نبذة تعريفية عن جمهورية المكسيك
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جمهورية المكسيك الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
المكسيك جمهورية تقع في أقصى الجزء الشمالي من أمريكا اللاتينية، وتحدها الولايات المتحدة الأمريكية من جهة الشمال، وخليج المكسيك من جهة الشرق، ومن الجنوب الشرقي غواتيمالا، وغربا المحيط الهادي.
وتبلغ مساحتها حوالي مليون وتسعمائة واثنين وسبعين ألف كيلومتر مربع، وأما تضاريس المكسيك فهي متنوعة، حيث يغطي البلاد سلاسل جبلية شاهقة، وهضاب متموجة، تغطي ثلثي مساحة البلاد.
كما توجد فيها غابات مدارية وصحاري جافة وسهول وأودية خصبة.
وتعد جمهورية المكسيك من الناحية التضاريسية امتدادا لأراضي الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك أن سهول خليج المكسيك في الولايات المتحدة تمتد عبر المكسيك حتى خليج (كلبش) وسلاسل جبال روكي.
وتواصل امتدادها في جبال (سيراماديرا) الشرقية والغربية، وتحصران بينهما هضبة المكسيك التي تعتبر امتدادا جنوبيا للهضاب الجبلية من الولايات المتحدة الأمريكية.
ويتكون سطح المكسيك من هضبة يبلغ متوسط ارتفاعها حوالي 2400 متر مربع تتخللها جبال منفردة وبحيرات واسعة، وتحيط بها جبال (سيراماديرا الغربية) التي تشرف على المحيط الهادي، وتنتهي بسهل ساحلي ضيق.
وتصل الهضبة من جهة الشرق إلى جبال (سيراماديرا الشرقية) التي تشرف على سهول (كاريبيه) ذات البحيرات والمستنقعات، وتتميز هضبة المكسيك بالجفاف.
حيث تصل درجة الحرارة فيها إلى 50 درجة مئوية، (سيلزية) كما يتألف سطح المكسيك من إقليم شمال غربي المحيط الهادي الصحراوي الجاف الذي تتخلله الواحات التي تستغل في زراعة النخيل.
وكذلك يتكون السطح من إقليم سهل خليج المكسيك الساحلي الذي تغطيه الغابات الكثيفة، ويمارس فيه السكان حرفة الزراعة، وتمر فيه أطول وأهم الأنهار في المكسيك، وهو نهر (ريوجراندي)، كما توجد في هذا الإقليم آبار النفط ومناجم الكبريت.
والجزء الرابع من السطح هو إقليم المرتفعات الجنوبية، وهو عبارة عن سلاسل جبلية مرتفعة، وتشكل هضبة (أوكساكا) القسم الشرقي من هذا الإقليم.
وأخيرا إقليم مرتفعات (تشيباز) التي ترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي 2700 متر، ثم إقليم شبه جزيرة (يوكانان) وهي هضبة جيرية منخفضة عديمة الأنهار.
وتختلف الظروف المناخية في المكسيك من إقليم لآخر، وبصورة عامة يتصف المناخ بالجفاف، وخاصة في القسم الشمالي من البلاد، حيث تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية (سيلزية).
وتتراوح كمية الأمطار بين 200 ملليمتر في الشمال والشمال الغربي إلى 300 ملليمتر على الشواطئ الجنوبية لخليج المكسيك، وتتميز الأمطار بأنها فصلية يسقط معظمها في فصلي الصيف والخريف أما في الجنوب فتسقط الأمطار معظم أيام السنة وتزداد في فصل الصيف.
ويبلغ عدد السكان في المكسيك حوالي 101879171 نسمة (إحصاء عام 2001)، يتركز أكثر من 73% منهم في المدن، و27% من السكان في الريف، واللغة الرسمية في البلاد هي الأسبانية.
وينتمي معظم السكان إلى مجموعة (المستيزو)، وهم خليط من الهنود والبيض، ثم مجموعة من الهنود الأمريكيين والأوروبيين الذين يتركزون في الهضبة الوسطى بصورة خاصة.
وعاصمة المكسيك هي (مكسيكو سيتي)، وقد أنشأ هنود المكسيك مدنا كبيرة وكونوا تقويما زمنيا خاصا بهم واستخدموا الكتابة، وزرعوا أنواعا متعددة من النباتات، وأقاموا مستوطنات زراعية.
وقد أسست جماعة (التولتيك) الهندية إمبراطورية في القرن العاشر الميلادي، واتخذت من مدينة تولا الهندية بالقرب من مكسيكو سيتي عاصمة لها، ولكن القبائل الغازية أغارت على الإمبراطورية فدمرتها، وبعدها أنشأ هنود (الأزتك) إمبراطورية أخرى، وأصبحت عاصمتهم مدينة (تينوشتيلان)، وهو المكان الذي تحتله مدينة مكسيكو الحالية.
وقد وصل الأسبان إلى المكسيك عام 1519م. وحاصروا عاصمة الأزتك، وقطعوا عنها إمدادات الطعام والمياه حتى استسلمت عام 1521م.
ومن أجل كسب الهنود إلى جانب الأسبان سمح لهم ملك أسبانيا تشارلز الأول باستخدام لغتهم الأم وأن يحكمهم زعماؤهم الهنود مقابل دفع الضرائب، واعتناق الديانة الرومانية المسيحية الكاثوليكية.
وقد سمح الأسبان للهنود المكسيك بالسكن في قراهم بشكل منفصل حوالي 300 سنة، حيث قامت الثورة في البلاد ضد الاستعمار الأسباني وعمت الفوضى فيها بعد احتلال القوات الفرنسية أسبانيا عام 1807م.
وعندما ضعفت سلطة ملك أسبانيا (فريديناند السابع) رأى معظم السكان أنها فرصة لإنهاء الحكم الأسباني في المكسيك، وتم إعلان الاستقلال فيها عام 1824م.
ونظام الحكم في المكسيك جمهوري فيدرالي، ويضم السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية)، وتنقسم المكسيك إداريا إلى إحدى وثلاثين ولاية لكل منها حاكم منتخب ومجلس تشريعي، وحق الانتخاب يتمتع به كل شخص مكسيكي يبلغ الثامنة عشرة من العمر، ويعتبر الحزب الدستوري الثوري أكبر الأحزاب في المكسيك.
ومدينة مكسيكو سيتي هي عاصمة جمهورية المكسيك، وأهم مدينة فيها، ويسكن فيها حوالي عشرة ملايين نسمة، وقد بناها الأسبان في القرن السادس عشر الميلادي.
ومعظم سكانها ينحدرون من أصول هندية وأسبانية، وتضم هذه المدينة العديد من المباني الشاهقة الارتفاع والمحلات التجارية والمتاحف والمكاتب الحكومية، وتقع على ارتفاع 2300 متر فوق سطح البحر.
وقد أعطاها هذا الموقع مناخا معتدلا، وأهم ما تشتهر به المدينة ساحة (زوكالو)، وتحيط بها دار البلدية والكاتدرائية الوطنية ومبنى القصر الوطني ومحكمة العدل العليا، وشوارعها واسعة وفسيحة وتقام فيها الحفلات الموسيقية وتشتهر بمنتزه (الألاميدا) الذي يشمل بحيرات وحدائق ونوافير مياه وحديقة حيوانات.
وأهم الموارد الاقتصادية في المكسيك هي الزراعة والصناعة والتعدين، وتعتبر الزراعة الحرفة الرئيسية، حيث يعمل بها عدد كبير من السكان، وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية حوالي 9% من مساحة البلاد، وتتركز عند مصب نهر كولورادو ونهر برافو وتوريون ونهر ماكس.
وتشتهر المكسيك بزراعة البن والقطن والذرة الشامية والقمح والبرتقال وقصب السكر والأرز والسمسم.
كما تضم المكسيك ثروة غابية مهمة تستثمر لقطع الأخشاب المتنوعة كالمهوجني وخشب المانغروف، أما الثروة الحيوانية أهمها الماشية والأغنام والخنازير والخيول والحمير.
كما يلعب التعدين دورا مهما في اقتصاديات البلاد، وأهم المعادن: النحاس، الرصاص والقصدير والفضة والحديد.
ويتركز معظمها في هضبة المكسيك الشمالية كما تشتهر في إنتاج النفط، وكان لاكتشاف النفط في السبعينيات في القرن العشرين دور بارز في تطوير اقتصاديات البلاد، حيث قامت الحكومة بالسيطرة على ثروتها النفطية، وتملك شركات النفط وتطوير صناعة النفط في المكسيك.
وأهم الصناعات في المكسيك: الحديد والصلب والآلات والسيارات وصناعة البتروكيماويات، وتتركز في العاصمة مكسيكو، وكذلك الصناعات الغذائية مثل حفظ الفاكهة واللحوم وقصب السكر والملابس.
وتصدر المكسيك الكثير من البضائع أهمها النفط والبن، والسيارات، كما تستورد الأجهزة الكهربائية والإلكترونيات وقطع غيار السيارات، خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وأسبانيا وألمانيا.
وتتمتع المكسيك بشبكة واسعة في طرق المواصلات والنقل ساهمت في إنشائها خبرات من الولايات المتحدة وبريطانيا، وكان لموقعها الجغرافي المتاخم لحدود الولايات المتحدة فضل كبير في إنشاء هذه الشبكة وتوسيع نظامها، حيث تتوافر فيها طرق المواصلات البرية والجوية، ويوجد فيها ثلاثون ميناء بحريا أشهرها ميناء (تامبيكو وفيراكروز).
ويسهم قطاع الخدمات بتوفير حوالي نصف فرص العمل في المكسيك، ويشمل العمل في المدارس والمستشفيات والفنادق والمطاعم والدفاع المدني وقطاع الاتصالات والخدمات المصرفية، ويعد قطاع السياحة مصدرا مهما للعملة الأجنبية في المكسيك، حيث يزورها ستة ملايين سائح سنويا.
والعملة النقدية في المكسيك تسمى (البيسو)، ويبلغ متوسط دخل الفرد في المكسيك حوالي (1820 دولارا أمريكيا) سنويا.
وقد استطاعت الحكومة السيطرة على شؤون التعليم، وبذلت جهودا كبيرة في توفير التعليم المجاني للجميع.
وأنشأت آلاف المدارس ومعاهد التدريب للمعلمين، حتى أصبح الكثيرون منهم يعرف القراءة والكتابة، وأصبح التعليم إلزاميا بين سن 6 – 14 سنة في المدارس، وأشهر جامعة في المكسيك هي جامعة الاستقلال الوطنية في مكسيكو سيتي.
كما أنشأت العديد من المستشفيات ونفذت الكثير من المشاريع الإسكانية، وقد اشتهرت المكسيك بفنون العمارة والرسم والأدب والموسيقى، وتحاول المكسيك التغلب على مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية والسير بخطى حثيثة نحو التنمية بجميع أنواعها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]