الاماكن والمدن والدول

نبذة تعريفية عن الجامع الأموي المتواجد في دمشق

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الجامع الأموي دمشق الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة

يُعَدُّ الجامعُ الأَمَويُ أقدمَ جامع في دمشق ولا يزال يحتل أهمية كَبيرة بين جوامعها. وقد بُنِيَ الجامع الأموي في عهد الخليفة الأموي الوليَد بن عبد الملك في أواخر القرن الأول الهجري (أوائل القرن الثامن الميلادي).

وقد اشتهر الجامع الأموي باتساعه مع دقة بنائه. وهو على شكل مستطيل طوله 175 متراً بعرض 97 متراً، وفي زواياه غُرَفٌ واسعة.

وهو قسمان: قسمٌ مغطَّى وهو الحَرم، وآخر مكشوف هو صَحْن المسجد. وقد كان الجامعُ يومَ بُنِيَ مُغَشّي بالفسيفساء الذهبي المزيْن برسوم البيوت والأشجار والأنهار.

 

وقد احتلّ الجامع الأمويُ مكانة بارزة في تاريخ العمارة العربية الإسلامية، سواء من ناحية تخطيطه أو أهمية عناصره المعمارية والزخرفية.

وقد بالغ الجغرافيون في وصف الجامع الأموي وكثرة الأموال والنفقات التي صرفها الخليفة الأموي الوليد بنُ عبد الملك على إنشائه.

فُيذكر إنه جعل أرضَهُ رخاماً مفروشاً، وجعل وجه جدرانه رُخاماً مجزعاً، وأعمِدتَه رخاماً مُوَشّى، وزخرف تيجانَها وسقفَ المسجد وممراتِه بالذهب والجواهر. وقد جمع الخليفة الوليد لبناء هذا الجامع المعماريين والفنانين من فارس والهند وبلاد الروم والمغرب.

 

وعندما زار الرحالةُ ابنُ جبير مدينةَ دمشق في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي) قام بزيارة الجامع الأموي. 

فذكر إن من مفاخر هذا الجامع اجتماعَ عدد كبير من الحافظين لكتاب الله لقراءة القرآن الكريم بعد صلاة الفجر في كل يوم، فإذا انتهوا يستند كلٌّ منهم إلى عمود بالجامع، ويجلسُ أمامَه صبيٌّ يلقنه القرآنَ الكريم، ولهؤلاء الصبيان مُرَتَّبٌ محدَّد.

وقد استمر تعليمُ الصبيان في الجامع الأموي حتى القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) عندما زارَ الرحَّالة ابنُ بطوطة دمشق، فذكر إنه كانت تُعقد في الجامع حلقات للتدريس في فنون العلم، والمُحَدِّثون يقرأون كتب الحديث على كراسي مرتفعة، وقُرَّاءُ القرآن يقرأون بالأصوات الحَسَنَة صباحاً ومساء.

 

وما زال الصبيان يتعلمون القرآنَ الكريم بطريقة التلقين والحفظ. واهتم الخليفة الوليد بن عبد الملك بنقل الطعام إلى الجامع للإفطار في رمضان، كما حرص على إضاءته بالقناديل المعلَّقة بالسلاسل الجميلة.

وقد تعرض الجامع الأمويُّ للحريق أكثرَ من مرة فلم يَبْقَ سوى القليل من بهائه الأول الذي كان في نظر الأوَّلين أروعَ الجوامع.

وعندما قدمت الحملة الصليبية الثانية إلى بلاد الشام وحاصر الصليبيون دمشق اجتمع المسلمون في صحن الجامع الأموي ينثرون الرماد والتراب على رؤوسهم ويستنجدون بالله تعالَى.

 

وعندما اعتدى التتار على بلاد لاشام على 699 هـ (1299م) خُطب لملِكهم الخان غازان من على منبر الجامع الأمويّ.

ولكن الإسلام لم يكن منتشراً بين المغول وقتذاك فبدأوا في اليوم التالي بنهب ما في الجامع من تحف وبُسُط وقناديلَ، ولم يحترمْ التتار حُرْمَةَ الجامع الأموي فدنَّسوه بأعمالهم الفاسدة وشربوا فيه الخمر.

 

ولكن سكان دمشق وقادَتَهم من الأمراء المماليك ورجال الدين لعبوا دوراً بارزاً في تطهير الجامع الأموي من التتار، ثم طَرْدِهِمْ من بلاد الشام.

وعادت الخطبة مرة أخرى إلى الجامع الأموي باسم السلطان الناصر محمّد بن قلاون بعد انقطاعها مئة يوم. وما زال الجامع الأموي مقصداً للمصلين من المسلمين حتى يومِنا هذا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى