الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص حيوان الماعز وأنواعه المختلفة

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان الماعز خصائص حيوان الماعز أنواع الماعز الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

الماعِزُ من رُتْبَةِ الحافريَّاتِ زوجِيَّة الأصابِعِ، وهي تَنْتَمِي إلَى الفصيلةِ البقريَّةِ من رُتْبَةِ المجترَّاتِ.

وهذه الحيواناتُ تشبِهُ الأَغْنامَ، حيثُ إِنَّه يبدوُ مِنَ الصَّعْبِ التفريقُ الظاهريُّ بينَ بعضِ الأُصولِ البَرِّيَّةِ للماعِزِ والأَغْنامِ

وتتميَّزُ الماعِزُ بِأَنَّها مُتَوسِّطَةُ الحَجْمِ، قَوِيَّةُ البِنْيَةِ، قَصيرَةُ الذَّيْلِ. والإناثُ لها ضَرْعٌ مكوَّنٌ من حَلَمَتَيْن، والقرونُ موجودَةٌ في كَلاَ الجِنْسَيْن.

 

وفي الذُّكورِ يخرجُ القرنانِ مُتَقارِبَيْن ثمَّ يتَّجِهان إلَى الخَلْفِ مع الاسْتِطالَةِ. والقرونُ ذاتُ مَقْطَعٍ مُضَلِّعٍ، وقرونُ الإناثِ أَقَلُّ في السُّمْكِ والطُّولِ من قُرونِ الذُّكورِ.

ولِلْماعِزِ القُدْرَةُ علَى تَسَلُّق المُرْتَفَعاتِ أَكْثَرَ مِنَ الأَغْنامِ. ويُسَمَّى ذَكَرُ الماعِزِ تَيْساً، وتُسَمَّى الأُنْثَى عَنْزَةً، ويسمَّى الصغيرُ جَدْياً.

وتَنْتَمِي السُّلالاتُ المُسْتَأْنَسَةُ من الماعِزِ إلَى نوعٍ واحدٍ من جِنْسِ «كابْرا». كذلِكَ توجدُ خمسةُ أَنْواعٍ بَرِّيَّةٍ من الجِنْسِ نفسِه، منها الوعلُ الفارِسيُّ الّذي يعتقدُ أنَّه انْحَدَرَتْ مِنْهُ المَعِزُ المُسْتَأْنَسَةُ.

وبعضُ الأَنْواعِ البَرِّيَّةِ قَدْ انْقَرضَ ، ولكنَّ الوَعْلَ الفارِسِيَّ ما يزالُ موجوداً في مُرْتفعاتِ آسْيا الصُّغْرَى، ثمَّ عَبْرَ الشَّرْقِ الأَوْسَطِ إلَى السِّنْدِ.

 

وتَحْتَلُّ الماعِزُ مَكانةً متميِّزَةً بينَ الحيواناتِ في الدُّوَلِ النَّامِيَةِ، ويُطْلَقُ عَلَيْها اسمَ بَقَرَةِ المُزارِعِ الصَّغيرِ لأَنَّها تُعَدُّ مَصْدَرَ اللَّبَنِ له. فالماعِزُ، كحيوانِ لَبَنِ، أَكْفَأُ كثيراً من البَقَرَةِ.

وذَلِكَ إِذا ما جَمَعْنا بينَ مُعَدَّلِ إِنْتاجِها مِنَ اللَّبَنِ ووزنِ جسمِها، وكمِّيَّةِ ونَوْعِيَّةِ غذائِها، هذا فضلاً علَى أَنَّها حيواناتٌ سَهْلَةُ المُعامَلَةِ، ويمكنُ رِعايَتُها بِواسِطَةِ أَصْغَرِ أَفْرادِ الأُسْرَةِ.

ومِنَ المُمَيِّزاتِ الأُخْرَى لِلْماعِزِ أَنَّها مُتَعَدِّدَةُ أَوْجُهِ الإنْتاجِ. فإضافةً إلَى إِنتاجِها لِلأَلْبانِ، هي مُنْتِجٌ جَيِّدٌ لِلْجِلْدِ والشَّعْرِ. ويُنْصَحُ بِتَغْذِيَةِ الأَطْفالِ الرُّضَّعِ بِلَبَنِ الماعِزِ، وذَلِكَ لِسُهولَةِ هَضْمِهِ، ولقُرْبِ خَواصِّهِ من خواصِّ لَبَنِ النِّساءِ.

 

وتتميَّزُ حبيباتُ دُهْنِ الماعِزِ، وكَذَلِكَ البُروتينِ في ألبانِها بِصِغَرِ حَجْمِها، وهذا يَجْعَلُها سَهْلَةَ الهَضْمِ. والجُبْنُ النَّاتِجُ مِنْ لَبَنِ الماعِزِ ذُو صفاتٍ مُمَيَّزَةٍ ومرغوبَةٍ عالَمِيّاً. ولحمُ الماعِزِ له شُهْرَةٌ فائِقَةٌ، وبخاصَّةٍ، الذكورُ صغيرَةُ السِّنِّ.

وجِلْدُ الماعِزِ يُسْتَعْمَلُ في كثيرٍ مِنَ الصِّناعاتِ الجِلْدِيَّةِ، مثل الأَحْذِيَةِ والقُفَّازاتِ وتَجْليدِ الكُتُبِ، وعَمَل القِرَبِ لِنَقْلِ المَاءِ. وشَعْرُ الماعِزِ الكَشْميرُ والأَنْجوراهُ تُصْنَعُ منه المنسوجاتُ الفاخِرَةُ. أمَّا الشَّعْرُ النَّاتِجُ مِنَ الأَنْواعِ الأُخْرَى فهو أَكْثَرُ خُشونَةً، ويستعمِلُه العَرَبُ في صِناعَةِ أَقْمِشَةِ الخِيامِ، وبَعْضِ مَلابِسِهِمْ.

ومُخَلِّفاتُ الماعِزِ، بَعْدَ ذَبْحِها، تُستعملُ في أَوْجُهٍ كثيرَةٍ، فَيُصنعُ مِنَ الأَمْعاءِ أوتارُ الآلاتِ المُوسِيقِيَّةِ، وبعضُ أنواعٍ خُيوطِ الجِرَاحَةِ، أمَّا الدَّمُ فيُسْتَعْمَلُ سمادًا عُضْويّاً، وتُسْتَعْمَلُ العظامُ في عمليَّاتِ تكريرِ السُّكَّرِ. كذَلِكَ يُسْتَخْرَجُ مِنْ الغُدَدِ الصَّماءِ لِلْماعِزِ بعضُ الهُرْموناتِ والمُسْتَخْلَصاتِ الطِّبِّيَّةِ.

وتُستعملُ الماعِزُ في المعامِلِ البَيْطَرِيَّةِ مَزَارِعَ حَيَّةً لاسْتِخْراجِ اللِّقَاحاتِ الّتي تُعْطَى للحيواناتِ الأُخْرَى لِوِقايَتها مِنَ الأَمْراضِ

 

وتَنْقَسِمُ الماعِزُ مِنْ حيثُ الإنْتاجُ إلَى الأقسامِ الآتيةِ:

1- ماعِزُ اللَّبَنِ: في هذه السُّلالاتِ يكونُ اللَّبَنُ هو الإنْتاجَ الرَّئيسِيَّ، أَمَّا الشَّعْرُ واللَّحْمُ والجِلْدُ فتكونُ منتجاتٍ ثانوِيَّةً.

ومِنْ هذه السُّلالاتِ الماعِزُ الدِّمَشْقِيُّ أو الشَّامِيُّ الّتي نشأَتْ في سوريا، وتَنْتَشِرُ في عِدَّةِ بلادٍ مِنْ مِنْطَقَةِ الشَّرْقِ الأَوْسَطِ. وتَتَمَيَّزُ بِكِبَرِ حَجْمِها ولَوْنِها البُنِّيِّ. ولَهَا شَعْرٌ طويلٌ.

ويَصِلُ إِنْتاجُها مِنَ اللَّبَنِ إلَى 400 – 500 كيلو جرام خلالَ المَوْسِمِ (8 – 10 شهور في السَّنَة).

ومِنَ السُّلالاتِ الأُخْرَى ماعِزُ التُّوجِنْبِرْج والماعِزُ السَّانِنيَّةُ الموجودتانِ بِسُوِيسْرا، وماعِزُ الأَلْبَيْن الّتي توجدُ عِنْدَ الحدودِ الفَرَنْسِيَّةِ  والسُّويسرِيَّةِ. وهذه الأَنْواعُ الثَّلاثَةُ إِنْتاجُها مِنَ الأَلْبانِ غزيرٌ جدّاً.

 

أمَّا الماعِزُ النُّوبِيَّةُ فتنتشِرُ في شمالِ شرقيِّ أَفْريقيا، ولكنَّها توجدُ أَيْضاً في بلادِ العربِ والهندِ. ولهذه الماعِزِ مظهرٌ أَرِستقراطيٌّ، ولها أُذنانِ مُتَدَلِيَّتانِ، وأنفٌ معقوفٌ.

 

2- ماعِزُ الشَّعْرِ الحريرِيِّ: ونربَّى هذه السُّلالاتُ لشعرِها الحريرِيِّ النَّاعِمِ: ومِنْها ماعِزُ الأنْجورَاه وتوجدُ بِتُرْكيا (و«أَنجورَان» هو الاسمُ القديمِ لمدينةِ: «أَنْقَرَة»)، وماعِزُ الكَشْميرِ وتوجدُ بِمُقاطَعَةِ كَشْمير بشمالِ الهِنْدِ وبعضِ أَجْزاعءِ باكِسْتان وأَفْغانِستان.

 

3- ماعزٌ مُتَعَدِّدَةُ الأَغْراضِ: وهذه السُّلالاتُ مُنْتِجَةٌ لِلبَنِ، ولكنْ بِكَمِّيَّةٍ أَقَلَّ مِنَ القِسْمِ الأَوَّلِ، وكَذَلِكَ تُنْتِجُ اللَّحْمَ والشَّعْرَ القَصيرَ الخَشِنَ. وهي توجدُ في شِبْهِ جزيرَةِ البَلْقانِ، وجنوبِ شَرْقِ أُوروبا، والشَّرْقِ الأَوْسَطِ، والهِنْدِ وباكِسْتان.

والماعِزُ لَهَا كفاءَةٌ عالِيَة جدّاً، سواءٌ من ناحِيَةِ الخُصوبَةِ في الذُّكورِ أو الإناثِ. وإنتاجُها مِنَ التَّوائِمِ عالٍ جدّاً في مُعْظَمِ سُلالاتِها.

وبلوغُها الجِنْسِيُّ مُبَكِّرٌ (عُمْر البلوغِ في الذكور 3 – 4 شهورٍ، وفي الإناثِ 4 – 5 شهورٍ).

 

وحياتُها الإنْتاجِيَّةَ كذَلِكَ طويلَةٌ، وفَتْرَةُ الحَمْلِ فيها 148 يوماً في المُتَوَسِّطِ. والعُمْرُ المُعْتادُ عِنْدَ أَوَّلِ وِلادَةٍ هو 12 شهراً في السُّلالاتِ الأَجْنَبِيَّةِ، و16 إلَى 18 شهراً في السُّلالاتِ المَحَلِيَّةِ.

ويُفَضَّلُ عَدَمُ حدوثِ الوِلادَةِ في أَثْناءِ شُهورِ الشِّتاءِ، إذْ إِنَّ درجاتِ الحرارَةِ المُنْخَفِضَةِ غيرُ مناسِبَةٍ للمواليدِ؛ ويَتِمُّ ذَلِكَ بِتَرْتيبِ مَوْسِمِ التَّلْقيحِ علَى هذا الأساسِ.

كذَلِك يُنْصَحُ بِتَرْتيبِ الوِلادَةِ في موسِمِ توافُرِ المراعِي الخضراءِ. ويجبُ أنْ تُغَذَّى المواليدُ بِلَبِنِ الأُمِّ حتَّى تَصِلَ إلَى عُمَرِ 128 أسبوعاً.

 

والماعِزُ لها قدرةٌ فائِقَةٌ علَى الاسْتِفادَةِ مِنْ مُخَلَّفاتِ الإنْسانِ والمَزْرَعَةِ في توفيرِ احْتياجاتِها الغِذائِيَّةِ وتَحْويلِها إلَى مُنْتَجاتٍ حيوانِيَّةٍ لِغِذاءِ الإنْسانِ واستعمالاتِهِ.

وهي تتميَّزُ أَيْضاً بِقُدْرَتِها علَى التَّسَلُّقِ، وبالتَّالِي تُمَثِّلُ الشُّجَيْراتُ جانِباً رئيسِيّاً من موادِّ تَغْذِيَتِها بالمراعِي المَفْتوحَةِ. وهي تَخْتَلِفُ في هذا عَن الأَغْنامِ، فالأَغْنامُ تَرْعَى عادَةً قريباً من سَطْحِ الأَرْضِ، كما أَنَّها لا يُمْكِنُها التَّغْذِيةُ علَى هذه النَّوْعِيَّاتِ المُتبايِنَةِ من المَصادِرِ الغِذائِيَّةِ الّتي تستفيدُ مِنْها الماعِزُ

 

والماعِزُ يمكنُ أَنْ تُرَبَّى علَى المَرْعَى بصورةٍ مُسْتَمِرَّةٍ مثل الأغنامِ كما هو مُتَبَّعُ في المراعِي المُنْتَشِرَةِ بالمَناطقِ الجَبَلِيَّةِ والصَّحراوِيَّةِ، أو رَعْي مُخَلَّفاتِ المحاصيلِ بالوادِي.

كذلِكَ تُرَبَّى الماعِزُ، بِخَاصَّةٍ حيواناتُ اللَّبَنِ، داخلَ حظائِرَ بصورةٍ مُسْتَمِرَّةٍ، وتغذَّى في هذه الحالَةِ علَى الحبوبِ والبِرْسيمِ والدَّريسِ. والماعِزُ حيواناتٌ رَخيصَةُ الثَّمَنِ نِسْبِيّاً، ويسهلُ تكوينُ قطيعٍ مِنْها بِرَأسِ مالٍ قليلٍ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى