نبذة تعريفية عن جزيرة جامايكا
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جزيرة جامايكا الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
هل تذكرون الصورَ القديمة لقراصنة البحار في سفنهم الغريبة، ومزارعَ قصب السكر التي يعمل بها رجال أشداء بشرتُهم سمراء يعملون تحت أشعة الشمس اللافحة، والجزرَ الجبلية المغطاةً بالغابات وأشجار الموز وجوز الهند، والتي تحيط بها مياه البحر الزرقاء الصافية؟
إن هذه الصور الموجودة في خيالنا قريبة الشبه من الأحوال في جامايكا قديماً.
فهي جزيرة صغيرة المساحة (11 ألف كيلو متر مربع) تساوي مساحةَ لبنان، وتقع في البحر الكاريبي الذي يفصل بين قارَّتَيْ أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.
وهو موقع هام خاصة وأنها تواجه قناةَ بنما من ناحية الشرق وهي قناة مهمة جداً لحركة المواصلات البحرية في العالم لأنها تصل بين محيطين عظيمين هما المحيط الأطلنطي والمحيط الهادي.
وجامايكا واحدة من عدة جزر قريبة من بعضها البعض (أرخبيل) تسمى «جزر الأنتيل الكبرى».
وقبل عدة مئات من السنين كان يسكن هذه الجزيرةَ عددٌ قليل من سكانها الأصليين يعيشون في سلام. وفي يوم من أيام سنة 1494، أي قبل 500 عام من الآن، وصلت إلى هذه الجزيرة الجميلة سفينة ضخمة غَيَّرَتْ حال هذه الجزيرة تماماً.
كانت المرة الأولى التي يشاهد فيها سكان الجزيرة مثلَ هذه السفن الضخمة فلم يعرفوا سوى القوارب الصغيرة. كانت هذه السفينة الأسبانية إحدى سفن كريستوفر كولمبس الذي اكتشف العَالم الجديد وكانت هذه رحلته الثانية من أسبانيا
ومنذ ذلك الحين تدفق الأسبان على جزيرة جامايكا بحثاً ع الذهب والمعادن النفيسة، فاحتُّلوا أرضها واستغّلوا ثرواتها وشرَّدُوا أهلَها وقتلوا أعداداً ضخمة منهم. وفي عام 1655 سيطرت بريطانيا على الجزيرة بدلاً من أسبانيا.
وفي القرن الثامن عشر أصبحت جامايكا ملجأ للقراصنة كما كانت أهمَّ سوق لتجارة العبيد في العالم وأغلبهم كانوا من إفريقيا.
واشتهرت كذلك جامايكا بمزارع قصب السكر فكانت منتجاً رئيسياً له. وعندما تم تحرير العبيد في عام 1833 انخفض إنتاج السكر وكثير من المحاصيل الزراعية الأخرى التي قامت على أكتافهم.
وقد حصلت جامايكا على استقلالها من بريطانيا عام 1962، ولكنها أصبحت تضم عناصرَ متنوعة من البشر بسبب اختلاط الأجناس الإفريقية الذين جلبوا إلى الجزيرة أيام تجارة العبيد البغيضة مع الأوروبيين الغزاة مع سكان الجزيرة الأصليين مع آخرين غيرهم.
وبلغ عددُ سكان الجزيرة عام 1991 حواليِ 2,5 مليون نسمة، يهاجر منهم أعداد كبيرة كلَّ عام إلى الولايات المتحدة وبريطانيا بحثاً عن فرص للتعلم والعمل. وهم جميعاً من المسيحيين ويتحدثون اللغةَ الإنجليزية واللغةَ المحلية.
وعاصمة جامايكا القديمة هي مدينة «بورت رويال» إلا أن زلزالاً عنيفاً دمَّرها تماماً، فشُيِّدت مكانَها عامَ 1692 مدينة جديدة سميت «كينجستون» العاصمة الحالية للدولة. ومن المدن المهمة في هذه الدولة مونتيجوباي، مالديفيل، بورت أنطونيو.
ومعظم أراضي الجزيرة جبلي مرتفع يفصله عن ساحل البحر شريط ضيق من الأراضي السهلية وينساب عليها عدد من الأنهار القصيرة الصغيرة.
وتصل المرتفعات في سوط الجزيرة إلى 1000 متر ولكنها تزيد في الشرق إلى 2500 متر حيث توجد جبال وعرة تسمى «الجبال الزرقاء».
ومُناخ جامايكا مداري بحري يتميز بحرارة مرتفعة طوال العام، فليس هناك فرق كبير بين فصول السنة. فمتوسط الحرارة في شهر يوليو 28 وفي يناير 21 سيلزية (مئوية). كذلك ترتفع الرطوبة النسبية في الجزيرة خاصة على السواحل والأراضي المنخفضة.
كما يتميز بالأمطار الغزيرة التي تسقط طوال لاسنة وتتراوح كمياتها بين 1000 ملّيمتر في الجنوب والغرب، و 3000 ملّيمتر في الشمال والشرق.
وتصل إلى 4000 ملّيمتر على قمم الجبال، وهي كميات كبيرة ساعدت على انتشار الغابات الكثيفة ذات الأشجار الضخمة التي تغطي ثلث مساحة الجزيرة، كما تغطي الأراضي الزراعية والمراعي نصف المساحة.
وأهم المحاصيل الزراعية في جامايكا: الموزُ وقصب السكر والذرة والبن والكاكاو وجوز الهند والتبغ، وهي تصدِّر كميات كبيرة من هذه المحاصيل.
وتشتهر أيضاً بإنتاج معدن البُوكْسَيْت، وهو الخام الرئيسي لصناعة الألومنيوم. وقد كانت أولى دول العالم في إنتاج البوكْسَيْت حتى عام 1971 ثم تأخرت للمرتبة الثانية بعد أن تفوقت عليها أستراليا.
وتحصل جامايكا على عائدات كبيرة من السياحة حيث يزورها أعداد كبيرة من السياح كل سنة للتمتع بمناظرها الطبيعية الخلّابة.
ولهذا توجد في الجزيرة أعداد كبيرة من الفنادق والمطاعم الراقية. وتستورد جامايكا كميات كبيرة من البترول ومن السلع المصنعة كالسيارات والآلات.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]