الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن حيوان القِرَدَة وأنواعه المختلفة

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان القِرَدَة أنواع القِردة الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

تَنْتَمِي القِرَدَةُ إلَى «البِشَرانِيَّاتِ» منْ رُتْبَةِ الرَّئيسِيَّاتِ الّتي تَشْمَلُ القِرَدَةَ ، والقِرَدَةَ العُلْيا، والإنسانَ وتَشْمَلُ القِرَدَةُ قِرَدَةَ العالَمِ القديمِ أو «شُمَّ الأُنوفِ»، وقِرَدَةَ العالَمِ الجديدِ (أَيْ: الأَمريكيتيْن) أو «فُطْسَ الأُنوفِ».

وتُعَدُّ قِرَدَةُ العالَمِ الجديدِ هي الأَقَلَّ تطوُّراً، وتتميَّزُ بِأنْفٍ عَريضٍ مُفَلْطَحٍ، تَتَّجِهُ فُتْحَتاهُ إلَى الخَارِجِ، ويَفْصِلُهما حاجِزٌ غُضْروفِيٌّ عَريضٌ.

ولهذه القِرَدَةِ ذَيلٌ طويلٌ مُلْتَفٌ قابِضٌ في مُعْظَمِ الأَنْواعِ. وهي تَسْتَوطِنُ الغاباتِ المُمْطِرَةَ في وَسَطِ وجَنوبِ أمْريكا حيثُ تعيشُ علَى قِمَمِ الأَشْجارِ. ومُعْظَمُها حيواناتٌ نَهارِيَّةٌ، ويأكلُ سُكَّانُ أَمْريكا الجنوبِيَّةُ لُحومَها. وتَضُمُّ فَصيلَتَيْن هُما «المارْموزِيتَّات» و«القِرَدَةُ مُلتَفَّةُ الذَّيلِ».

 

والمارْموزيَتاتُ أَجْسامُها صغيرَةٌ ورؤوسُها مُسْتَديرَةٌ وآذانُها كبيرَةٌ عَلَيْها خُصَلٌ من الشَّعْرِ. أَطْرافُها الخَلْفِيَّةُ أَطْوَل من الأَمامِيَّةِ وأَصابِعُها مُزَوَّدَةٌ بِمَخالِبَ ما عَدَا الإبهام.

ذيولُها طويلَةٌ يَكْسوها شَعْرٌ غزيرٌ، ولَيْسَتْ من النَّوع القابِضَ وهي قَريبَةُ الشَّبَهِ بالسِّنْجابِ. تغتذِي بالحَشَراتِ، كما تأكلُ الأَزْهارَ والأَوْراقَ والثِّمارَ.

وأَلَدُّ أَعْدائِها الطُّيورُ الجارِحَةُ. وهي تَضُمُّ نحوَ 20 نوعاً، بَعْضُها يَعرَفُ بالمارموزيتَّاتِ، وبعضُها الآخَرُ يُعرَف باسمِ التاماريناتِ.

 

أمَّا القِرَدَةُ مُلْتَفّلَةُ الذَّيْلِ فتتميَّزُ بأَجْسامٍ رشيقةٍ وأَطْرافٍ طويلةٍ نَحيلةٍ؛ الأمامِيَّةُ مِنْها أَطْوَلُ مِنَ الخَلْفِيَّةِ. ولها ذيولٌ طَويلَةٌ قَابِضَةٌ تُمْسِكُ بالأَغْصانِ وتَلْتَفُّ حَوْلَها.

وتَضُمُّ هذه المجموعَةُ ثلاثينَ نوعاً تتبعُ نحوَ عشرة أَجْناسٍ، منها: القِرَدَةُ العنكبوتِيَّةُ، والسِّنجابِيَّةُ، والعاوِيَةُ، والزَّاهِيَةُ، والكابوشيناتُ، وقِرْدُ اللَّيْلِ.

وتُشاهَدُ قِرَدَةُ العَنْكبوتِ مُعَلَّقَةً بِذيولِها في فُروعِ الأَشْجارِ في جماعاتٍ، ونادِراً ما تَهْبِطُ إلَى الأَرْضِ.

 

أمَّا القِرَدَةُ العاوِيَةُ فهي أَوْسَعُ قِرَدَة العالَمِ الجديدِ انْتِشاراً. ويساعِدُها علَى هذا اعْتِمادُها علَى أوراقِ الأَشْجارِ لا علَى الثِّمارِ.

وذكورُ هذه القِرَدَة تُصْدِر أَعْلَى الأصواتِ في عالَم الحيوانِ، وأصواتُها تُسْمَعُ علَى بُعْدِ كيلومتراتٍ في الغاباتِ.

وأمَّا قِرَدُ اللَّيْلِ فهو النَّوْعُ اللَّيْلِيُّ الوَحيدُ بَيْنَ القِرَدَةِ، ويتميَّزُ بعينيْن واسعتيْن كعُيون البُومِ لها بريقٌ في الظَّلامِ كَعُيونِ القِطَطِ. وهو يسعَى ليلاً لِلْبَحْثِ عَن غذائِهِ من الطّيورِ النائِمَةِ والحَشَراتِ والثِّمارِ.

 

أمَّا قِرَدَةُ العالَم القديمِ، فَتُعَدُّ الأَرْقَى تَطَوُّراً، وتتميَّزُ بأَنْفٍ مُرْتَفِعٍ (أَيْ: أَشَمّ)، فُتْحَتاهُ متقارِبتَانِ وتتجهانِ إلَى الأَمامِ أو إلَى أسفل. وهي، بوجهٍ عامٍّ، أَكبرُ حجماً من قِرَدَةِ العالَمِ الجديدِ.

وأَذْنابُها حتَّى إنْ كانَتْ طويلةً لا تكونُ قادِرةً علَى الالتفافِ والقَبْضِ، كما أنَّها قَدْ تكونُ قصيرةً أو مندَثِرَةً. ولكثيرٍ مِنها وسادَتانِ لحميَّتانِ عندَ مُؤَخِّرَته قَدْ تتلونان بألوان زاهية.

وتَنْتَمِي هذه القِرَدَةُ إلَى فصيلةٍ واحِدَةٍ تضمُّ أَكْثَرَ من ثمانينَ نوعاً تُعْرَفُ عموماً باسْمِ «السَّعادين»، ولكنْ تَوجدُ مِنها أجناسٌ مُتَعَدِّدَةٌ كالقِرَدَةِ الخُضْرِ، والمكاكِ والبابونِ، والماندريل.

 

والسعادينُ من أَجْمَلِ القِرَدَةِ وأَزْهاها أَلْواناً، وأَرْشَقِها وأَسْرَعِها حَرَكَةً. طَرَفاها الأَمامِيَّانِ أَقْصَرُ قليلاً من الخلفيَّيْن، ولكنَّها تَطَأُ الأَرْضَ بِباطِنِ أَطْرافِها الأَرْبَعَةِ.

واليَدُ مُعَدَّةٌ للمَشْيِ والتَّسَلُّقِ، والإبْهامُ تُساعِدُ في القَبْضِ علَى الأَغْصانِ والأَشْياءِ، ولكنَّ مَفْصِلَ اليَدِ محدودُ الحَرَكَةِ. وتتمتَّعُ السعادينُ بِحواسَّ جَيِّدَةٍ للإبصارِ والسَّمْعِ والشَّمِّ.

وتعيشُ السعادينُ في الغاباتِ وأراضِي الحشائِشِ في أَفْريقْيا، والهِنْدِ، وجنوبِ شرقيِّ آسْيا، والصِّين واليابان.

 

وتكادُ تكونُ كُلُّها نهارِيَّةَ النَّشاطِ، ومُعْظَمُها شجرِيُّ، ولكنَّ بَعْضَها يُمارِسُ نشاطَه علَى الأَرْضِ أَيْضاً. وهي تغتذِي بِالثِّمارِ بِصِفَةٍ أَوَّلِيَّةٍ، ولكنَّ طعامَها يَشْمَلُ أَيْضاً الأزْهارَ والأوْراقَ وغيرَها من الأجْزاءِ النَّباتِيَّةِ، والحَشراتِ والحلازينَ والأَسْماكَ والعظايا والطيورَ والثَّديياتِ.

ولهذه القِرَدَةِ جَيْبانِ صُدْغيَّانِ واسِعانِ يمتدانِ مِنَ الفَمِ حتَّى العُنقِ، ويَخْتَزِنانِ كَمِّيَّاتٍ كَبيرَةً منَ الطَّعامِ الّذي تَتَناوَلُه علَى عَجَلٍ، ثمَّ تَدْفَعُه إلَى الفَمِ حتَّى يُمْضَغَ ثُمَّ يُبْتَلَعَ.

 

ومعظمُ السعادينِ يحْيا في جماعاتٍ مُنظَّمَةٍ منَ الاُمَّهاتِ وبَناتِها، وفِرَقٍ مُنْفَصِلَةٍ مِنَ الذّكورِ.

ولكنَّ الرُّبَّاحَ، أو القِرْدَ اليمانِيَّ (وهو من جِنْسِ البابونِ) يَشِذُّ عنْ هذه القاعِدَةِ، فهو يعيشُ في جماعاتٍ أساسُها «عائلاتٌ» تتكوَّنُ من ذكرٍ قويٍّ معَ عددٍ منَ الزَّوْجاتٍ يُخْضعها بِحَزْمٍ تحتَ سُيْطَرَتِه.

وفي المساءِ تَصْعَدُ الجماعاتُ إلَى المُرْتَفَعاتِ الصَّخْرِيَّةِ أو تَتَسَلَّقُ الأَشْجارَ لِتَنامَ في مَأْمَنٍ مِنَ النُّمورِ.

 

والذَّكَرُ أَضْخَمُ من الأنْثَى وله مَعْرَفَةٌ كبيرَةٌ من الشَّعرِ تَتَدَلَّى علَى الكَتفيْن. ويعيشُ هذا القردُ في الحَبَشَةِ والصُّومالِ وجنوبِيِّ المَمْلَكَةِ العَرَبِيَّةِ السُّعودِيَّةِ، وهو الّذي نُشاهِدُهُ في شوارِعِ مُدُنِنا مَعَ المُدَرِّبينَ المَهَرَةِ. وقريبٌ من هذا النَّوْعِ البابونُ الزَّيتونِيُّ، وبابونُ شَاكما الأفريقيانِ أَيْضاً.

وقِرَدَةُ «الدِّرِيْلّ» و«المانْدِرِيل» تُدْمَجُ في جِنْس البابونِ. ويتميَّزُ المانْدريلُ، الّذي يُعْرَفُ أَيْضاً باسْم «المَيْمونِ»، بالعلاماتِ والأَلْوانِ الزَّاهِيَةِ الّتي علَى وَجْهِهِ، وهو يعيشُ في غاباتِ الكاميرونِ، والجابونِ، والكونْغو. ولعلَّ «قِردَ ريسوس» قصيرَ الذيلِ هو أَشهرُ أَنْواعِ جنسِ المكاكِ .

وهو يعيشُ في الغاباتِ وأطرافِ المُدُنِ والقُرَى في الهِنْدِ وأفغانِسْتان والصِّينِ وفيتنام.

ومن أَنْواعِ المكاكِ «القِرْدُ البَرْبَرِيُّ» (أو المَغْربِيُّ) الأَبْتَرُ، الّذي يعيشُ في المَغْرِبِ وشمالِ الجزائرِ، وأُدْخِل إلَى جَبَلِ طارِق. ومنها أَيضاً: «المكاكُ اليابانِيُّ» و«الفورموزِيُّ» و«الأَسَامِيُّ» و«آكِلُ سَرَطانِ البَحْرِ».

 

أمَّا القِرَدَةُ العُلْيا فهي، مَعَ الإنْسانِ، يُمَثِّلانِ قِمَّةَ التَّطَوُّرِ في الرَّئيسِيَّاتِ وهي أَكْبَرُها حجماً.

وتتميَّزُ القِرَدَةُ العُلْيا بِعَدَمِ وُجودِ أَذْنابٍ، وبأنَّ صُدورهَا غيرُ مُنْضَغِطَةٍ مِنْ جَنْبٍ إلَى جَنْبٍ – كما في القِرَدَةِ – وبأنَّ طَرَفَيْها الأمامِيَّيْن أَطْوَلُ من الخَلْفِيَّيْن، وبأنَّ أَيْديها أَقْدَرُ علَى حُرِّيَّةِ الحَرَكَةِ. ومُعْظَمُ القِرَدَةِ العُلْيا عَواشِبُ، ولكنَّ الشّمبانْزِي تأْكلُ بَعْضَ الطَّعام الحيوانِيِّ.

وتَنْقَسِمُ القِرَدَةُ العُلْيا قِسْمَيْن: يَضُمُّ أَحَدُهُما أَنْواعاً من الجيبونِ (السَّيامانْجِ) مُتَوَسِّطَةَ الأَحْجامِ، ولِذَلِكَ تُوصفُ بأنّها «القِرَدِةُ العٌلْيا الصُّغْرَى».

أمَّا القِسْمُ الآخَرُ فيَضُمُّ أنواعاً أكبرَ حجماً مِن الغوريلاَّ والأورانْج – أُوتان والشِّمبانْزِي، ولِذَلِكَ تُوصَفُ بأنَّها «القِرَدَةُ العُلْيا الكُبرَى».

 

وتَشْمَلُ القِرَدَةُ العُلْيا الصُّغْرَى تِسْعَةَ أَنْواعِ من الجيبوناتِ والسَّيامَانْج

تعيشُ في أَقْصَى الجنوبِ الشَّرْقِيِّ لآسْيا والجُزُرِ المُنْتَشِرَةِ فيهِ. وهي تتميَّزُ بِذِراعَيْن مُفرطَتَيْن في الطّولِ، حتَّى أنَّهما تَتَدلَيَّانِ إلَى الأَرْضِ، وكثيراً ما تَرْفَعُهما هذه الحيواناتِ فَوْقَ رُؤوسِها، ولكنَّها تَسْتَخْدِمُهما في التَّنَقُّلِ بسُرْعَةٍ وبَراعَةٍ منْقَطِعَةِ النَّظيرِ بينَ الأغْصانِ في قَفَزاتٍ هائِلَةٍ.

أمَّا الأُورَانْج – أُوتان" أو «إنسانُ الغابَةِ»، فيعيشُ في شَمَاليِّ سُومُطْرَة ومُعْظَم بُورْنيو. والذُّكورُ أَكبرُ كثيراً مِنَ الإناثِ، كما أَنَّها تَتَمَيَّزُ عَنْها بِثَنْياتِ مِنَ الجِلْدِ حَوْلَ الوَجْهِ.

 

ويعيشُ هذا القِرْدُ أزواجاً أو في جماعاتٍ صَغيرةٍ، وعِنْدَما يَهْبِطُ إلَى الأَرْضِ يمشي علَى أَرْبَعٍ أو يَقِفُ مُنْتَصِباً.

وفي المَساءِ يَصْنَعُ الأُورانْجُ لَه مَهْداً منَ غُصونِ الأَشْجارِ. وهو حيوانٌ خجول، يحاوِلُ التَّوارِي عَن الأَنْظارِ.

 

وأمَّا «الغُوريلاَّ»، فهي أضْخَمُ الرَّئيسِيَّاتِ حَجْماً ولها وَجْهٌ مُخيفُ السِّماتِ، ولكنَّها – في الواقِعِ – كائنٌ اجْتِماعِيٌّ ذَكِيٌّ لطيفٌ مُسالِم، إِذَا لَمْ يَسْتَثِرْها أَحَدٌ.

والذكورُ أَضْخَمُ مِنَ الإناثِ، وعِنْدَما تتجاوَزُ أَعْمارُها عَشرَ سِنين، يتحَوَّل لَوْنُ شَعْرِ ظُهورِها إلَى لَوْنٍ رمادِيٍّ فِضِّيٍّ.

أمَّا النَّوْعٌ الثالِثُ مِنَ القِرَدَةِ العُلْيا الكُبْرَى، وهو الشِّمْبانْزِي، فَلَه مَدْخَلٌ خاصٌّ في هذه المَوْسوعَةِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى