نبذة تعريفية عن جزيرتي “طُنبُ الصُّغْرَى وطُنبُ الكُبْرَى” المتواجدتين في إمارة رأس الخيمة
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جزيرة طُنب الصغرى جزيرة طُنب الكبرى إمارة رأس الخيمة الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
طُنبُ الصُّغْرَى وطُنبُ الكُبْرَى جَزيرتان صَخْرِيَّتان تقعانِ عِنْدَ مَدْخَلِ الخليجِ العَرَبِيِّ وتَتْبعانِ إمارَةَ رَأْسِ الخَيْمَةِ.
وتَبْعُدُ طُنبُ الصُّغْرَى عَن السَّاحِلِ العَرَبِيِّ مسافة 90 كيلومترًا، وتَقَعُ علَى بُعْدِ حَوَالَيْ 13 كيلومترًا إلَى الغَرْبِ مِن جَزيرَةِ طُنبُ الكُبْرَى.
وجَزيرَةُ طُنبُ الصُّغْرَى علَى شَكْلِ مُثَلَّثٍ يَبْلُغُ طولُه نَحْو 1.6 كيلومتر من الشَّمالِ الغَرْبِيِّ إلَى الجنوبِ الشَّرْقِيِّ، ويبلغُ عَرْضُها نحو كيلومترٍ واحد عِنْدَ نِهايَتِها الجَنوبِيَّةِ.
وتَتَكَوَّنُ من تِلالِ دَكْناءَ اللَّونِ تَقَعُ في طَرَفِها الشَّمالِيِّ، ويبلُغُ أقْصَى ارْتِفاعٍ لها نحوَ 35 مترًا. وهي غَيْرُ مُسْتَغَلَّةٍ، ويوجَدُ بِها كثيرٌ مِنَ الطُّيورِ البَحْرِيَّةِ، وهيَ خالِيةٌ من السُّكَّانِ.
أمَّا جَزيرَةُ طُنبُ الكُبْرَى فَتَبْعُدُ بمقدارِ 20 كيلومترًا عن رَأْسِ الخَيْمَةِ، و27 كيلومترًا جنوبَ الجنوبِ الغربِيِّ لجزيرَةِ قشم، و25 كيلومترًا عن جزيرَةِ الحَمْراءِ. وهي تَقَعُ إلَى الشَّمالِ الشَّـرْقِيِّ من جزيرَةِ أبي موسَى الّتي تَبْعُدُ عنها بِنَحوِ 50 كيلومترًا.
والجزيرَةُ الكُبْرَى دائِرِيَّةُ الشَّكْلِ، يبلُغُ طولُ قُطْرِها 4 كيلومترات، ومِساحَتُها نحو 9 كيلومترات مُرَبَّعَةٍ. أمَّأ سَطْحُها فقليلُ الارْتِفاعِ، وأَعْلَى مَنطقة فيها ارْتفاعُها نحو 50 مترًا. فيها بعضُ المراعي، كما تتوفَّرُ فيها المياهُ العَذْبَةُ.
يسكنُها نحوُ 700 نسمة من العَرَبِ، يشتغِلُ مُعْظَمُهُمْ بالصَّيْدِ. وتضم الجزيرَةُ مدرستيْن، ومركزَ شرطة، ومركزًا صحيًّا، وفنارًا لإرْشادِ السُّفُنِ.
وقَدْ بَدَأَتْ إيرانُ بالمُطالَبَةِ بهاتين الجزيرَتَيْن بأُسْلوبِ التَّصْريحاتِ الدُّبْلوماسِيَّةِ منذُ عام 1845 نتيجةً لأَهَمِّيَّتِهما الاسْتراتيجِيَّةِ، خاصَّةً أنَّهُما تُشْرِفان عَلى الطُّرْقِ المِلاحِيَّةِ عَبْرَ مَضيقِ هُرْمُز. وقد كانت هاتان الجزيرتان، وغيرهما من جُزُرِ الخليجِ العربي تَحْتَ سَيْطَرَةِ القواسِمِ.
ومَعَ مُرورِ الوَقْتِ زادت المُطالَباتُ الإيرانِيَّةُ بالجزرِ العَرَبِيَّةِ، وهي: طُنبُ الكُبْرَى وطُنبُ الصُّغْرَى وأَبو موسَى.
بَعْدَ إعْلانِ بريطانيا عَنْ عَزْمِها الانْسِحابَ من الخليجِ العَرَبِيِّ، حَيْثُ تَحَدَّثَ القَائِمُ بالأَعْمالِ الإيرانِيُّ في القاهِرَةِ وقالَ: «لقَدْ أَوْضَحَتْ الحكومةُ الإيرانِيَّةُ في كثيرٍ من الأحْيانِ، وقَبْلَ تاريخِ 30 نوفمبر من عام 1971، وجْهَةَ نَظَرِها فِيمَا يَتَعَلَّقُ بهذهِ الجُزُرِ.
وأبْلَغَتْ كثيرًا مِنَ الدُّوَلِ العَرَبِيَّةِ أنَّه عِنْدَما تَنْسَحِبُ بريطانْيا من الخليجِ، ويَنْتَهِي احْتِلالُها لَهُ فإنَّ إيرانَ سَتَحْتَلُّ الجُزُرَ الثَّلاثَ لأَنَّها تَعْتَبِرُها جُزرًا إيرانِيَّةَ».
وكانَ من الادِّعاءاتِ الّتي زَعَمَتْها إيرانُ في ذَلِكَ الوَقْتِ أَنَّ جزيرةَ طُنب الكُبْرَى تُهَرَّبُ مِنْها البضائِعُ إلَى إيران.
ولَمْ يكنْ هناكَ أيُّ دَليلٍ علَى أن الجزيرةَ تُسْتَخْدَمُ مَلْجأً للسُّفُنِ الصَّغيرَةِ الّتي تُهَرِّبُ البضائِعَ، كما أنَّه لم يكنْ بالجزيرَةِ أيُّ بناءٍ أو أثرٍ يوحي باستخدامِها مَخْزَنًا للمهرِّبين. هذا فضلاً علَى أنَّ الجزيرةَ لا يوجَدُ بها سُوقٌ علَى الإطْلاقِ.
وفَوْرَ إعْلانِ بريطانْيا الانْسِحابَ من المِنْطَقَةِ كَشَفَتْ عن تَطَلُّعاتِها تِجاهَ هذهِ الجُزرِ، وأَعْلَنَ الأَميرُ عَبَّاسُ هُوَيْدَا رَئيسُ الوُزراءِ الإيرانِيُّ في البَرْلمانِ الإيرانِيِّ أنَّ قُوَّاتٍ عَسْكَرِيَّةً نَزَلَتْ في جَزيرَتَيْ طنب الكُبْرَى وطُنبُ الصُّغْرَى، واحْتَلَّتْ مواقِعَ اسْتراتِيجِيَّةً في جَزيرَةِ أَبو مُوسَى.
وكانَ ذَلِكَ في 29 نوفمبر سنة 1971، أيْ قَبْلَ بَدْءِ بريطانْيا سَحْبَ مُعَدَّاتِها العَسْكَرِيَّةَ مِن مِنْطَقةِ الخليجِ العَرَبِيِّ.
وقَدْ أَصْدَرَتْ إِمارَةُ رَأْسِ الخَيْمَةِ بيانًا عن الهُجومِ الإيرانِيِّ جاءَ فيه: «في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ والنِّصْفِ من صَباحِ يومِ الثُّلاثَاءِ 30/11/1971، قامَتْ القُوَّاتُ الإيرانِيَّةُ البَحْرِيَّةُ والبَرِّيَّةُ المَحْمولَةُ بِهُجومٍ غَادِرٍ علَى الجُزُرِ العَرَبِيَّةِ الثَّلاثِ: طُنبُ الكُبْرَى وطُنبُ الصُّغْرَى، وأَبو موسَى، والمراكِزِ الحُكومِيَّةِ في جَزيرَةِ طنبِ الكُبْرَى.
وكانَ جُنودُ الحَمْلَةِ يُقَدَّرونَ بِعَشَراتِ الآلافِ». وهَكَذا نَفَّذَتْ إيرانُ آخِرَ الأَمْرِ مَطْلَبَها بالقُوَّةِ، ودُونَ وَجْهِ حَقٍّ فيهِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]