نبذة تعريفية عن جيولوجية دولة الكويت
2001 الزلازل
فريال ابو ربيع و الشيخة أمثال الصباح
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
جيولوجية دولة الكويت الكويت علوم الأرض والجيولوجيا
تقع دولة الكويت في الركن الشمالي الشرقي لشبه الجزيرة العربية بين خطي عرض 30´ 28° ، 06´ 30° شمالاً وخطي طول 30´ 46° ، 30´ 48° شرقاً.
وتمثل دولة الكويت الطرف الشمالي الغربي للخليج العربي الذي يحدها من الشرق ، ويحدها من الجنوب والجنوب الغربي المملكة العربية السعودية ، كما يحدها من الغرب والشمال الجمهورية العراقية (شكل 3-1 ).
ويبلغ طول حدود دولة الكويت حوالي 685 كم ، الجزء الأكبر منها حدود برية مشتركة مع كل من المملكة العربية السعودية والعراق . ويبلغ طول السواحل الكويتية حوالي 500 كيلومتر بما في ذلك سواحل الجزر، وتضم دولة الكويت الجزر التسعة التالية :-
وربة ، بوبيان ، مسكان ، فيلكا ، عوهة ، أم النمل ، كبر ، قاروة ، أم المرادم وتبلغ مساحة دولة الكويت حوالي 17818كم2.
وتقع دولة الكويت بين إقليمين يختلفان في مميزاتهما الطبيعية ويؤثران بشكل فعال في أشكال سطح الأرض المنتشرة بينهما . الأول إقليم الجزيرة العربية في الجنوب والجنوب الغربي، والثاني أرض ما بين الرافدين في الشمال والشمال الشرقي .
ومن المعروف جيولوجيا أن الجزيرة العربية كان يغمرها البحر في العصور الجيولوجية القديمة، لهذا فقد ترسب فوقها صخور جيرية ورملية وطينية .
وبسبب بعض الحركات الأرضية التي أثرت في المنطقة لاحقاً ظهرت هذه الصخور فوق سطح البحر.
وتعرضت لتأثير الظروف القارية لفترات زمنية طويلة مثل النحت بالرياح وفعل المياه الجارية التي تكونت نتيجة لها فرشاه الحصى والصلبوخ في الاجزاء الشمالية والشمالية الغربية من البلاد بواسطة مياه السيول التي كانت تنشأ في الاجزاء الغربية من الجزيرة العربية وتنتهي بدولة الكويت.
وتتميز طبوغرافية الكويت بشكل عام بالبساطة ، وفيما عدا الجروف والتلال القليلة الارتفاع وكذلك بعض المنخفضات الضحلة فإن السطح يظهر على شكل سهل صحراوي مستو يتدرج في الارتفاع من الصفر عند مستوى سطح البحر في الأجزاء الشرقية والشمالية الشرقية إلى أن يصل إلى حوالي 300 متر في الجزء الجنوبي الغربي .
وهي تقع جيولوجيا إلى الشرق والشمال الشرقي من الدرع العربي ذي الصخور النارية والمتحولة والذي يمتد باتجاه الشرق من البحر الأحمر .
وقد كان للموقع الجغرافي لدولة الكويت وحوض الخليج العربي الذي يسمى بالرصيف العربي الثابت بين الدرع العربي شبه الثابت في الجزيرة العربية من الناحية الغربية والشمالية الغربية.
ونطاق التصادم على طول جبال زاجروس في الشرق والشمال الشرقي أثر كبير في إعطاء دولة الكويت والخليج العربي بعض الظواهر التركيبية منها الظاهر على سطح الأرض ومنها المستتر تحت سطح الأرض.
تظهر على سطح الأرض في المناطق المختلفة لدولة الكويت رسوبيات تكوينات مجموعة الكويت الثلاثة ، وهم من الأقدم إلى الأحدث تكوين الغاز وتكوين فارس السفلي وتكوين الدبدبة .
والجزء الشمالي من صحراء الكويت مغطي بتكوين الدبدبة الذي يتكون في معظمه من رسوبيات من الرمل والحصى. ويظهر تكوين فارس على سفوح تلال جال الزور أسفل تكوين الدبدبة، أما المنطقة الجنوبية فتتكون أراضيها من رواسب رملية تنسب إلى تكوين الغار وفارس.
ويوجد أسفل الرواسب الرملية لتكوينات مجموعة الكويت تكوين الدمام المكون في معظمه من الحجر الجيري مع طبقات رقيقة من الصوان.
ويوجد تكوين الدمام الذي يعود إلى عصر الأيوسين بالقرب من السطح في منطقة حيد الأحمدي (AL-Ahmdi Ridge)
ويوضح جدول (3-1) وصفا مختصرا لكل من هذه التكوينات.
وتتغطي التكوينات الجيولوجية لمجموعة الكويت بعدة أنواع من الرواسب الحديثة التي يمكن تقسيمها إلى ما يأتي:-
أولاً: الرواسب الصحراوية:-
تشمل هذه الرواسب النوعين الأساسين التاليين:-
– الرواسب النهرية (Fluvial Sediments) التي كونتها السيول:- وهي عباره عن خليط من الرمال والطين والحصى ، وتتجمع هذه الرواسب في الأجزاء المنخفضة من سطح الكويت كالخبرات (*) والأدوية.
– الرواسب الهوائية (Eolian Sediments) التي شكلتها الرياح:- وهي تغطي مساحات كبيرة من الأجزاء الشمالية والغربية والجنوبية والشرقية من دولة الكويت حيث تشكل عدداً من الظواهر الأرضية الرئيسية كالكثبان الرملية وفرشات (غطاءات) الرمال، وتنتشر الكثبان الرملة في ثلاثة أحزمة متوازية متجهة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
ثانياً: الرواسب الساحلية:-
تنقسم الرواسب الساحلية إلى رواسب مفككة غير متماسكة مثل الرمال الشاطئية والطين والغرين والسباخ ورواسب متماسكة مثل الحجر الجيري البطروخي والأحجار الرملية والأصداف المتماسكة بمواد جيرية لاصقة.
وتوضح الخريطة (3-2) توزيع الرواسب السطحية بدولة الكويت.
يصل سمك التتابع الرسوبي من زمن الحياة الظاهرة (الفانيروزوي) في الكويت إلى حوالي 8333 متراً فوق صخور القاعدة (ما قبل الكمبري) وتتميز الحركات الأرضية البنائية التي أدت إلى تطور الوضع الجيولوجي في الكويت بالبساطة
فمنذ العصر الترياسي وحتى العصر الطباشيري ترسبت الرواسب الجيري والرملية في المنطقة والتي تمثل معظم صخور التتابع في القطاع الرسوبي.
وتتميز البيئة الترسيبية في الكويت في هذه الفترة بالهدوء التكتوني (البنائي) النسبي، وهو الأمر الذي أدى إلى ترسيب تدريجي فوق قاع بحر مستمر في الهبوط.
وفي العصر الطباشيري الأوسط تأثرت الكويت بحركات رأسية نتج عنها تكوين تراكيب تحت سطحية شكلت مكامن ومصائد للنفط وقد استمر التطور البنائي لهذه التراكيب خلال الفترة الباقية من هذا العصر حتى بداية الجزء المبكر من حقب الحياة الحديثة.
ويرجع تكوين الطيات المحدبة الكبيرة في حقل البرقان (وفي غيره من الحقول مثل المناقيش والأحمدي، وبحرة، والصابرية، والروضتين) إلى هذه التحركات الرأسية التي حدثت خلال العصر الطباشيري.
وقد شهد الزمن الثالث (الإيوسين المتأخر إلى الأوليجوسين) تحركات رفع رأسية نتج عنها توقف عمليات الترسيب لفترات طويلة كما نتج عنها عمليات طي وتصدع ظهرت في الدراسات الحقلية لقطاعات آبار النفط، والتي أظهرت أيضاً بعض الظواهر الجيولوجية المستترة في التراكيب البنائية لحوض الخليج العربي، والتي نسبت إلى التحركات التكتونية الحديثة في منطقة زاجروس
ويظهر تأثير هذه التحركات في هضبة الأحمدي حيث هي المكان الوحيد الذي تظهر على سطحه تكوينات الدمام من الأحجار الجيرية والتي تنتمي إلى عصر الإيوسين الأوسط، وتعتبر أقدم الصخور التي تظهر على السطح في دولة الكويت.
ويرجع تكوين هذه الهضبة أو الحيد إلى تلك الحركات التكتونية الرأسية حيث نتج عنها التواء محدب قوى أصاب الأحجار الجيرية الإيوسينية، ويعتقد بعض الدارسين لجيولوجية الكويت أن حيد الأحمدي وغيره من المظاهر التركيبية قد نشأ نتيجة للحركات التصادمية في إقليم زاجروس والتي نشطت خلال الإيوسين المتأخر.
وتشكل مرتفعات جال الزور مظهراً جيولوجياً وجيومورفولوجياً بارزاً في دولة الكويت وتمتد هذه المرتفعات في اتجاه شمالي شرقي إلى جنوبي غربي محاذية للشاطىء الشمالي لخليج (جون) الكويت، ويبلغ امتدادها حوالي 60 كيلومتراً ومتوسط ارتفاعها 120 متراً.
وقد أظهرت الخريطة التركيبية لمنطقة جال الزور صدعين يقعان تحت خليج الكويت وقد قدرت الإزاحة الرأسية عليهما ما بين 50 إلى 70 متراً.
ويعتبر بعض الجيولوجيين أن جزيرة فيلكا عند مدخل الكويت استمرار للتركيب الجيولوجي الحالي لجال الزور والذي انفصلت عنه نتيجة الحركات التكتونية على الفالق الذي أدى إلى هبوط الحوض المكون لجون الكويت.
وبالإضافة إلى جال الزور فإن وادي الباطن على طول الحدود الغربية يمثل مظهراً جيومورفولوجياً آخر يمتد داخل الحدود على طول 75 متراً في الاتجاه الشمالي الشرقي إلى الجنوبي الغربي، ويتراوح عرض الوادي بين 7 و 10 كيلومترات، كما يستمر امتداده في داخل المملكة السعودية لمسافة 700 كيلومتر حيث يسمى وادي الرمة.
وقد تم تحديد ثلاثة فوالق (صدوع) تحت وادي الباطن وتمتد في نفس اتجاه الوادي وتصل الإزاحة على الفالق الرئيسي ما بين 25 إلى 35 متراً.
ويرجح الدارسون لجيولوجية وادي الباطن حدوث تحركات متتابعة عليه خلال الفترة من الإيوسين والأوليجوسين.
وتُظهر المناطق الجنوبية الغربية من الوادي دلائل على تحركات تكتونية حديثة على هذا الفالق.
ويوضح شكل (3-3) توزيع الطيات المحدبة لحقول النفط والمظاهر الجيومورفولوجية البارزة في دولة الكويـت
وبشكل عام فإن المنطقة الواقعة بين شرق الخليج العربي وشرق البحر الأحمر قد تعرضت خلال الحقب الثلاثي لحركات تكتونية رأسية عنيفة نتج عنها العديد من الظواهر الجيولوجية كالطيات والصدوع وغيرها.
ويرى البعض أن وادي الباطن وامتداده في المملكة العربية السعودية مع شبكة الوديان الجافة التي تنتشر في شمال الكويت وغربها قد تشكلت في أثناء الفترات المطيرة من الزمن الجيولوجي الرابع Quaternary خلال عصر البلايستوسين Pliostocene حين كانت كمية الأمطار الساقطة كافية لأن تنحت هذه الوديان التي جفت الآن نتيجة لتغير الظروف المناخية
وقد كان وادي الباطن نشطا في الفترات المطيرة من البلايستوسين واستطاع أن ينقل مفتتات من الحصى والجلاميد من غرب شبه الجزيرة العربية وأن يرسبها في شمال الكويت وغربها على شكل دلتا من الرواسب الفيضية وهي ما يطلق عليها الآن تكوينات الدبدبة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]