نبذة تعريفية عن حشرات “الزنابير”
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حشرات الزنابير الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
الزّنابيرُ أنواعٌ من الحشراتِ تتبعُ رُتبةَ الحشرات غِشائيّة الأجنحة.
فهي من أقارب النّمل والنّحل. وتعيشُ معظم أنواع الزنابير فُرادى، وتَصَنعُ كلُّ أنثى عُشاً لتربية صغارها.
والقليلُ من أنواعها يحيا حياةً اجتماعية، إذ تبني عِشاشاً ورقيّةَ مصنوعة من الخشب المطحونِ والمخلوط باللعاب لتعيش فيها على هيئة مُجتمعاٍتٍ كبيرةِ العدد تَحوي أنثى مُلقَّحةً تسمى الملكة، وأعداداً كثيرةً من الذكور والشغالة، وهي في الأصل إناثٌ عقم لا تضع بيضا.
وهناك أنواعٌ قليلةٌ من الزنابير تبني عشاشها بين فروع الأشجــار والشّجيراتِ، وبعضها يصنع أعشاشاً تحتَ الأرضِ أو يستخدم تجاويف الأشجار.
وتقضي الجماعةُ حولاً واحداً، ومع الخريفِ تموتُ الذكورُ والشّغالة، بينما تمرُّ الملكة الملقّحةُ في مرحلة بياتِ شتويِّ لِتَبْدأَ مستعمرةً جديدة مع قدومِ الربيعِ التالي.
وتُغذي الزنابيرُ صغارها من اليرقات بالحشرات الأخرى وكذلك باللحومِ الطازجة، أو المُتّحلِّلَةِ ولحوم الأسماك.
أما الحشراتُ الكاملةُ فتغتذي برحيقِ الأزهار والثمار الناضجة والمنِّ (النّدوَة العسلية)، وتقدم بعضها لصغار اليّرَقَاتِ.
وعند بدء تكوين المستعمرة تجمعُ الملكة الخشب اللّيّنَ وتمضغُهُ وتضيف إليه من لُعابها وتُهيّئ منه مادةً تسمّى ورق الزّنابير لتصنع منه عشّها على هيئة مشط مكوّن من حجراتٍ سُداسيةِ الشكل.
وبعض الأنواع يصنع أعشاشه من الطين ويصلُ عدد حجراتِ المُشط إلى قُرابة ثلاثين حجرة، وهي مغلقةٌ من ناحية ومفتوحة من الناحية الأخرى.
وتضع الملكة في كلّ حجرةِ بيضةً واحدةً تلصقها بجدار الحجرة. وتُفْقَسُ البيضة بعد بضعةِ أيام عن يرقة تقوم الملكةُ برعايتها وتغذيتها حوالي أسبوعين حتّى تتحولَ إلى عذراءَ داخلَ شرنقةٍ من حريرٍ تنسُجهُ اليرقة حول نفسها. وتُغلقُ فتحةُ الحجرة بسدادة حريرية.
وبعد أسبوعين آخرين يخرجُ الزّنبار من فتحةٍ يصنعها في قاع الحجرة. وتكون معظم الأفراد الناتجة من الشّغّالات. وتتراوح فترةُ التحوُّل من البيضة إلى الحشرة الكاملة بين 4 و 6 أسابيع.
وتضيفُ الشّغالاتُ الحديثة المزيدَ من الأمشاطِ والحجراتِ إلى المستعمرةِ التي قد يصلُ حجمها إلى سبعةِ أمشاط، يحتوي المشطُ الواحدُ منها أحياناً على خمسة آلاف فردٍ من الزنابير.
ومعَ اقتراب الصّيفِ يتزايدُ عدد الحُجراتِ الملكيّة الكبيرةِ لإنتاج عددِ من الملكاتِ الجديدات، حيث تنتشرُ لتنشئَ المزيدَ من مستعمراتِ الزَّنابير.
ويكسُو جسمَ الزّنابير شَعرٌ دقيقٌ ولكنه أقلُّ كثافة ممّا لدى النحل. ويغلُبُ على الزَّنابير اللونُ الأصفرُ والأسودُ أو الأبيضُ مع الأسودِ.
ومن أنواعها ما يُسمّى بالزنبار ذي السُترةِ الصّفراء، والزّنبارُ ذو الخصرِ الشّعري إذ يتصلُ الجزء الأوسطُ من جسمه ببقيّة البطنِ بخصر رفيع جداً، تمرُّ من خلاله الأعضاءُ الداخليةُ من جهازٍ هضمي وحبل عصبيّ ودورةٍ دمويّةٍ وغيرها.
ولأُنثى الزِّنبار آلةُ لَسعٍ قويةٍ هي في الأصلِ آلةُ وضع البيضِ، وقد تحوَّرَتْ للّسْع حتى تدافع عن نفسها وصغارها. وبعضُ أنواعِ الزّنابير شديدُ العُدوانية وقَرصاته مُؤلمةٌ وشديدة السُّمّية.
وزنبارُ البلح الأحمر من الزّنابير الضارّة بخلايا نحل العَسل. إذ يهاجم مستعمراتِهِ ليحصلَ منها على العسَلِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]