نبذة تعريفية عن “الفسيفساء” وطرق عملها
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الفسيفساء طرق عمل الفسيفساء الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة
الفسيفساء عمل فني مكون من قطع صغيرة من الحجر الطبيعي بألوانه المتعددة، أو من الطمي الخزفي المحروق، أو من الزجاج الملون الشفاف أو المعتم، يرص بعضها بجوار بعض في تنظيم معين بغرض عمل لوحة على الأرض أو الجدار تتميز بلمسة جمالية خاصة.
وتثبت هذه القطع الصغيرة على السطح المراد تغطيته بها بواسطة مواد لاصقة – مثل الأسمنت أو الطمي أو الجبس – بحيث تغرس، فرادى أو مجتمعة في المادة اللاصقة وهي طرية، ثم تترك حتى تتصلب ويتكون منها سطح صلب. كذلك يمكن تثبيت القطع الصغيرة عن طريق التعشيق واللصق إذا كان السطح من الأخشاب.
وهناك طرق عديدة لعمل مسطحات الفسيفساء. وفيما يلي نوضح، بشيء من التفصيل، إحدى هذه الطرق:
1- تجمع الأحجار مختلفة الألوان، وتقطع بطرق خاصة إلى مكعبات صغيرة طول ضلع كل منها ما بين سنتيمتر واحد وسنتيمترين.
أما الزجاج الملون فيعد على شكل شرائح، ثم يقطع إلى مكعبات صغيرة بهذه الأبعاد نفسها. وبعد التقطيع تجمع القطع ذات اللون الواحد كل على حدة.
2- يغطى السطح المراد العمل عليه بطبقة من الملاط سمكها سنتيمتران. وتتكون هذه الطبقة من: معيار واحد من الجير المطفأ، ومعيارين من رمل دقيق خال من الشوائب، ونصف معيار من مسحوق الرخام، ونصف معيار جير باريسي.
وتمزج هذه المقادير بالماء، وتوضع كطبقة أولى مستوية في المكان المراد تغطيته بالفسيفساء، وتترك خشنة حتى تجف، وتسقى بالماء عدة مرات حتى تتم قساوتها.
3- يرسم الشكل المطلوب كاملا على ورق وترص فوقه المكعبات المكونة بحيث يكون وجه الحجر (أو الخامة المستخدمة) إلى أعلى.
4- يلصق ورق مدهون بالغراء فوق المكعبات المرصوصة. وبذلك يصبح وجه المكعبات مغطى بالورق.
5- يقطع الورق والمكعبات الملتصقة به إلى قطع ضلعها ما بين 20 و25 سنتيمترا، وترقم بأرقام متسلسلة للاسترشاد بها عند لصقها على السطح المراد تغطيته بالفسيفساء.
6- يطبع الشكل المطلوب على السطح المراد العمل عليه – بعد إعداده كما جاء في الخطوة رقم (2)، بطريقة «تغبيش» ورق «الكلك».
ثم يبدأ العمل في تثبيت البلاطات الملونة (المعدة في الخطوة رقم 5) بحسب التصميم والترقيم المحدد سابقا بواسطة مواد لاصقة.
7- بعد أن تثبت المكعبات ويتم التأكد من تمام التصاقها – ينزع الورق الذي كان قد لصق على وجه المكعبات بترطيبه بالماء. فتظهر الصورة في شكلها النهائي.
والفسيفساء – وتسمى أحيانا «المنمنمات» أو «الموزاييك» – تعد من الفنون الجميلة التي تظهر فيها براعة الفنان، ومهارة الصانع ودقته.
وهي فن شرقي أصيل ظهر قبل الميلاد بعدة قرون. ويشهد على ذلك استخدام المصريين القدماء للفسيفساء في تطعيم وترصيع التوابيت والأقنعة بالأحجار والفصوص الكريمة والقطع الزجاجية.
وقد استمر هذا الفن الجميل في التطور حتى ازدهر مع ظهور الدولة الإسلامية حيث تأثر به الفنان المسلم الذي اكتسب الخبرة والمهارة في صناعته.
وخير دليل على براعة الفنان المسلم في هذا المضمار أعمال الفسيفساء التي يزين بها الجامع الأموي بدمشق، وقبة الصخرة في القدس وبعض المساجد الشهيرة في استانبول وفي القاهرة وبغداد.
ويتميز فن الفسيفساء في العصر الإسلامي بطابعه الفريد شكلا وموضوعا. فالدائرة والمربع مظهر عام في التصميم الإسلامي، إضافة إلى المستطيل والمثلث والنجم والمعين.
وبعض الأشكال الهندسية، متساوية أو متغايرة الأضلاع، يمكن من خلال تجميعها تكوين وحدات زخرفية بديعة يمكن تشكيلها لإعطاء تكوينات لا حصر لها.
وقد اهتم الفنان المسلم بإدخال عناصر من الوحدات النباتية والحيوانية، ومن حروف الخط العربي في مجال أعمال الفسيفساء، بعد أن كان الاهتمام في العصور السابقة يتركز على رسم صور الأشخاص.
واستطاع الفنان المسلم أن يدخل جميع هذه الوحدات في صياغات مختلفة مستخدما الخامات المتنوعة كمادة الخزف والمعادن والرخام بألوانها البراقة الزاهية.
وإضافة إلى أن استخدام الفسيفساء عنصرا زخرفيا في الواجهات المعمارية يكسب المبنى جمالا خاصا، فإنه أيضا ذو قيمة اقتصادية حيث يتحمل الظروف الجوية المتغيرة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]