نبذة تعريفية عن تركيب ووظيفة الجهاز العصبي الذّاتي لدى الإنسان
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الجهاز العصبي الذاتي تركيب الجهاز العصبي الذاتي وظيفة الجهاز العصبي الذاتي الطب
هل زرت يوما مدينة ملاهي الأطفال وجَرَّبت الدخول في بيت الرعب. أو ركوب إحدى العربات الطائرة؟
إن مثل تلك الألعاب في مدينة الملاهي تسبب الإثارة لدى الكثيرين، ولكنها أيضا تصيب البعض بالرعب المُفزِع!
وقد يتعرض الإنسان لقَدْر من الخوف والارتباك في مواقف مختلفة في أثناء الحياة العادية، كما يحدث للبعض عند دخول أحد الامتحانات الشفهية أو العراك مع شخص قوي.
وفي كل هذه الحالات يَحفِز الجسم نفسه للاستعداد للخطر الذي يواجهه، فمثلا، تتسع الشعب الهوائية مما يؤدي إلى دخول كمية أكبر من الهواء إلى الرئتين، وبذلك يحصل الدم على كميات أكبر من الأكسجين.
وفي الوقت نفسِه تتسع الأوعية الدموية التي تمد العضلات الإرادية فيزيدُ قدرتها على أداء وظيفتها. كذلك يزيد معدل وقوة ضربات القلب؛ فيؤدي هذا إلى سرعة دوران الدم لضمان امداد المخ والعضلات الإرادية بكميات أكبر من الأكسجين اللازم لأداء جهد أكبر لمواجهة الخطر الطارئ.
ويصاحب ذلك ايضا اتساع إنسان العين، وتراجع الجفون، مما يُعطي انطباعا بالتحفَّز قد يكون له أثره في تخويف العدو. إن كل هذه التغيرات التي يقوم بها الجسم عند مواجهة الخطر ينظمها «الجهاز العصبي السّمبتاوي».
ويُكوِّن «الجهاز العصبي السمبتاوي» مع «الجهاز العصبي جار السمبتاوي» معا ما يعرف باسم «الجهاز العصبي الذاتي».
وقد سُمي الجهاز العصبي الذاتي بهذا الاسم لأنه ينظم معظم الأنشطة الجسمية التي لا تخضع لإرادة الفرد، بل تتم دون وعي منه.
ويُزوِّد الكثير من أعضاءالجسم بألياف عصبية سمبتاوية وأخرى «جار سمبتاوية»، ويكون تأثير الألياف العصبية لأحد الطرازين مضادا لتأثير الطراز الآخر.
ومثال ذلك أن الجهاز جار السمبتاوي يعمل على تضييق فتحة إنسان العين في الضوء الساطع.
وعلى انقباض عضلات لاجسم الهدبي لعدسة العين لجعلها أقل تحدبا لمواءمة الرؤية عن قرب، وعلى تنشيط الحركة الدودية للأمعاء لدفع المواد الغذائية خلالها، وعلى تنشيط إفراز العصارة الصفراوية والإفرازات البنكرياسية.
هذا في حين يقوم الجهاز السمبتاوي بتثبيط هذه العمليات في الظروف العكسية، بمعنى أنه يعمل على اتساع إنسان العين في الضوء الخافت، وعلى انبساط عضلات الجسم الهدبي لعدسة العين عند الرؤية عن بعد، وعلى تثبيط الحركة الدودية للأمعاء والنشاط الإفرازي للغدد الهضمية في حالة خلو القناة الهضمية من مواد غذائية تحتاج للهضم.
وعلى وجه العمموم يعمل الجهاز جار السمبتاوي على الحفاظ على طاقات الجسم وادخار قوته.
في حين يعمل الجهاز السمبتاوي على تحريك تلك الطاقات لمجابهة الطوارئ. وهكذا تُحدِّد درجة نشاط كل من الجهازين الحالة التي يوجد عليها العضو.
ومن المفترض أن الجهازين السمبتاوي وجار السمبتاوي يعملان لضبط الأداء الوظيفي للأعضاء وفقا لتغير الظروف.
ورغم أن الجهاز العصبي الذاتي يعمل لا إراديا، إلا أنه يخضع بصورة ما لبعض المراكز العصبية في القشرة المخية وتحت المهاد والنخاع المستطيل.
ومن المعروف أن الجهاز جار السمبتاوي يُحدث تأثيرة عن طريق إفرازه لمادة تعرف باسم «إبيتفرين»، بينما يحدث الجهاز السمبتاوي تأثيره عن طريق مادة اسمها «أستيل كولين».
ومن الناحية التشريحية، يتكون الجهاز العصبي السمبتاوي أساسا من سلسلتين من العقد العصبية تمتد كل منهما على أحد جانبي العمود الفقري في المنطقة الصدرية والجزء الأمامي للمنطقة القَطَنية (أسفل الظهر).
وللجهاز السمبتاوي أيضا عُقِدُ عصبية تلتصق بالمساريقا بين الأحشاء الداخلية.
أما الجهاز جار السمبتاوي فلا يكَوِّن سلاسل عصبية، ولكن له عقدا عصبية في منطقة الرأس، وعقدا عصبية أخرى تقع إما قريبة جدا من بعض أعضاء الجسم أو في داخل أنسجة هذه الأعضاء.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]