نبذة تعريفية عن بدايات ظهور “الصحافة” وأقسامها ومميزاتها
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الصحافة أقسام الصحافة مميزات الصحافة الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة
الصِّحافَةُ تُعْني صِناعَةَ إصدارِ الصُّحُفِ والمَجلاّتِ، كما تَعْني الاشتغالَ بالعملِ الصَّحَفِيِّ كاستقاءِ الأخبارِ وتَحْريرها، وكتابَةِ المقالاتِ ونشرِها في الصُّحُفِ والمَجلاّتِ.
ويُطْلَقُ على مَنْ يَعْمَلُ في الصِّحافَةِ «صَحَفيّ» نِسْبَةً إلى الصِّحافَة، ويقالُ مندوبٌ صحفيٌّ ونشاطٌ صحافِيٌّ
وتعدُّ الصحافَةُ من أهمِّ وسائلِ الإعْلامِ والاتِّصالِ الجَمَاهِيريِّ في العالمِ الحديثِ، وتَنْقَسِمُ إلى: صِحافَةٍ مَكْتُوبَةٍ وصِحافَةٍ مَسْمُوعَةٍ وصِحَافةٍ مَسْمُوعَةٍ مَرْئِيَّةٍ، وأخيراً الصِّحافَةِ الإلكترونِيَّة التي ظَهَرَتْ بظهورِ «الإنترنت»
كيفَ بَدَأت قصة الصحافةِ؟
بَدَأَتْ حكايَةُ الصِّحافَةِ بشخصِ واحدٍ قبلَ الميلادِ. كانَ هذا الشَّخْصُ يَنْقُلُ الأخبارَ عن بعضِ الأشخاصِ والأحداثِ إلى الخاصَّةِ من القُرى والمدنِ البعيدةِ.
ثمَّ جاءَت الحضارَةُ الفِرْعَوْنِيَّةُ، فكانَ بعضُ المصريينَ يدونونَ بعضَ المعلوماتِ والأخبارِ على قِطَعٍ حَجَرِيَّةٍ وعلى أوراقٍ البَرْدِيِّ لِيَقْرَأَها الآخَرون.
ثمَّ جاءتِ الحَضارَةُ الرُّومانِيَّةُ لِتُصْدِرَ أَوَّلَ صحيفَةٍ عَرَفَها التاريخُ اسمها «أكاجورنا» سنةَ (454م) وكانت عِبارَةً عن صَفْحَةٍ مِنَ الجِلْدِ أو مَطْوِيَّةً تُقْرَأُ على أفْرادِ الشَّعْبِ بالأَسواقِ لمعرفَةِ القوانينِ والتَّشريعاتِ الجديدة.
وعندَما بَدَأتِ الحضارَةُ الصِّينيَّةُ ظَهَرَتْ صَحيفَةٌ خَشَبِيَّةٌ سنة (707م) تَنْقُلُ أسماءَ المجرمينَ والمطلوبِ القبضِ عليهم من قبلِ القانونِ بالدَّولةِ الكبيرة.
غير أنَّ تَقَدُّمَ الصَّحافَةِ بالطَّريقَةِ الحديثَةِ لَمْ تَرَ النُّورَ حتّى تَمَّ اكتِشافُ المطبعةِ على يدِ العالِمِ جوتِنْبِرْغ سنة 1450م.
وتُشيرُ مختلِفُ المصادرِ إلى أنَّ بدايَةَ الصِّحافَةِ الحديثَةِ كانت خِلالَ القرنِ (18) عندَما صَدَرَتْ أَوَّلُ صحيفَةٍ في إنجلترا سنةَ 1702م في لَنْدَن، ثمَّ انْتَشَرَتِ الصُّحُفُ والمَجَلاَّتُ مع تَقَدُّمِ الطِّباعَةِ وتَطَوُّرِ وَسائِلِ النَّقْلِ والاتِّصالِ بالعالَمِ.
وتَأَسَّسَ أَوَّلُ مَعْهَدٍ لِتَدْريسِ الصِّحافَةِ في بُوسطُنَ بالوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ الأمريكيَّةِ سَنَةَ 1908م.
وفي العالَمِ العربيِّ صَدَرَتْ أَوَّلُ جَريدَةٍ عَلى يَدِ حاكِمِ مِصْرَ مُحَمَّدِ عَلِيٍّ سَنَةَ 1928 وهِيَ جَريدَةُ «الوقائِعِ المِصْرِيَّةِ»، ثُمَّ صَدَرَتْ صَحيفَةُ «الأَهْرامِ» لأَوَّلِ مَرَّةِ سَنَةَ 1875م، وتَبِعَتْها صَحيفَةُ «المُقَطَّم» عامَ 1888م.
وفي دُوَلِ الخليجِ العَرَبِيَّةِ ارْتَبَطَ صُدورُ الصُّحُفِ بالنُّمُوِّ السُّكَّانِيِّ وبِانْتِشارِ التَّعْليمِ وكانَتِ المادَّةُ الصَّحَفِيَّةُ المَكْتوبَةُ في أُولى الصُّحُفِ تُكْتَبُ باللَّهَجاتِ العامِّيَّةِ جَنْباً إلى جَنْبٍ مَعَ المادَّةِ المَكْتُوبَةِ باللُّغَةِ الفُصْحَى.
ومَعَ النَّهْضَةِ الحَديثَةِ بَعْدَ ظُهورِ النِّفْطِ تَطَوَّرَتِ الصِّحافَةُ في دُوَلِ الخَليجِ ضِمْنَ وَسائِلِ الثَّقافَةِ والإِعْلامِ الأُخْرى. ويَرْجِعْ تاريخُ نَشْأَةِ الصِّحافَةِ في الكُوَيْتِ إلى عام 1928م حينَما صَدَرَتْ مَجَلَّةُ الكُويت الأولى ليسَ في الكُوَيْتِ فَقَطْ بَلْ في جميعِ بُلْدانِ الخليجِ.
وَتُقَسَّمُ الصَّحافَةُ إلى الأقْسامِ التَّالِيَةِ:
– صَحافَةٍ يَوْمِيَّةٍ، وَهِيَ الأَخْبارُ والمَعْلُوماتُ المَوْجودَةُ بِالجَرائِدِ والصُّحُفِ اليَوْمِيَّةِ، والنَّشَراتِ الإِخْبارِيَّةِ بِالإذاعَةِ والتِّلْفِزيونِ والموادِّ المَنْقُولَةِ خِلالَ «الإنْتَرْنِت».
– صَحافَةٍ أسبوعِيَّةِ، شَهْرِيَّةٍ أو دَوْرِيَّةٍ، وتَشْمَلُ المَجَلاَّتِ المَكْتُوبَةَ والمَعْلوماتِ المَقْروءَةَ والمَرْئِيَّةَ، والتَّعْليقاتِ الإِخْبارِيَّةَ القَصيرَةَ والمُطَوَّلَةَ.
ويَنْدَرِجُ تَحْتَ الكِتاباتِ الصِّحافِيَّةِ الأُمورُ التَّالِيَةُ:
– الخَبَرُ الافْتِتاحِيُّ، يَليهِ التَّعْليقُ وَرَأْيُ الصَّحيفَةِ أَوِ المَجَلَّةِ عَلى الخَبَرِ، ويَحْتَلُّ بِالعادَةِ الصَّفْحَةَ الأولى.
– المَقالَةُ، ويَكْتُبُها عادَةً صَحافِيٌّ يَعْمَلُ بالصَّحيفَةِ ويَحْتَلُّ مَرْكَزاً بها مِثْلَ رَئيسِ التَّحْريرِ، أَوْ سِكرتيرِ التَّحْريرِ. والمَقالَةُ مِثْلُ المقالِ الافْتِتاحِيِّ يُعَبِّرُ عَنْ رَأْيِ الصَّحيفَةِ أَوِ المَجَلَّةِ.
– العامودُ الصَّحَفِيُّ، وَمُحَرِّرُ هَذا لَيْسَ صَحَفيًّا، ولكنَّهُ كاتِبٌ، أَوْ مُحِبٌّ لِلْكِتابَةِ، يَكْتُبُ رَأْياً شَخْصِيًّا، أو انْطِباعاتٍ يَوْمِيَّةٍ أو أُسْبوعِيَّةً، وهيَ لا تُعَبِّرُ عَنْ رَأْيِ الصَّحيفَةِ وَإِنْ كانَ يَأْخُذُ مُكافَأَةً مِنها.
والمَوْضُوعاتُ الصَّحَفِيَّةُ تُقَسَّمُ إلى ثَلاثَةِ أَقْسامٍ كَذَلِكَ:
1-الأَخْبارُ والمَعْلوماتُ.
2-المَقالاتُ والأَعْمِدَةُ.
3-التَّحْقيقاتُ والاسْتِطْلاعاتُ، والصُّوَرُ الفوتوغْرافِيَّةُ والتَّوْضيحاتُ (الكراكتيريَّةُ).
وتَتَمَيَّزُ الصِّحافَةُ اليَوْمِيَّةُ بِأُمورٍ مُهِمَّةٍ جِدًّا، تَجْعَلُها تَسْتَحِقُّ لَقَبَ «السُّلْطَةِ الرَّابِعَةِ» بَعْدَ السُّلْطاتِ التَّشْريعيَّةِ، القَضائِيَّةِ، والتَّنْفِيذِيَّةِ وهَذِه الأُمورُ هيَ:
1-الآنِيَةُ، وهيَ مَعْنِيَّةٌ بِنَقْلِ الأَخْبارِ والمَعْلُوماتِ، أَي الأَخْبار تَكونُ «ساخِنَةً» وَجَديدَةً.
2-السُّرْعَةُ، المَعْلوماتُ بالعَصْرِ الحاضِرِ تَتَوارَدُ بِسُرْعَةٍ هائِلَةٍ.
ومِهْنَةُ الصِّحافَةِ تَأْخُذُ كُلَّ وَقْتِ الإِنْسانِ، وَلا تَقْبَلُ مَعَها شَريكاً، أو مِهْنَةً أُخْرى. وهيَ في نَفْسِ الوَقْتِ مِهْنَةٌ شاقَّةٌ، ولِذَلِكَ سُمِّيَتْ «مِهْنَةَ المَتاعِبِ»، فَهِيَ تَحْتَاجُ إلى مُتابَعَةِ الأَحْداثِ، ومَعْرِفَةِ الأَسماءِ والتَّغَيُّراتِ الَّتي تَحْدُثُ بِالمُجْتَمَعِ. بِالإِضافَةِ إلى المُقابَلاتِ والمَواعيدِ والكِتابَة.
وَيَتَطَلَّبُ هذا مِنَ الصَّحَفِيِّ مَعْرِفَةَ سِياساتِ الصَّحيفَةِ الَّتي يَعْمَلُ بها، وسياساتِ الدَّوْلَةِ الَّتي يَعيشُ بِها وَلَدَيْهِ الحِسُّ فيما يَكْتُبُ وما يَنْشُرُ.الحقوق في جميع محتويات هذه الموسوعة، بما فيها من الصور والرسوم، محفوظة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
ولا يجوز إعادة طبعها أو جزء منها، أو نقلها أو الاقتباس منها أو نشرها بأي أسلوب دون موافقة خطية من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]