نبذة تعريفية عن خصائص حشرات “أفراس النبي”
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حشرات أفراس النبي خصائص أفراس النبي الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
أفراس النبي (أو: السراعيف) من الحشرات التابعة لرتبة عروقية الأجنحة وهي قريبة الصلة بالصراصير، وقد اكتشف حتى الآن نحو ألفي نوع منها، يعيش معظمها في المناطق الاستوائية والدافئة من العالم.
ولهذه الحشرات شكل مميز فالجسم مفلطح، كبير الحجم نسبيا، ويتراوح طول معظمها بين سنتيمتر واحد وتسعة سنتيمترات ولكن بعض أنواعها قد يتجاوز طوله 15 سنتيمترا.
ويتباين لونها بين الأخضر والبني ليضاهي قلف الأشجار أو النباتات الخضراء التي تقف عليها، حتى تتوارى عن عيون أعدائها. ويمكن للرأس الصغير أن يتحرك في جميع الاتجاهات بسهولة، وعيونها ضخمة وبارزة، وقرون استشعارها طويلة وشعرية.
والحلقة الأولى من الصدر فائقة الطول؛ وتحمل الحلقتان الصدريتان الثانية والثالثة زوجين من الأجنحة: الزوج الأمامي منهما جلدي غليظ، أما الخلفي فغشائي عريض.
والرجلان الأماميتان متضخمتان ومتحورتان لامتصاص الفرائس، فهما مزودتان بعضلات قوية، وتحمل كل من الساق والفخذ في كل منهما أشواكا قوية. وعندما تنضم إحداهما إلى الأخر تقبضان على الفريسة بقوة.
وحشرات فرس النبي مفترسة تغتذي بالحشرات الأخرى، وقد تهاجم الأنواع الكبيرة منها العظايا والضفادع والطيور الصغيرة، ويأكل كبارها صغارها.
ومن الشائع أن تفترس الأنثى الذكر خلال عملية التزاوج، لتحصل على كمية كافية من المادة البروتينيية اللازمة لإتمام نضج البيض. ويستغرق الإمساك بالفريسة أقل من واحد على عشرين جزء من الثانية!
وتقف حشرة فرس النبي ساكنة رافعة مقدم جسمها ورجليها الأماميتين إلى أعلى متقاربتين أمام الرأس، مع ثني الحرقفة والفخذ، وهو وضع التحفز للانقضاض على الفريسة، لكنها تبدو في هذا الوضع وكأنها تبتهل إلى الله.
ومن ثم أطلق عليها اسم «فرس النبي»، كذلك يطلق عليها في اللغات الأخرى أسماء تعني: المصلي أو العابد أو الناسك.
ويطلق على هذه الحشرات أسماء أخرى في بعض البلاد العربية، منها: «صاحب البستان»، و«أبو البستان»، و«جمل اليهود»، و«حصان العباس».
ويحيط بعض العامة هذه الحشرات في عدد كثير من الدول بهالة من الحب والتقديس، ويتجنبون تعريضها لأي مكروه.
وتنشط حشرات فرس النبي نهارا وتسكن ليلا، وتنجذب إلى الضوء، وبذا توجد مع أنواع عديدة من الحشرات الليلية حيث تجد مرتعا خصبا لاصطياد فرائسها.
وتضع أنثى فرس النبي بيضها في كتل تحيطها بمادة إسفنجية سرعان ما تتجمد لتصبح على هيئة كيس أو حافظة للبيض، كروية أو بيضاوية الشكل، وتحتوي الواحدة منها على قرابة مئتي بيضة.
وتقوم الأنثى بلصق هذا الكيس بأحد فروع الأشجار أو قلفها أو بالنباتات أو الأعشاب. وتضع الأنثى خلال حياتها ستة أكياس من البيض ويمضي البيض فترة سكون خلال فصل الشتاء.
ويفقس مع قدوم الربيع، فتخرج منه الصغار أو الحوريات وتنتشر ويتباعد بعضها عن بعض على اتساع كبير من الأرض حتى لا يفترس بعضها بعضا.
وتعد حشرات فرس النبي من الحشرات المفيدة اقتصاديا إذ تفترس العديد من الحشرات الضارة والآفات الزراعية.
ولذا فقد جلب بعض أنواعها من الصين إلى أمريكا الشمالية، حيث تمت تربيتها بأعداد كبيرة ثم أطلقت في الحقول فانتشرت بسرعة، وأصبحت شائعة الوجود في هذه المناطق.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]