نبذة تعريفية عن الخليفة “عمر بن الخطاب”
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الخليفة عمر بن الخطاب إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
عمر بن الخطاب هو ثاني الخلفاء الراشدين، وكانت خلافته من سنة 13 إلى 23 هـ : 634 إلى 644 م. وهو: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي.
كان مشهورا بالقوة والشجاعة والإباء، ويرتبط مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في قرابة بعيدة من ناحيتي والدته ووالده.
وعرف عمر بن الخطاب بلقب «أبو حفص»، حيث كناه الرسول، صلى الله عليه وسلم، بهذه الكنية لما رآه من الشدة والصرامة. وكان عمر فصيحا، بليغا، صريحا في قول رأيه، منتصرا للحق.
اشتغل عمر راعيا لغنم أبيه في بداية شبابه، ثم عمل بالتجارة، وسافر إلى الشام متاجرا عدة مرات، وبرزت شخصيته المتميزة مع مرور الوقت فاستفادت قبيلة قريش منه في علاقاتها مع القبائل الأخرى، حيث كانت تبعثه سفيرا في كثير من القضايا المشتركة مع القبائل الأخرى.
أسلم عمر بن الخطاب في السنة الخامسة لظهور الدعوة الإسلامية، فكان خير معين للمسلمين، وشارك في بعض الغزوات مثل غزوة بدر، وأحد والخندق وخيبر.
وكان مثالا للمسلم الصالح الغيور على الحق. وكان حكيما في الفصل في القضايا المختلفة حتى لقب بالفاروق أي الذي يفرق بين الحق والباطل. فلما تولى أبو بكر الصديق الخلافة كان يستشيره في كثير من الأمور.
واختار أبو بكر عمر بن الخطاب للخلافة من بعده بعد أن شاور جميع الصحابة وأثنوا على عمر دينا وخلقا وسلوكا. وتولى عمر الخلافة سنة 113هـ: 634 م، فعزم على تكملة الفتوحات الإسلامية التي بدأت في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم.
فأرسل عمر سعد بن أبي وقاص لفتح العراق وفارس، حيث حقق انتصارا كبيرا في موقعة القادسية سنة 15 هـ: 636 م، ثم اكتمل فتح فارس سنة 23 هـ : 644م.
كذلك تمت في عهد عمر بن الخطاب فتوح بلاد الشام التي بدأت في عهد الخليفة أبو بكر الصديق ، فتم النصر في موقعة اليرموك التي دخل بعدها المسلمون دمشق أواخر سنة 13 هـ: 634 م، ثم فتحت بقية مدن بلاد الشام مثل: حماة، وحلب، وحمص، واللاذقية، وبيسان، وقيسارية، ثم بيت المقدس، وبذلك تم فتح بلاد الشام سنة 15 هـ : 635 م.
كذلك فتحت مصر في عهد الخليفة عمر على يد قائده عمرو بن العاص سنة 20 ه: 640 م الذي أسس مدينة الفسطاط. وهكذا انتشر الإسلام في فارس، والعراق، والشام، ومصر، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.
واستمرت خلافة عمر بن الخطاب عشر سنوات كان فيها حكيما في الرأي، منتصرا للضعيف، مدافعا عن الحق، ناشرا للعدل، صلبا في القرار. وكان كثيرا ما يجلس مستمعا لشكاوى الناس ليرفع الأذى عنهم.
وكان عمر حريصا على كرامة المسلم، باذلا الغالي والنفيس في الدفاع عنه والذود عن حقوقه. ولعل من أهم الصفات التي عرفت عن الخليفة عمر بن الخطاب الحكم بالعدل، فلا يفرق بين غني أو فقير، أو بين ضعيف أو قوي.
كذلك كان عمر بن الخطاب متواضعا قريبا من عامة الناس، كثير السهر على راحتهم، يتفقد رعيته طوال الليل حتى يتأكد من استقرار الأحوال.
كذلك كان عمر بن الخطاب عالما بالقرآن وتفسيره، لهذا كان ورعا، متقشفا، نزيها، أمينا، تمثل شخصيته المسلم المؤمن الصالح الملتزم بالاتفاق في العمل والسلوك. وهو أول من استخدم لقب «أمير المؤمنين»، وأول من كتب السنة، وأسس نظام الدواوين في الدولة الإسلامية.
وفي سيرة عمر الفاروق تروى حكايات كثيرة عن مآثره. منها أنه طاف ذات ليلة يتفقد أحوال الناس، فعثر على امرأة فقيرة يبكي صغارها لأنها لا تجد ما تطعمهم إياه.
فعاد أمير المؤمنين يحمل إليها الدقيق والسمن، وأخذ يسوي لهم الطعام بنفسه، ولم يتركهم إلا بعد أن شبع الأطفال وناموا. ثم استمر عمر، رضي الله عنه، يرعى هذه المرأة الفقيرة وأطفالها.
ومنها أنه اكتشف مرة فتاة أمينة تخالف أمها وتعترض على غش اللبن بإضافة الماء إليه، قائلة إن الله مطلع عليهما. وأعجب عمر بالفتاة حتى إنه زوجها لابنه عاصم، فكان من نسلهما الخليفة الأموي العادل الزاهد، عمر بن عبد العزيز.
وعمر هو صاحب القولة المشهورة: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»، ونصر مصريا من الشعب على ابن الوالي عمرو بن العاص.
وفي أواخر سنة 23 هـ : 644 م قتل هذا الخليفة المثالي العادل على يد رجل يدعى فيروز، وكان عمره عند وفاته ثلاثة وستين عاما.
وكان الذي قتله فارسيا متعصبا من الحانقين على انتصار المسلمين على الفرس، وزوال دولة الفرس وسيادة الدولة الإسلامية، والدعوة الإسلامية.
وأجمل ما يمكن أن يذكر عن عمر بن الخطاب أنه أحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الخلفاء الراشدين، وأحد أصهار رسول الله، صلى الله عليهم سلم، وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]