نبذة تعريفية عن البيزنطيين
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
البيزنطيين التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
إننا نصف المناقشات التي تدور بين الناس دون فائدة، بأنها «مناقشات بيزنطية» نسبة إلى البيزنطيين. فمن هم «البيزنطيون» هؤلاء؟
البيزنطيون هم أهل مدينة «بيزنطة» القديمة، كما أن الرومان هم أهل مدينة روما.
ولقد اندثرت مدينة بيزنطة، وقامت مكانها مدينة «القسطنطينية» التي بناها الامبراطور قسطنطين عام 330م
وأراد أن يسميها بـ «روما الجديدة»، ولكنها احتفظت باسم القسطنطينية، بل إن بعض المؤرخين سموها حديثا باسم المدينة القديمة «بيزنطة»، وأطلقوا على تاريخها اسم تاريخ الامبراطورية البيزنطية، وشاعت التسمية.
وبيزنطة أو «القسطنطينية» هي الان مدينة اسطنبول (اسلامبول) التركية التي تشرف على خليجي البسفور والدردنيل. وكان العرب والمسلمون يسمون أهلها، قبل أن يفتحها الأتراك العثمانيون (1453) باسم «الروم»، لأن مديمنتهم خلفت روما كعاصمة للأمبراطورية الرومانية
والحقيقة أن البيزنطيين ليسوا من السلالة الرومانية، فهم في الأصل من اليونان القدماء، المعروفين «بالدوريين».
ففي القرن السابع قبل الميلاد،قامت طائفة من الدوريين، من سكان مدينة «ميجارا البحرية»، بقيادة الزعيم «بيزاس»، ببناء المدينة، في ذلك الموقع الممتاز، على شريط الارض المعروف باسم القرن الذهبي، رمزا لغناه التجاري وحصانته الحربية، فهو همزة الوصل بين أوروبا وآسيا، وحملت المدينة اسم بانيها «بيزاس»، فصارت «بيزانس» أي بيزنطة.
وسيطرت بيزنطة على تجارة البحر الاسود، واستفادت من ثرواتها المائية، فكان رمزها هو الدرع التي تحوي رسم سمكة التونة التي أحبها البزنطيون وشغفوا بأكلها.
وتاريخ البيزنطيين القدامى ينقسم الى ثلاثة أقسام تتميز بالصراع مع الفرس، ثم مع أثينا وأخيرا التحالف مع الرومان قبل سقوط بيزنطة بين يدي الامبراطور قسطنطين، الذي هدمها وبنى مكانها القسطنطينية.
وأهل القسطنطينية، كما عرفنا، هم الروم عند العرب والمسلمين، وتاريخهم يتميز بالصراع مع الفرس ايضا، ومن بعدهم مع العرب والترك الى سقوط عاصمتهم بين يدي الأتراك العثمانيين.
والبيزنطيون القدماء شعب متحضر جمع ما بين الترف وحب العمل. فكانوا يقضون الأوقات الطويلة في منتدياتهم يأكلون ويشربون ويتجادلون في مثل تلك المشاغل اليومية حتى في أخطر أوقات الحرب والحصار.
ولقد ورث أهل القسطنطينية تلك العادة فكان رجال الدين منهم يتناظرون فيما لا جدوى منه، مما يسميه الناس بالمناقشات البيزنطية.
ومن الطريف أن البيزنطيين كانوا يتخذون الهلال والنجم المضيء شعارا وطنيا، وهو ما احتفظ به العثمانيون في علمهم الأحمر، كما اتخذوا الهلال رمزا لجمعيات الاسعاف، وتبعهم في ذلك سائر البلاد الاسلامية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]