نبذة تعريفية عن جبال الأبلاش المتواجدة في قارة أمريكا الشمالية
1987 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جبال الأبلاش قارة أمريكا الشمالية الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا
على الجانب الشـرقي لقارة أمريكا الشمالية، توجدُ مجموعةٌ كبيرة من سلاسل الجبال، تسمى جبالَ الأبلاش، وهي تمتد مسافة 1200 كيلو متر في أراضي دولتينْ هما كندا و الولايات المتحدة الأمريكية.
ونظرا لكثرة عدد هذه السلاسل الجبلية، فإن لكل منها اسماً خاصاً به.
ففي القسم الشمالي هناك جبال شكشوك ونُتْرْدَام في كندا، والجبال البيضاء والخضـراء في شمال شرقي الولايات المتحدة، ومرتفعاتُ اليجيني في ولايتَيْ نيويورك وبنسلفانيا، والحافةُ الزرقاء في جنوب الأبلاش.
هذه المجموعاتُ الجبلية المتعددة التي تعرف باسم الأبلاش، تعتبر من أقدم المرتفعات التي نشأَتْ على ظهر الكرة الأرضية، وتدل صخورُها على تاريخها الطويل.
وهي تتكون من صخور متحولة مثل الرخام والمرو والأردواز، و صخور رسوبية اندفعت بينها صخور نارية كالجرانيت.
ومع الزمن تعرضت هذه الصخور للنحت بواسطة مياه الأنهار والجليد فتآكلتْ مرتفعات الأبلاش، وقلَّ ارتفاعُها، بحيث أصبح معظمُها على ارتفاع نحو 1500 متر فقط، وأعلاها جبل ميتشل وارتفاع قمته 2037 متراً.
وتتمتع جبالُ الأبلاش بثروات عظيمة، فبين طبقات صخورها الرسوبية توجد كمياتٌ هائلة من الفحم، ومن خامات الحديد الجيدة، ومن الأملاح. كذلك يتوافرُ الرخامُ وصخور الجرانيت.
وقد كانت جميع سفوحُ الجبال تكسوها غاباتٌ، ومع أن السكَّانَ قد أزالوا الكثيرَ منها خلال القرون الماضية، إلا أن الحياةَ النباتية متنوعةٌ بشكل مذهل، حيث تشتمل غاباتُ الأبلاش حتى الآن نحو مئة وأربعين نوعا من الأشجار.
وقد ساعدتْ وفرةُ الأمطار على نمو الأشجار بسرعة، وتُستغل أخشابها في صناعة الورق والأثاث، كما أنها تمثل مُتَنَزَّهاتٍ عامة.
يقصدها ملايينُ السكان للتمتع بمناظرها الطبيعية الخلاَّبة، من أشجارٍ متنوعة، وشلالاتٍ في مجاري الأنهار، وينابيعَ معدنية، ومغاراتٍ في جوف الصخور الجيرية من أشهرها مغارة الماموث في ولاية كِنْتَكِي.
ونتيجةً للأمطار التي تنهمر أحياناً بغزارة تحدث الفيضانات التي تجرف التربة، ولذلك قامتْ الحكومةُ بتنفيذ عدد من المشـروعات لمنع خطر هذه الفيضانات، والحفاظ على التربة.
وقد كان أكبرُ هذه المشروعات، ما بدأ تنفيذه منذ عام 1933 على نهر تنسي، واشتمل على عدد كبير من السدود، تَحَكَّمتْ في جريان الماء.
واسْتُغِلَّتْ لتوليد الطاقةِ الكهربائية للأغراض الصناعية، كما أن البحيرات التي تجمعت خلف السدود تجذبُ السياحَ، وعُشَّاقَ الرياضة، ولم تَعُدْ المزارع معرضةً للغرق من جراء الفيضانات.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]