المنطقة الأصلية.
يوجد مع صخور هذه الصحبة كميات قليلة من صخور الديوريت- الجابر والسيانيت، وتنشأ هذه الصخور عادة من تبلر صهير جرانيتي أو جرانوديوريتي التركيب.
– المجموعة الثانية: تضم كتلاً نارية جوفية عميقة ضخمة (Batholith) وتكون عادة محاطة بصخور متحولة.
ويقتصر وجودها على مناطق الحركات البانية للجبال ومن أمثلتها الواضحة الكتل العميقة في سيرانيفادا في كاليفورنيا: (Sierra Nevada batholith) وهي تشكل جذور سلاسل الجبال هناك وتمتد على طولها ولا تظهر على السطح إلا نتيجة للتحات القاسي جداً لصخور القشرة الأرضية.
يوجد الجرانيت في هذه الكتل الضخمة وهو يتبع ما قبل الكامبري في حين يوجد الجرانوديوريت في الكتل الأحدث عمراً، تصاحب صخور الجرانيت عادة صخور البجماتيت والمجماتيت.
وكان الاعتقاد السائد أن هذه الكتل الجرانيتية الضخمة تنتج من تبلر صهير جرانيتي في جوف الأرض إلا أن نظرية الجرنتة (Granitization) تفسر تكون هذه الصخور بأنه حدث نتيجة تحول صخور أخرى (رواسب ضخمة قديمة) تحت ظروف معينة في جوف القشرة الأرضية.
وعليه فإننا عند دراسة الكتل النارية الضخمة يجب التحري عن الأدلة الحقلية والمختبرية الكافية لترجيح وتحديد ما إذا كانت هذه الكتل من أصل ناري أو متحول.
وإضافة إلى أنواع المتصاحبات الصخرية التي ذكرت، هناك متصاحبات أخرى نذكر منها:
*متصاحبة الصخور القاعدية – فوق القاعدية.
*متصاحبة ليوسيت بازلت – بوتاسيوم بازلت تراكيتي.
*متصاحبة سبليت – كيراتوفاير.
*متصاحبة نيفلين – سيانيت.
*متصاحبة الأنورثوزيت.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]