الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن حشرة الأَرَضَة

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حشرة الأرضة الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الأَرَضَةُ حشـرةٌ ضارّةٌ يميلُ لونُها إلى البياض، توجدُ أحياناً تحتَ ألواحِ الخشبِ المُهْمَلَةِ أو الأوراقِ أو بقايا النباتاتِ المُبَعْثَرَةِ

وهي تسيرُ في صُفُوف وسَرعانَ ما تختبئُ بعدَ اكتشافِها عن طريقِ أنفاقٍ تحتَ الأرضِ، وسُمِّيَتْ هذه الحشـراتُ بالأَرَضَة لعلاقَتِها الوثيقةِ بالأرض.

والاسمُ الشائعُ للأرضةِ هو (النملُ الأبيضُ)- وهذا ليس غريباً إذْ أنَّ الأَرَضَةَ تشابهُ النملَ كثيراً في طُرُقِ حياتِها وسُلُوكِها. 

رغم أنَّها من الناحية التصنيفيّةِ إلى الصَّـراصير من أيِّ نوعٍ آخرَ من الحشراتِ، وتختلفُ اختلافاً كبيراً عن النملِ والنحلِ.

 

ومن أهمِّ مَيْزاتِ الأرضةِ أنها تعيشُ في مجموعاتٍ مُنَظَّمةٍ تماثلُ مجموعاتِ النملِ والنحلِ. وتتكوَّنُ كلُّ مجموعةٍ من عددٍ كبيرٍ من الأفرادِ متنوعةِ الأشكالِ، بينَها الملكُ والملكةُ

والعاملاتُ التي تقوم بِجَلْبِ الغذاءِ وبناءِ الأعشاش، والجنودُ التي تتولَّى مهمَّة الحمايةِ من الأعداءِ والدخلاءِ مستعملةً فُكُوكَها القويةَ او إفرازاتٍ سامّةً تُطْلِقُها عِنْد الخَطَر.

ويبني العديدُ من أنواعِ الأَرَضة أعشاشَه تحتَ الأرضِ مُكَوَّنَةً من غرفٍ وسراديبَ وأنفاقٍ متعرِّجةٍ، ولكنَّ أنواعاً أخرى تعيشُ في المناطِق الاستوائيةِ تبني أعشاشَها فوقَ سَطْحِ الأرض في شَكْلٍ تِلَالٍ ظاهرة.

 

وتتغذَّى الأرضةُ على مادةِ السلْيُولُوز الموجودةِ في الخشبِ ومشتقَّاتِه ممَّا جعلَهَا آفةً ضارَّةً للأخشابِ والمصنوعاتِ الخشبيةِ والمزروعاتِ والعديدِ من المَوَادِّ المخزونةِ. 

والطريفُ في الأمرِ أن الأرضةَ رَغْمَ اعتمادِها في الغذاء على مادَّةِ السليولوز إلاَّ أنَّها لا تستطيعُ هضمَها لعدمِ مَقْدِرَتِهَا على إفرازِ الإنزيماتِ الهاضِمَةِ لهذهِ المادة.

ولكنها تعتمدُ في هذا على عددٍ من المخلوقاتِ الدقيقةِ، مثل الحيواناتِ ذاتِ الخليَّةِ الواحدةِ والبكتريا والفُطرياتِ التي تفرزُ الإِنزيماتِ المطلوبةِ.

 

وتعيش هذه الكائناتُ داخلَ الجهازِ الهضميِّ للأرضَةِ، وتقومُ بدورِها في عمليّةِ الهضم، وتُقاسِمُ الأَرَضَةَ الغذاءَ المهضومَ، ويعتبرُ هذا شكلاً من أشكالِ تَبَادُلِ النَّفْعِ بَيْنَ الكائناتِ الحيَّة.

وتنتشـرُ الأَرَضَةُ عن طريقِ الإِناثِ والذكورِ الطائرةِ والتي تتركُ الأعشاشَ في فصل الخريفِ بأعدادٍ كبيرةٍ وتطيُر على ارتفاعٍ منخفضٍ.

 

وتقابلُ كلُّ أنثى ذكراً، ويهبطُ كلُّ زَوْجٍ مِنْها إلى الأرضِ ويبدأ في إنشاءِ عُشٍّ جديدٍ تَحْتَ الأرضِ وتصبحُ فيه الأنثى ملكةَ المستمعرةِ الجديدةِ كما يصبحُ الذكرُ مَلِكَها ويُنتِجَان أعداداً كبيرةً من العامِلاَتِ والجنودِ.

وتوجدُ أنواعٌ مختلفةٌ من الأَرَضَةِ في الكُوْيَتِ تنتشـرُ في المناطِقِ السَّكنِيَّةِ والصحراويةِ  وتسبَّبُ في بعضِ الأضرارِ للأخشابِ والموادِّ السليولوزيةِ المخزونةِ والمفروشاتِ والكتبِ.

 

ويمكنُ مكافحتُها باستعمالِ بعضِ الموادِّ الكيميائيةِ المُسْتَعَمَلةِ عَالمَيِاًّ لهذا الغرضِ عن طريقِ الرشِّ المباشِر أو التبخيرِ للأماكنِ المصابةِ.

والجديرُ بالذكرِ أن أنواعاً كثيرةً من الأَرَضَة تُعتبرُ غَيْرَ ضارّةٍ وتتغذّى عَلَى بقايا النباتاتِ وبهذا تىساعدُ في تنظيفِ البيئةِ وإضافةِ بعض الموادِّ العُضْويَّةِ الضـروريةِ للتربة مما يزيدُ في خصوبتِها. وتُعَدُّ هذه خدمةً مفيدةً للبيئةِ الطبيعية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى