إسلاميات

نبذة تعريفية عن بيعتي “العقبة الأولى والثانية”

1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

بيعة العقبة الأولى بيعة العقبة الثانية إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة

بعث الله محمدا، صلى الله عليه وسلم، بدعوة الإسلام، وأمره بتبليغ دين الله تبارك وتعالى، وقد واجه النبي، صلى الله عليه وسلم، صعوبات ومشقات كثيرة جدا في تبليغ دعوة الله، لكنه كان يصبر على أذى المشركين وظلمهم، ولو ييأس من قبول دعوته، لأن الله وعده بانتشار الإسلام، وأخبره أن مع العسر يسرا.

وكان العرب المشركون يأتون الى بيت الله الحرام في مكة المكرمة كل سنة مرة يطوفون بالكعبة، ويقدسون الأصنام، ويعبدونها، ويسمون ذلك حجا. 

فكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يستفيد من حضورهم واجتماعهم، فيتعرف على الناس وخاصة زعماءهم ورؤساءهم، فيطلب منهم أن يجلسوا معه، ثم يكلمهم عن الإسلام ويقرأ عليهم القرآن الكريم.

وفي موسم من مواسم الحج عند المشركين حضر ناس كثيرون، وقد رأى النبي، صلى الله عليه وسلم، من بينهم ستة رجال من زعماء قبيلة عربية مشهورة اسمها «قبيلة الخزرج».

 

وكانت هذه القبيلة تسكن يثرب (المدينة)، فدعاهم أن يجلسوا معه ليكلمهم، فجلسوا فكلمهم عن الإسلام، الدين الجديد، الذي يخرج الناس من عبادة الأوثان إلى عبادة الله وحده لاشريك له.

وقرأ عليهم بعض الآيات التي أنزلها الله عليه، فتأثر هؤلاء الرجال بما قاله لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فآمنوا بدعوة الإسلام، وشهدوا أن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله، وعاهدوه أن ينشروا دعوة الإسلام بين قومهم.

ولما عاد هؤلاء الرجال الى المدينة بدأوا بدعوة أهلهم وقومهم إلى الإسلام وقالوا لهم: إنه الدين الصحيح، لأنه دين التوحيد والعقيدة الصحيحة، وإن عبادة الأصنام دين باطل. فآمن كثير من أهل يثرب بالدين الجديد.

 

فلما جاء موسم الحج بعد سنة من مقابلة النبي، صلى الله عليه وسلم، للرجال الستة، خرج هؤلاء الستة ومعهم ستة آخرون فكانوا اثني عشر رجلا، فحضروا إلى مكة.

واجتمعوا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، وأخبروه بانتشار الإسلام في المدينة، وأنهم حضروا ليعاهدوا ويبايعوا النبي، صلى الله عليه وسلم، على الاسلام، وليبينوا له أنهم على استعداد لتحمل ما يكلفهم به نبي الله، صلوات الله وسلامه عليه.

فرح النبي صلى الله عليه وسلم بما سمعه من خبر انتشار الاسلام، وقال لهم عاهدوني وبايعوني على «أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم. فإن وفيتم بهذا العهد، فلكم الجنة من الله تبارك وتعالى».

 

فوافق هؤلاء الرجال على أن يبايعوا النبي، صلى الله عليه وسلم، على ما ذكره من أمور.

ولما أرادوا أن يعودوا الى المدينة، قال لهم النبي، صلى الله عليه وسلم، سأبعث معكم من يعلمكم أمور دينكم ويقيم الصلاة فيكم، فبعث معهم أحد علماء الصحابة وهو «مصعب بن عمير»، رضي الله عنه. وهذه المعاهد أو البيعة تسمى «بيعة العقبة الأولى».

ولما وصل مصعب بن عمير الى المدينة قام بعمل كبير لنشر الاسلام بين أهلها وتعليم من يدخل الإسلام أحكام الدين. وكان يصلي بالمسلمين، ويعلمهم أمور دينهم، وكذلك نشط المسلمون في دعوة أهلهم وقومهم، وانتشر الإسلام في كل بيت وكثر المسلمون في المدينة.

 

فلما جاء موسم الحج من العام التالي، خرج من المدينة ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان ممن أسلموا، يريدون الاجتماع مع النبي، صلى الله عليه وسلم. 

فلما وصلوا المدينة طلب منهم النبي، صلى الله عليه وسلم، ألا يظهروا إسلامهم، حتى لا يعرفهم المشركون وطلب منهم أن يحضروا اليه في مكان بين جبلين عند موضع يسمى «العقبة» ويكون حضورهم في الليل حتى لا يراهم المشركون.

فلما جاء الليل حضروا واحدا واحدا إلى العقبة كما طلب منهم النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما اكتمل عددهم، قالوا: يارسول  الله على أي شيء نعاهدك ونبايعك؟

 

فقال صلى الله عليه وسلم: تعاهدونني «على أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا وأن تمنعوني – أي تحموني – مما تمنعون منه نساءكم وابناءكم متى قدمت عليكم».

ووعدهم النبي، صلى الله عليه وسلم، إذا هم صدقوا في بيعتهم وعهدهم ودافعوا عن الاسلام وجاهدوا في سبيله أن الله سيدخلهم الجنة. وهذه البيعة تسمى «بيعة العقبة الثانية».

وبعد هذه البيعة انتشر الاسلام وانتصر المسلمون على المشركين وآمن أهل المدينة، ثم أهل مكة، ثم العرب في الجزيرة العربية، ثم بدأ الإسلام ينتشر في بلدان العالم جميعها.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى