نبذة تعريفية عن حيوانات الحَبليّات
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حيوانات الحَبليّات الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
الحبليات أرقى شُعَب عالم الحيوان. وهي تَضم عددا كبيرا من الحيوانات التي تختلف كثيرا في شكلها وطبيعتها وطُرُق معيشتها وحتى ف ي طرق تأديتها لوظائف الحياة المختلفة.
فهي تشمل الفقاريات المألوفة لنا، كما تشمل مجموعةً من الحيونات التي تفتقر إلى العمود الفقري وبعض التراكيب المتقدمة الموجودة في الفقاريات.
ولكنها تتفق جميعها في ثلاث صفاتٍ أساسية: أولها وجود حبل هيكلي يمتد طوليا في الخط الوسطي للجسم على الناحية الظهرية للقناة الهضمية والناحية البطنية للجهاز العصبي المركزي، يُعرف بالحبل الظهري، وهو يمثل دعامة هيكلية للجسم ومنه جاءت تسميتها بالحبليات.
والصفة الثانية هي وجود جهاز عصبي مركزي على شكل أنبوبة مُجَوفة؛ تمتد طوليا في الخط الوسطي للجسم على الناحية الظهرية للحبل الظهري في الأطوار اليَرَقية اليافعة.
وتختلف الحبليات في ذلك عن الحيوانات اللاَفَقَّارية التي يوجد فيها الجهاز العصبي المركزي على شكل أنبوبة مُصْمَتة تمتد على الناحية البطنية.
أما الصفة الثالثة للحبليات فهي وجود عدة أزواج من الفتحات الخَيْشومية على جانبَيْ جدار الجزء الأمامي من القناة الهضمية المعروف بالبلعوم.
وتَكون هذه الفتحات واضحة أو ضامرة في الأطوار الجَنينية للحبليات، وتبقى مدى الحياة في الحبليات المائية التي تتنفس بالخياشيم مِثل؛ السهيم (الرُّميح) والأسماك والبَرِّمائيات الذَّيلية كالسَّلَمندر، بينما تختفي في الأطوار اليافعة للحبليات الأخرى ويحل محلها الرئتان.
وتختلف الحبليات في مدى امتداد الحبل الظهري على طول الجسم، كما تختلف في مدى بقائه وتَحَوُّره، فهو في بعضها ينحصر وجوده في المنطقة الذي لية فقط وفي الأطوار الجنينية فقط، في حين يختفي تماما في الحيوان اليافع.
ويسميها العلماء الحبليات الذيلية أو «الذيل حبليات»، (ويسمونها أيضا «الغِلاليات»، حيث يحيط بجسمها غِلالة جلدية).
ومن أمثلتها «الأسيديا» أو «بَخاخ البحر» وهي حيوانات رَخْوة بَرْميلية الشكل تعيش في مستعمرات على الشواطئ الصخرية مثبتة بقاعدتها في الصخور، بينما تَسْبح أطوارها اليرقية في الماء.
وفي البعض الآخر، يوجد الحبل الظهري في الجزء الأمامي فقط من الجسم، ويسميها العلماء «النِّصفَ حبليات».
وهي حيوانات أسطوانية ليِّنة دودية الشكل، تعيش في مياه البحار الضَّحْلة مدفونةَ بجزئها الأمامي في الرمل أو الطين، ويتراوح طولها بين 2 ، 3 سم، ويصل في الأنواع الكبيرة إلى 250 سم، ومن أمثلتها «ديدان البَلُّوط أو "البِلانوجْلوسَس».
وفي مجموعة ثالثة، يوجد الحبل الظهري على امتداد طول الجسم من الطرف الأمامي للبوز حتى النهاية الخلفية للذيل، وهذه تسمى «الرأس حبليات» كما تسمى أيضا «اللاقَرْنيوميات» لعدم وجود قرنيوم أو عُلبة مُخِّية (جمجمة).
وهي تعيش أيضا في مياه البحار الضحلة بالقرب من الشواطئ مدفونة في الرمال. ومن أمثلتها «السهيم» أو «الرميح» ويُطلق على المجموعات الثلاث السابقة اسم «الحبليات الأولية»، وهي تمثل حلقة اتصال تطورية بين اللافقاريات والفقاريات.
أما المجموعة الرابعة، فيمتد فيها الحبل الظهري إلى الأمام حتى منتصف المخ، ويوجد في الأطوار الجنينية فقط، حيث يَتَحَوَّر في الطَّوْر اليافع إلى العمود الفَقْري، ولذا تسمى «الفقاريات» كما تسمى أيضا «القرينوميات» لوجود علبة مخية (قرينوم أو جمجمة) تحيط بالمخ وأعضاء الحس لحمايتها.
وجدير بالذكر أن العمود الفقري والجمجمة تكون غُضْروفية كما في كلب السمك وأسماك القرش، أو عظمية كما في الأسماك العظمية
ومن الواضح أن الفقاريات هي أكثر الحبليات عددا وأوسعها انتشارا في البيئات المائية والبرية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]