نبذة تعريفية عن خاصية التفكير التي يتحلى بها الإنسان
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
خاصية التفكير العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة
التفكير سِمَةٌ أساسية يتميز بها الإنسان عما عَدَاه من كائنات ومَوجودات.
وهو خاصية مختلفة عن الغريزة الموروثة، فالإنسان يقوم أولاً بدراسة الظروف والمؤثرات التي تحتم عليه نوعاً معيناً من الاستجابة ثم يعمل بعد ذلك على إظهار أشكال مختلفة من السلوك تناسب المواقف المتباينة في البيئة المحيطة به.
ففي الوقت الذي يستجيب فيه الحيوان للمؤثِّرات والمثيرات الخارجية على نحو فطري لا قدرةَ له على التخلص منه أو تغييره من الداخَل.
فإن الإنسان يملك قدرةً على إظهار أشكال مختلفة من السلوك أو تعديلها وذلك على أساس تصور ذهني لأمور كثيرة، بل إنه حتى لو أتى الحيوان أشكالاً من السلوك نظنها غرائبَ لا نألفها في فطرته عادةً فإن ذلك لا يتم إلا بتدريب الإنسان له على الإتيان بأفعال عجيبة
ومثال ذلك ما نراه من سلوك غريب أو قدرات عجيبة للحيوانات في العروض المسلية وحفلات السِّرك.
أما الإنسان فإن تعديل السلوك فيه يتم من الداخل وذلك وفق تصور واضح لغايات محددة، وإدراك معين لظروف وملابسات شَتَّى.
ويلجأ المرء إلى التفكير بمعناه إما (أ) لأجل معرفة أمر معين أو (ب) لأجل القيام بسلوك محدد أو الابتعاد عنه.
وإذا كان بنو البشـر متساوين من حيث اتصافُهم بميزة التفكير، من دون اعتبار للحالات الشاذة طبعاً، فإن طرائق تفكيرهم تتباين بموجب اعتبارات كثيرة، ذلك أن أشكال التفكير عند البشـر تُحَدَّد تبعاً لقدراتهم العقلية ومُعْطَيَاتِهم النفسية والاجتماعية.
فهناك العوامل الوراثية مَثلاً، والحالة النفسية، والمواقف الخارجية، والبيئة الاجتماعية، والمستوى العلمي والثقافي، والعادات والتقاليد، وما إلى ذلك.
على أنه مهما كان التباين قائماً بين أفراد البشـر في هذه الأمور فإن الثابت هو أن البشـر يتميزون عن بقية الكائنات بقدرتهم على التفكير.
والله سبحانه وتعالى وَهَبَنَا العقل وأمرنا أن نفكر به في جميع أمورنا.
حتى إيمانُنا نفسُه علمنا أن يكون مبنياً على التفكير في آياته، في خلقه وفي أن هذا الكون لا بد له من خالق يبدعه ثم يقوم على تدبير شئونه ورزق مخلوقاته من الأحياء فيه (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (آل عمران:190- 191)، (والألباب: العقول).
وهكذا ألَّف المفكر الكبير عباس العقاد كتابه التفكير في فريضة إسلامية. ونحن يجب علينا أن نفكر في كل ما نسمع ونقرأ، ولا نقبله إلا إذا تأكدنا من صحته وليس من الصواب أن نقلد غيرنا دون تفكير.
وإذا لم نكنْ نعلم شيئاً عما نفكر فيه علينا أن نلجأ إلى كتبنا وموسوعاتنا لنعرف حقيقته، وإذا لم يَكْف هذا كان علينا أن نسأل عنه العارفين به، ثم علينا أن نفكر فيما نقرأ ونسمع حتى نتعلَّمَه، ونَعْلَمَه عِلْم اليقين.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]