نبذة تعريفية عن الصحابي بِلال بنُ رَبَاح “رضي الله عنه”
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الصحابي بلال بن رباح شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
كان بلال أسمر اللون، شديد السمرة، طويلا، نحيفا، كثير الشعر، خفيف شعر الخدين، وهو من الحبشة.
وكان من السابقين في الدخول في دين الإسلام، الذين عذبهم المشركون. وكان صادق الإسلام، ظاهر القلب، قوي الإيمان، عظيم الصبر.
واسم أمه حمامة، وكانت هي أيضا تعذب بسبب إيمانها، فاشتراها أبو بكر –رضي الله عنه- فأعتقها، واسم أخيه خالد، واسم أخته غفرة.
أخذ المشركون بلالا فربطوا يديه، ثم جعلوا في رقبته حبلا من ليف، فدفعوه إلى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به، حتى ملوه، فتكروه.
وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره، في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول:
لا يزال على ذلك حتى يموت، أو يكفر بمحمد، ويعبد اللات والعزى، فيقول بلال- رضي الله عنه- وهو في تلك الحال: أحد، أحد.
ومر أبو بكر، رضي الله عنه، على أمية بن خلف، فقال له: ألا تتقي الله في هذا امسكين؟ حتى متى! قال: انت الذي أفسدته، فأنقذه مما ترى.
فقال أبو بكر، رضي الله عنه، أفعل؛ عندي غلام أسود أقوى من بلال، وهو على دينك، أعطيك إياه. قال أمية: قد قبلت. فأعطاه أبو بكر، رضي الله عنه، غلامه، وأخذ معه بلالا وأعتقه.
ولما شرع الأذان في المدينة، كان بلال يؤذن لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، طول حياته في السفر والحضر، وكان ندي الصوت، حسنه، فصيحا.
اشترك في غزوة بدر، وغيرها من الغزوات مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان خازنه على بيت ماله.
وفي موقعة بدر رأى بلال، رضي الله عنه، أمية بن –خلف وهو أسير في يد عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه، فقال: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا! ثم صرخ بأعلى صوته: يا أنصار الله، رأس الكفر أمية بن خلف! فأحاطوا به، فقطعوه بأسيافهم، وفي فتح مكة أذن بلال من فوق ظهر الكعبة المشرفة.
ولما توفي الرسول، صلى الله عليه وسلم، ترك بلال الأذان. ولما قعد أبو بكر، رضي الله عنه، على المنبر يوم الجمعة قال له بلال، رضي الله عنه، أعتقني لله؟ او لنفسك؟ قال: لله. قال: فأذن لي حتى أغزو في سبيل الله، فأذن له، فذهب إلى الشام.
ولما قدم عمر، رضي الله عنه، الشام أذن بلال، رضي الله عنه، فبكى الناس، لأن أذانه ذكرهم بالنبي، صلى الله عليه وسلم، وقيل إنه زار المدينة فأذن، فبكى الناس بكاء شديدا.
وبشره الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالجنة، وأثنى عليه فقال «نعم المرء بلال سيد المؤذنين يوم القيامة». وكان له مكانة رفيعة، قال عمر، رضي الله عنه، «أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا» يقصد بلالا.
وعاش طول حياته طاهرا، فإنه كان يتوضأ كلما نقض وضوءه، ويصلي ركعتين، حمدا لله على نعمة الطهارة. توفي بلال، رضي الله عنه، سنة عشرين هجرية بدمشق، وعمره بضع وستون سنة
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]