نبذة تعريفية عن حضارة الرافدين
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثامن
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حضارة الرافدين التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
حضارةُ الرافِدين هي قسمٌ من حضارات الشرق الأدنى القديم، وتتميز حضارةُ الرافدين بتأثير الأنهار الكبيرة عليها.
حيث وفَّر نهرا دجلةُ والفراتَ لأرض العراق وأهلِهِ نِعَماً لا حدودَ لها من الرِزْق الوَفير ، مما كان له أثرٌ كبيرٌ على الاستقرار في المعيشةِ والسكن.
الأمرُ الذي ساعد حضارتَهم الأولى على أن تنضجَ في عصور مبكرة.. وساعد هذان النهران الكبيران على تيـسـير الاتـصـالات المــكـانية، والمواصلات المائية، وإتاحة فرص الارتقاء بصناعة السفن منذ فجر
تاريخ العراق القديم في أواخر الألف الرابع قبلَ الميلادِ. ولكن الملاحة في النهرين لم تكن على الرغم من ذلك مأمونةَ العواقِبِ دائما، مما كان يستدعي اتخاذ كافة الاحتياطات للأمانِ والوِقاية من الخطر.
وحكمت بلادَ الرافدين ممالكُ عديدةٌ أهمها، مملكة السومريين الأكاديين، ومملكة الأشوريين، ومملكة البابليين التي تعتبر جميعها وحدات سياسية وحضارية، كان لها أثارُها الماديةُ والفكريةُ الكبيرةُ.
كما عرفت حضارةُ الرافدين الأسواقَ التجاريةَ الرائجة ، التي ساعد عليها وُجود النهرين، وامتدادهُما من الخليج حتى الحدود الجنوبية لتركيا.
وقد كان لتعدد الجنسيات والهجرات التي دخلت العراقَ في عُصورِه القديمة بعضُ الأثر في ظهور تشريعات عراقية متعددةٍ تنظّمُ العلاقات بين الطوائف المختلفة من السكان، كما اثر ذلك على ظهور معاجم المفردات من أجل تسهيل عملية الاتصال البشري بين الجماعات.
وقد كان من أشهر ملوك تلك الحضارات الملكُ الآشوري أشور بانيبال، والملك البابلي حمورابي صاحبُ التشريعات الخالدة المعروفة باسم "قانون حمورابي"، والملك الأكادي سرجون الذي حكم مملكةً واسعةَ الأرجاء.
وتركت تلك الممالكُ القديمة في مدن الرافدين الكثيرَ من الآثار المادية، وبخاصة في فنون النحت والتصوير التي صورت حياتَهم في عصورهم المختلفة، وخصوصاً في عصورها القديمة الأولى، وتعدُّ حدائقُ بابلَ المعلَقة إحدى عجائب الدنيا السبع.
وتكشف نماذج جهودهم الفكرية عن ترفِ المطالبِ الدنيوية، وعدم الاهتمام بالبعث والحساب في الحياةِ الاخرة.
وبالتالي كان هدف تحصيل الخلود الدنيوي، ودفعُ الموت والفناء بكل وسيلة، يكاد يغطي على نمط حياةِ ملوكِهم، حيث تُعبَّرُ ملحمة جلجامش عن ذلك بوضوحٍ كبير.
كما نبغ أهلُ الرافدين قديما في عمل الجسور والسدودِ لدفع خطر قوةِ المياه في النهرين وقتَ الفيضان.
وبلغتْ زخارفُ النسيج الآشورية مبلغاً كبيراً من الرقة والتنوع في ملابس الملوك بخاصة، واعتمد اغلبُها على زخارف نباتية اصطلاحية.
شاعت فيها صورةُ الشجرة المقدسة أو شجرة الحياةِ، مع مناظرَ أسطوريةٍ لكائنات مجنحةٍ خيرةٍ وشريرةٍ، وحيوانات أليفة وضاريةٍ، وتخطيطات هندسية مختلفة.
وبمقارنة هذه الصناعات النسيجية الرائعة نلاحظ تفوقها على ما كان عند شعوب الحضاراتِ النهريةِ القديمةِ، حيث اتصفت اللوحاتُ السومرية ببساطةِ خطوطِها وخُشونةِ أسطحها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]