نبذة تعريفية عن الخليج العربي
1998 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء التاسع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الخليج العربي الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
يكون الخليج العربي مسطحا مائيا كبيرا يتصل بالمحيط الهندي عن طريق خليج عمان.
وهو يعتبر ممرا مائيا مهما يصل دول البحر المتوسط بدول جنوب آسيا، ولذلك قام بدور كبير في التجارة الدولية منذ أقدم العصور.
وذاعت شهرة العرب كملاحين مهرة، وبناة بارعين للسفن، وصيادين ممتازين للأسماك وجمع اللؤلؤ، وأيضا وسطاء للتجارة، بسبب أنشطتهم من خلال هذا الخليج.
وساعدهم في ذلك أن البر العربي المطل على الخليج، أرض فقيرة في مواردها الطبيعية، لذلك اتجه سكانه إلى البحر بحثا عن الرزق.
ولما اكتشف البترول في المنطقة في العصـر الحديث ازدادت أهمية هذا الخليج كشـريان حيوي لنقل البترول إلى جميع دول العالم.
والخليج العربي كان دائما محل أطماع العالم الخارجي. ففي القرن الرابع قبل الميلاد غزا الإسكندر الأكبر المنطقة، وأقام فيها إمبراطورية كبيرة للسيطرة على التجارة بين الشرق والغرب.
وفي القرن السادس عشـر الميلادي سيطرت البرتغال على المنطقة للسبب نفسه، ثم ورثتها بريطانيا منذ بداية القرن التاسع عشـر.
ورغم أن جميع دول المنطقة تتمتع في الوقت الحالي بكامل استقلالها، إلا أن القوى الكبرى ما زالت تسعى لبسط نفوذها على هذه المنطقة الحيوية طمعا في ثروتها البترولية.
وربما تتساءل – عزيزي القارئ – عن سبب تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي في بعض الكتب والأطالس الأجنبية. الحقيقة إن كثيرا من أسماء الأماكن تتغير مع تغير الزمن، فقد أطلق على الخليج العربي في البداية اسم "البحر المر" وكذلك "البحر الأحمر"، وأطلقت عليه أيضا أسماء أخرى، مثل خليج البصـرة وخليج البحرين.
ولما جاء الإسكندر الأكبر إلى المنطقة سماه الخليج الفارسي بسبب وجوده على الساحل الإيراني، وعدم اتصاله بالعرب على الساحل الغربي.
واستمرت هذه التسمية منذ ذلك الوقت وحتى العصـر الحديث. ومنذ فترة والعرب ينادون بتصحيح الاسم؛ لأن العرب هم أول من سكنوا على ضفافه وقتما كانت القبائل الفارسية تستوطن الهضبة الإيرانية بعيدا عن الساحل، ثم انتقلت بعض القبائل العربية من الساحل الغربي إلى الساحل الشـرقي واستقرت هناك.
والخليج العربي بحر قليل العمق يقع بين دائرتي عرض 24° و 30.5° شمالا، وبين خطي طول 48° و 56° شرقا.
ويمتد الخليج في محور شمالي غربي – جنوبي شرقي على مساحة تقدر بنحو 239 ألف كيلومتر مربع، وطول ساحله العربي من رأس مسندم حتى شط العرب 1500 كيلومترا.
أضما الساحل الإيراني فطوله 1060 كيلومتر من مضيق هرمز حتى شط العرب. ويتراوح عرض الخليج بين 200 و 300 كيلومتر، أما طوله فيبلغ ألف كيلومتر تقريبا.
ويصل عمق الخليج قرب السواحل العربية إلى 18 مترا، ولكن عمقه يزداد بالقرب من السواحل الإيرانية، فيصل إلى 30 مترا.
أما أكثر الأجزاء عمقا فهو مضيق هرمز الذي يبلغ عمقه 145 مترا. وتتميز السواحل العربية عن الإيرانية بأنها قليلة الانحدار، وهي في الوقت ذاته كثيرة الخلجان والرؤوس والأخوار، كما تمتد أمامها الشعاب المرجانية التي تحمي السفن من أمواج البحر العاتية.
وهذه كلها عوامل شجعت على إقامة المرافئ المناسبة لحركة الملاحة. ويطل على الخليج العربي سبع دول هي: الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين، والمملكة العربية السعودية، والكويت، والعراق، وإيران.
ولأن الخليج العربي يقع في المنطقة المدارية الحارة من الكرة الأرضية، فإن مياهه تتعرض إلى بخر شديد لا تعوضه كميات المطر القليلة التي تسقط عليه، ولذلك ترتفع به نسبة الملوحة.
وبسبب البخر أيضا كان يمكن أن تتناقص مياه الخليج مع مرور الوقت لولا أن كميات لا بأس بها من مياه شط العرب وعددا قليلا من الأودية تصب فيه، فضلا على اندفاع تيار من مياه خليج عمان إلى الخليج العربي عبر مضيق هرمز تغذيه وتعوض المفقود من مياهه.
وتمتلئ هذه المياه الدافئة الصافية بالشعاب المرجانية التي تحوي شطوط اللؤلؤ العظيمة التي كانت عماد اقتصاد دول الخليج لوقت طويل.
وهذه المياه غنية أيضا بالعوالق النباتية والحيوانية ولـذلك تكثر الأسماك والروبيان (الجمبري) في الخليج العربي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]