نبذة تعريفية عن تركيب الأسنان والأمراض التي تصيبهم
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تركيب الأسنان أمراض الأسنان البيولوجيا وعلوم الحياة الطب
الأسنان أعضاءٌ صُلْبَةٌ مرصوصةٌ في فجواتٍ تُسَمَّى "المَغَارِزَ" العظميَّةَ في الفكَّيْن العُلْوِيِّ والسُّفْلِيِّ. وأهمُّ وظيفةٍ للأسنان هي تقطَيعُ الطعامِ وتمزيقُه وطحنُه تمهيداً لبَلْعِه. وللأسنانِ وظيفةٌ أخرى مُهِمَّةٌ، فهي تُسَاعِدُ على نُطْقِ بعضِ الكَلِمَات بمساعدةِ الشَّفَتَيْنِ واللِّسَانِ.
كما أن نُمُوَّ الأسنانِ العُلْيَا والسفلَى يُؤَثِّرُ في تشكيلِ الصورةِ النهائيّةِ لنموَّ الوجهِ عامةً والنصفِ السفليِّ من الوجهِ خاصةً.
وللأسنانِ أربعةُ أنواعٍ من الأسنانِ:
– القواطعُ، وتوجد في مُقَدِّمِ الفَمِ، وتُسْتَعْمَلُ في قطعِ الطعامِ وقَضْمِهِ مثلَ ما يحدثُ عند تناولِ المَّوْزِ والتفاحِ.
– الأنيابُ، وتوجدُ عند رُكْنَيْ الفَمِ وتستعملُ في مسكِ الطعامِ وتمزيقِه مثلَ ما يحدثُ عند تناولِ اللَّحمِ.
– الضَّواحِكُ (الضـُّرُوسُ الأَمامِيَّةُ) وهي تَلِي الأنيابَ في ترتيبِ الأسنانِ في الفَمِ.
– الطواحنُ (الضـُّرُوسُ الخَلْفِيَّةُ) وتوجدُ في الفَمِ في الجهةِ الخَلْفِيَّةِ، وتستعملُ هي والضواحِكُ في طحنِ الطعامِ وَمزْجِهِ باللُّعابِ بمساعدةِ الِّلسانِ والشَّفَتَيْنِ كجزءٍ من تحضيرِ الطعامِ للهضمِ .
ومِنْ حيثُ الشَّكلُ الخارجِيُّ، يلاحظُ أن السِنَّ أو الضِّـرْسَ يتكَوَّنُ من جُزْئَيْن، هُمَا: "التَّاجُ"، وهو الجزءُ الظَّاهِرُ في التَّجوِيفِ الفَمِّيِّ، و"الجِذْرُ" وهو الجزءُ المُنْغَرِسُ في العظامِ الدَّعَامِيَّةِ للفَكَّيْنِ، ونهايتُه المنغرسةُ في عظامِ الفكِّ تُسَمَّى "قِمَّةَ الجذر".
أمّا منطقةُ تَقَابُلِ التاجِ مع الجذرِ فتسمَّى "عُنُقَ السِنِّ".
أمَّا من حيثُ التركيبُ، فيتكوَّن السِّنُّ أو الضـرسُ من أربعةِ أنسجةٍ:
– الميناءُ، وهو نسيجٌ يغطِّي تاجَ السنِّ، وهو طبقةٌ غيرُ حسَّاسةٍ لأنه لا يحتوِي على أعصابٍ حِسِّيَةٍ، ويتكوَّن من مادةِ الكِلْسِ (الجِير). وهو أقوَى نسيجِ في الجسمِ.
– العاجُ، وهو نسيجٌ أقلُّ صلابةً من الميناءِ، ويشابهُ العظمَ في قُوَّتِهِ، وبه أعصابٌ حِسِّيَةٌ، ويكوِّن معظمَ جسمِ السنِّ أو الضِّرسِ.
– الُّلبُّ، ويتكَوَّنُ من نسيج رَخْوِ به أوعيةٌ دمويةً وأعصابٌ، ويقعُ الُّلبُ في قلبِ الطبقاتِ المتكلِّسَةِ، ويُحاطُ بالعاجِ من كلِّ جانبٍ، ويتَّصِلُ بقِمَّةِ الجذرِ عن طريقِ ثَقْبٍ صغيرٍ يسمَّى ثَقْبَ قِمَّةِ الجَذْرِ.
– الأَسْمَنْتُ أبو المِلَاط، وهو طبقةٌ رقيقةٌ لهَا تركيب العظام نَفْسُهُ، وتغطِّى سطحَ جِذْرِ السنِّ، وتصلُ السنَّ بعظامِ المغارزِ في الفكِّ بواسطةِ غشاءٍ رقيقٍ يسمّى "سِمْحَاقَ السِّنْخِ".
وعندما يولدُ الطفلُ لا يكونُ له أسنانُ، ويحصُلُ على غذائِه عن طريقِ الرَّضاعةِ، ولكنّه عندما يكبُرُ تظهرُ له أسنانٌ تسمَّى الأسنانَ اللَّبَنِيَّةَ أو الأَولِيَّةَ ويكون عددُها عشـرينَ سِناًّ في الفكَّيْن، عَشَرة في كلِّ فكٍّ.
وهي عبارةٌ عن أربع قواطَع، ونابيْن، وأربعة ضروسٍ.
وتتوزَّعُ الأسنانُ في كلِّ فكٍّ إلى قسمين متماثليْن أيمنَ وأيـسرَ. وذلك نجدُ في كُلِّ نصفِ فكٍّ: قاطعَيْن، وناباً واحدا، وضِرْسَيْن.
وتَبْزُغُ الأَسنانُ اللَّبنيةُ في المواعيدِ التَّالية:
– القواطعُ العُليَا والسُّفلَى تظهر عند عمر من 6 إلى 9 أشهر.
– النابان العُلوِيَّان والسُّفْلِيَّان تظهر عند عمر من 16 إلى 18 شهرا.
– الطَّاحِنَةُ الأولَى تظهر عند عمر من 12 إلى 14 شهرا.
– الطاحِنَةُ الثانيةُ تظهر عند عمر من 20 إلى 30 شهرا.
والأسنانُ اللَّبَنِيَّةُ صغيرةٌ لتناسِبَ فكَّ الطِّفْلِ، ولَهَا ميناءٌ أنصعُ بياضاً من ميناءِ الأسنانِ العادِيَّةِ. وينمو تحتَ هذه الأسنانِ براعمُ لعشـرينَ سِنًّا. وعندما يَكْبُرُ الطفلُ يكتملُ نموُّ البراعِم مُكَونَّةً أسناناً دائمةً تدفعُ الأسنانَ اللَّبنيةَ وتَحُلُّ مَحَلَّهَا.
والأسنانُ الدائمةُ عددُها 32، ثماني في نصفِ كُلِّ فكٍّ، وَوَضْعُهَا كالتَّالي: قاطعتان، ونابٌ واحد، ضاحتكان (ضِرْسان أَمَاميَّان)، وثلاثُ طواحِنَ (ضروسٍ خلفيَّةٍ).
والأسنانُ الدائمةُ أكبرُ حجماً وأكثرُ صلابةً من الأسنانِ اللَّبَنِيَّةِ، كما أن تيجانَها وجذورَها أكبر. ولذلك تكونُ الأسنانُ الدائمةُ أقوَى وأثْبَتُ من الأسنانِ اللَّبَنِيَّةِ.
وتظهر الأسنان الدائمة في المواعيد التالية:
القواطعُ الوُسطى (أو الثَّنايا) العُلْيَا والسُّفْلَى تظهر في حوالَيْ عمرِ 7 سنوات.
· القواطعُ الجانبية العُلْيَا والسُّفْلَى وتظهر في حوالَيْ عمرِ 8 سنوات.
الأنيابُ العُليا والسُّفلى تظهر في حوالَيْ عمر 11 سنة.
· الضَّواحكُ الأَولَى العُلْيَا والسُّفْلَى تظهر في حوالَيْ عمرِ 9 سنوات.
(الضُّروس الأماميَّةُ الأولى- العُليا والسُّفلَى).
الضَّواحكُ الثانية العُلْيَا والسُّفلى تظهر في حوالَيْ عمرِ 10 سنوات.
(الضُّروس الأمامِيَّةُ الثانية- العُليا والسُّفلَى).
الطواحِنُ الأولَى العُليا والسُّفلى تظهر في حوالَيْ عمرِ 6 سنوات. (الضـُّروسُ الخَلفيّةُ الأولَى- العُليا والسُّفلَى).
· الطواحِنُ الثانيةُ العُليا والسُّفلى تظهر في حوالَيْ عمرِ 12 سنة (الضُّروسُ الخَلفيَّة العُليا والسُّفلى).
الطواحِنُ الثَّالِثةُ العُلْيَا والسُّفلَى تظهرُ في حوالَيْ عمرِ 17-21 سنة. (الضُّروسُ الخلفيَّة الثالثةُ العُليا والسُّفلَى: أضراسُ العقل).
والأسنانُ – كما سَبَقَ أن ذكرنَا- تتثَبَّتُ في الفكَّيْن العُلْويِّ والسُّفْليِّ. والفكُّ العلوِيُّ مثبَّتٌ في قاعِدةِ الجُّمْجُمَةِ، ويقومُ بتدعيمِ وتثبيتِ الَأسنانِ العُلويَّةِ، ويُكَوِّنُ قُبَّةَ الحَنَكِ (سَقْفِ الحَلْقِ) العظميّةِ. وهو ثابتٌ لا يتحرَّكُ.
أما الفكُّ السُّفْليُّ فهو عظمةٌ متحرِّكَةٌ قويَّةٌ تشبه إِلى حدٍّ كبيرٍ حِدْوَةَ الحصان.ويتصلُّ من الخلفِ بقاعدةِ الجمجمةِ أمامَ الأُذُنِ مُكَوِّناً مَفْصِلَ الفكِّ. ويمكنُ تحسُّسُه بوسطةِ الإِبهامِ أمامَ الأذنِ حيثُ يتحرَّكُ عندَ فتحِ الفمِ وقفلِهِ.
ويتَّصِلُ بالفكِّ السُّفْلِيِّ عضلاتٌ قويَّةٌ تسمَّى عضلاتِ المضغِ. وتقومُ العضلاتُ بفتحِ الفكِّ السُّفْلِيِّ، وَقفلهِ. وعندَ انقباضِ عضلاتِ الجنبيْن بالتناوُبِ يتحرَّكُ الفكُّ أثناءَ عَمَلِيَّة القطعِ والمضِغ.
ومن الأمراض التي تصيبُ الفَمَ والأَسنانَ مَرَضُ النَّخْرِ أو التَّسَوُّسِ، وأمراضُ اللِّثَةِ والعِظَامِ الداعمةِ للأسنانِ.
ونخرُ الأسنان أو تَسَوُّسُهَا مرضٌ بطيءُ الحدوث، وعندما يصيبُ الأسنانَ يُؤَدِّي إلى دمارِها وتآكلِ المادةِ الصُّلبةِ المتكَلِّسَةِ حتَّى يصلَ التسوسُ إِلى لُبِّ السِّنِّ. وعندها يشعرُ المُصَابُ بآلامٍ شديدةٍ.
ويقولُ الأطِّباءُ أن عدمَ العنايةِ بنظافةِ الفمِ والأسنانِ تُؤَدِّي إلى ظهورِ هذا المرض.
فعندما تتجَمَّعُ بقايَا الطعامِ فوقَ السِّنِّ أو بينَ الأَسنانِ تصبحُ هذه البقايا مكاناً مناسبا لِنُمُوِّ الميكروباتِ وتكاثُرها. وتلتصقُ الميكروباتُ بالسِّنِّ مكوِّنةً ما يُسَمَّى "اللُّوَيْحَةَ السِّنِّيَة" أو "الصحيفةَ الميكروبِيَّةَ". وهي عبارةٌ عن طبقةٍ رقيقةٍ من الجراثيمِ لا يمكنُ رؤيتُها بالعينِ المجرَّدَةِ.
وتقومُ هذه الميكروباتُ المتكاثرةُ بتحويلِ بقايا الطعامِ السُّكَّرِيَّةِ إلى أحماضٍ تتفاعلُ مع الطبقةِ الخارجيَّةِ للسِّنِّ (المِيناء).
ومع مرورِ الوقتِ تتآكلُ طبقةُ الميناءِ شيئاً فشيئاً حتَّى تصلَ إلى لُبِّ السنِّ فينكشفَ العصبُ، وعندئذ يتهيَّجُ هذا النسيجُ ويلتهبُ ويُؤَدِّي إلى آلامٍ شديدةٍ.
وعندما يزدادُ الالتهابُ ينقطعُ وصولُ الغذاءِ عن طريقِ الدمِ إلى لبِّ السنِّ، ويبدأ نسيجُ اللُّبِّ في التَحَلُّلِ مِمَّا يترتَّبُ عليْه ظهورُ خَرَارِيَج صغيرةٍ، ثم يتكوَّن خُرَّاجٌ كبيٌر يُؤَدِّي إلى تورُّمِ الوجهِ مع آلامٍ شديدةٍ.
أمَّا أمراضُ اللِّثَةِ والعظامِ الدَّاعِمَةِ فهي تُصيبُ الأنسجةَ المحيطةَ بالسِّنِّ (اللِّثة) وكذلكَ سِمْحاقَ السِّنْخِ (النسيجِ الرَّابطِ) وعظامَ الفكِّ ونسيجَ المِلَاِط (الأَسمنتِ).
ويحدثُ هذا المرضُ عندما تَلْتَهِبُ اللِّثَةُ الطَّرَفِيَّةُ وتتراكمُ الصفائحُ الميكروبيَّةُ عندَ إِهمالِ تنظيفِ الأَسنانِ. ومن أعراضِ الالتهابِ اللَّثَوِيِّ المزمنِ النَّزْفُ عندَ استعمالِ الفُرْشَاَةَ أو عندَ قَضْمِ أطعِمَةٍ صُلْبَةٍ.
ويلاحَظُ أنَّ هذه الالتهاباتِ لايصاحبُها في البدايةِ أَيُّ آلام. لذا يعتقدُ البعضُ أن هذا العارضَ غيرَ مُهِمٍّ، ويهملُ العلاجَ، فيزدادُ التهابُ اللِّثةِ وتتمركزُ الميكروباتُ وما ينتجُ عنها من سُمُومٍ داخلَ الغِشَاءِ الضَّامِّ (سِمْحَاقِ السِّنْخِ) وتحدثُ مضاعفاتٌ مثل تآكلِ الأنسجةِ المحيطةِ بالسنِّ، وأهمُّها العظام
الدَعَامِيَّةُ، وتتكوَّنُ مادةُ الصَّدِيدِ (القَيْحِ). ويزدادُ الالتهابُ تدريجياً فيُحْدثُ آلاماً مُبَرِّحَةً بالفم. ويحدُثُ تخلخلٌ للأسنانِ المُصَابَةِ.
وللوقايةِ من أمراضِ الفمِ والأسنانِ ينبغي أن نعمَلَ على بقاءِ الفمِ والأسنانِ نظيفةً باستعمالِ الفُرْشَاةِ استعمالاً صحيحاً والأدواتِ المساعِدَةِ الأخرى مثل الخيطِ الحريرِيِّ والنَكَّاشَاتِ.
ويجبُ تنظيفُ الأَسنان بالفرشَاةِ مَرَّتَيْن يوميًّا علَى الأقَّل – مرَّةً بعد الإفطارِ والأخرى قبلَ النومِ، ولمدَّةٍ تتراوحُ بين دقيقتَيْن وخمسِ دقائقَ في كلِّ مَرَّةٍ حتَّى نتأكَّدَ من إزالةِ بقايا الطعامِ والتخلُّصِ كُلِّيَةً من الميكروباتِ التي تلتصقُ بِبَقَايَا الطَّعَامِ والأسنانِ.
وللمحافظةِ على سلامةِ الفمِ والأسنانِ يجبُ مراجعَةُ طبيبِ الأسنانِ مَرَّةً كُلَّ سِتَّةِ شهور علَى الأقلِّ، واتباعُ الإرشاداتِ الصِحِيَّةِ التي يَنْصَحُ بِها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]