علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن حجر “الزُمُرد”

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حجر الزُمرد علوم الأرض والجيولوجيا

الزُّمُرُّدُ حجرٌ كريمٌ، أخضرُ اللونِ شفّافٌ، وهو نوعٌ مِنْ معدنِ «البريل»، الذي يتَكوَّنُ من سليكاتِ البريليوم والألمنيوم.

ويوجدُ المعدنُ على هيئة بلُّوراتٍ منشوريّةِ الشَّكلِ لها ستَّةُ أوجهٍ تنتهي من أعلى ومن أسفلَ بأسطحٍ مستويةٍ أو بأشكالٍ هَرَميَّةٍ.

ويرجعُ اللَّونُ الأخضرُ المميِّزُ للزُّمُرُّدِ إلى احتوائهِ على كمياتٍ ضئيلةٍ من أكاسيد الكرومِ والڨانادْيوم. واحتواءُ الزمرُّدِ على الحديدِ بكمياتٍ بسيطةٍ للغايةِ هو السَّببُ في وجودِ الدَّرجاتِ المختلفةِ للونِهِ الأخضرِ.

 

وترجعُ كلمةُ «زُمُرَّد» إلى أصلٍ فارسيٍّ، ثُمَّ دخلتْ الكلمةُ إلى اللغةِ الإغريقيَّةِ لتصبحَ أزميرالد وأزْميرود.

ويتَميَّزُ الزُّمرُّدُ بقوَّةِ الاحتمالِ والخمولِ الكيميائيِّ والجمالِ اللَّافتِ للنَّظر، وبدرجةٍ عاليةٍ من الصَّلابةِ تجعلهُ لا يتأثَّرُ بعواملِ التَّحلُّلِ، ولا تتأكَّلُ حافاتُ البلّورات فيه بعواملِ البري والاحتكاك.

ويتميَّزُ الزُّمرُّد إضافةً إلى لونهِ الأخضرِ الجذَّابِ، بخاصية توأميَّةِ الألوانِ، حيثُ يتغيَّر لونُ الزُّمردِ ودرجةِ لونهِ من اللونِ الأخضرِ المائل إلى الزُّرقةِ إلى اللَّونِ الأخضرِ المائِل إلى الاصفرار باختلافِ اتِّجاهِ النَّظرِ إلى بَلُّورةِ الزُّمرُّد.

 

وَتُعَدُّ صناعةِ قطعِ بلُّوراتِ الزُّمرُّدِ من الفنونِ العلميّةِ الرَّاقية التي تتطلَّبُ ذوقاً رفيعاً ومهارةً خاصّةً. ويتمُّ القطعُ على لوحٍ خاصٍّ من النُّحاسِ المُطَعَّم بالألماسِ.

وأفضلُ أنواعِ قطعِ الزُّمرُّد وأكثرها جمالاً هو النَّوعُ الذي يتمُّ فيه قطعُ الزَّوايا البلُّوريَّة وجعلها مسطَّحةً، ممَّا يُعطي للبلُّورةَ هيئةً مستطيلةً ذاتَ ثمانيةِ أوجهٍ.

وقدْ أصبحَ هذا النَّمطُ من طرقِ قطعِ الزّمرُّد نموذجاً يُحتذى به عند قطعِ الأحجارِ الكريمة الأخرى ولذلك يُسمَّى هذا النَّوعُ من القطعِ بقطعِ الزُّمرُّدِ.

 

ومع التَّطوُّرِ العلميِّ، أصبحَ ممكناً الحصولُ على بلُّوراتٍ من الزُّمرُّدِ المصنَّعِ في المختبرِ، ويتمُّ ذلك بلصقِ بلُّورتين من معدن الكوارتزْ الشَّفَّافِ بمادّةٍ خضراءَ شفَّافةٍ من مركَّباتِ النُّحاسِ.

ويكونُ للبلُّوراتِ المقلَّدةِ باللّونِ المميّزُ نفسُهِ إضافةً إلى بريقِ الزمرّد الحقيقيّ، بحيث يُصبحُ من الصَّعبِ على غيرِ المختصِّ التَّفرقةُ بين الزُّمرُّدِ الحقيقيِّ والزُّمرُّدِ المُقَلَّد.

ومن الجدير بالذِّكرِ أنَّ الزمرَّدَ الهنديَّ الذَّائعَ الصِّيتِ ما هو إلا نوعٌ من بلُّوراتِ الكوارتزْ المصبوغةِ باللَّونِ الأخضرِ بطريقةٍ فنيِّةٍ دقيقة.

 

وكانت أوَّلُ مناجمَ في التَّاريخ لاستخراجِ الزُّمرُّدِ واستغلاله، هي مناجمُ كليوباترا؛ التي كانَتْ تُوجدُ على بُعدِ 160 كيلومتراً إلى الشّمالِ الشَّرقيِّ منْ مدينةِ أسوان بجنوبِ مِصرَ.

وكانَتْ هذه المناجمُ تُستَغلُّ منذُ أكثر من ألفي سنةٍ قبل الميلاد. كذلك تُعدُّ النّمسا من أوليات الدول التي استخرجت الزُّمرّدَ منذُ عصر الرُومان.

 

ومِنَ الدولِ المُنتجة للزُّمرُّدِ: كولومبيا، والبرازيلُ، وروسيا، وأستراليا، وجَنوبُ أفريقيا، والهندُ، والنّرويج، والولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيَّةُ، والجزائرُ.

ويُستخدمُ الزُّمرُّدُ في صناعة المجوهراتِ والحليِّ الراقية وغيرها. كما أنَّ للزُّمرُّدِ بَعضَ الاستِخداماتِ العلميّةِ الأخرى.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى