نبذة تعريفية عن جمهورية “جزر القمر”
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جمهورية جزر القمر الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
تقع جزر القمر بين الساحل الشرقي لقارة إفريقيا وجزيرة مَدْغشقر، بين دائرتي عرض 13،11ﹾجنوبا وتتكون من أربع جزر بركانية هي:
جزيرة القمر الكبرى في الشمال الشرقي وعاصمتها مُوُروني، وجزيرة مايُوته في الجنوب الشرقي وعاصمتها أزُودْزي، وجزيرة أنجوْن، وجزيرة مُوهِيلي.
تبلغ مساحة جمهورية جزر القمر حوالي 1.862 كيلو مترا مربعا (اي 690 ميلا مربعا) يسكنها خليط من هِجرات بشرية وَفَدت من شرق إفريقيا وشبه الجزيرة العربية وجنوب شرق آسيا.
يَدين معظمهم بالدين الإسلامي الذي دخل إلى هذه الجزر في القرن العاشر الميلادي. يتكلم السكان اللغة السواحلية (وهي خليط من اللغة العربية والإفريقية).
وتعود نَشأةُ هذه الجزر إلى نشاط بركاني حدث فيما بعد عصر الميُوسين. ولا زال النشاط البركاني مؤثراً في هذه الجزر حتى اليوم، وخاصة في جبل كارتالا الذي يصل ارتفاعه إلى حوالي 2475 قدما، ويقع في جزيرة القمر الكبرى.
ونظراً لطبيعة تكوين هذه الجزر البركاني فإن تربتها خصبة بدرجات متفاوتة، ويتميز سطح الجزر بامتداد السهول التي تنتشر بها المستنقعات قرب السواحل، حيث ينمو أشجار الماْنجروف.
ويتميز وسط هذه الجزر بالارتفاع، حيث تظهر الجبال البُركانية التي تتخللها أودية سحيقة.
تخضع المميزات المناخية في الجزر لعامل الموقع بالنسبة لخط العرض، إلى جانب تَأثرها بعامل التضاريس.
ولذلك تتميز هذه الجُزر بمناخ مَداري مطير، مما ساعد على نمو غابات المانجروف على سواحلها.
لكن هذه الغابات أزالها السكان ليَحُلوا محلها زراعة أشجار جوز الهند التي أصبحت سائدة في المنطقة حتى ارتفاع 400 متر، ويليها بعد ذلك غابات طبيعية حتى ارتفاع يصل إلى حوالي 1770 متراً.
ويعود تَعّدُد أصول السكان في هذه الجزر إلى موضعها. فقربها من الساحل الأفريقي كان له أثر في اجتذاب هجرات من الساحل الشرقي لإفريقيا.
كما أن ارتباط الساحل الشرقي لإفريقيا بعلاقات تجارية وسياسية وسكانية بشبه الجزيرة العربية، كان له أثر آخر في اجتذاب السكان من شبه الجزيرة العربية، وكذلك من بلاد فارَس، منذ أواخر القرن الخامس عشر.
كما أن اهتمام الأوروبيين بالملاحة والكشوف الجغرافية ومحاولاتهم العديدة لِكَشْفِ القارة الإفريقية والبحار الجنوبية، وخصوصاً البرتغاليين والهولنديين والفرنسيين الذي أثَّروا بعض الشيء على سكان هذه الجزر.
وصل عدد سكان الجزر عام 1991 حوالي 570000 ألف نسمة وكان معدل النمو السكاني السنوي يعادل حوالي 3.3%.
يتركز معظم السكان في الأراضي الزراعية التي تبلغ نسبتها حوالي 41.5% من مجموع أراضي الجزر.
أما الأراضي الرَّعوية فيتركز بها حوالي 7% فقط من السكان، أما بقية الأراضي التي تقل أهميتها الاقتصادية فإنها تكاد تكون خالية من السكان.
وتمثل هذه الأراضي الفقيرة حوالي 51.6% من مجموع أراضي جزر القمر. لهذا تبلغ الكثافة السكانية في الأراضي الزراعية حوالي 413 نسمة/كم2، وذلك لأن الزراعة تمثل أهم موارد الجزر الاقتصادية.
وتعتبر جزر القمر منطقة طَردْ سكاني، فهناك أعداد كبيرة من السكان تهاجْر للعمل في شمال غرب جزيرة مدغشقر وفي زَنجبار.
بِناء على ما تقدم يتضح أن اقتصاد جزر القمر يعتمد أساسا على الزراعة والتي تمثل جوزُ الهند أهمِّ غلاتها الزراعية، ويتركز في المناطق المستوية الخِصْبة، ويعتبر المحصول الغذائي الرئيسي، كما تُصنَّعُ أليافه (صناعة الحبال) ويستخدم أيضا ضمن مواد البناء.
ويزرع الأُزر، الذي يعتبر المحصول الرئيسي، على المنحِدرات العليا، على الرغم من أن زراعته أدت إلى تعرية التربة. وكذلك تزرع الكسافا والذرة والبطاطا الحلوة.
أدخل الأوروبيون أثناء سيطرتهم على الجزر زراعة بعض المحاصيل التجارية، واتبعوا أسلوباً علمياً في زراعتها مثل: السكر، واللبن، والكاكاو، وجوز الهند ، والفانيليا وبعض نباتات الزيوت، والسِّيسل (نبات ذي ألياف).
ولا زال كثير من العمال المحليين يعملون بهذه المزارع العملية التي يصدر إنتاجها للخارج.
ونتيجة لما تقدم فإن معظم حاجات جزر القمر تُستورد من الخارج مثل المواد الغذائية والوقود والمنسوجات والأسمنت. وتمثل فرنسا وكينيا وباكستان وألمانيا والصين أهم الدول التي ترتبط بها جزر القمر تجاريا.
وأهم المراكز العمرانية مدينة موروني عاصمةُ جزر القمر وتقع في أكبر الجزر مساحة، ويسود بها طابع العمران العربي نتيجة للتأثيرات العربية التي جلبها المهاجرون الأوائل من العرب.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]