الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن خصائص حيوان “فرس النهر”

2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

حيوان فرس النهر خصائص فرس النهر الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

فرس النهر حيوان ثديي من الحافريات زوجية الأصابع، يقتصر موطنه في العصر الحاضر على أفريقيا وجزيرة مدغشقر.

وقد كان فرس النهر في الماضي شائعا على امتداد نهر النيل وفروعه الكبيرة، وفي البحيرات الاستوائية، غير أنه اختفى الآن شمالي الخرطوم، ويكثر وجوده في المنطقة الاستوائية من كينيا وحتى السنغال.

فرس النهر ضخم الجثة، يصل طوله إلى نحو أربعة أمتار وارتفاعه حوالي متر ونصف المتر، في حين يبلغ طول ذيله نحو 50 سنتيمترا.

 

وقد يبلغ وزن الذكر طنين أو ثلاثة أطنان، غير أن الأنثى أقل وزنا من الذكر. وأفراس النهر لا علاقة لها بالخيل، على الرغم من تسميتها أفراسا، بل هي أقرب إلى الخنازير في تصنيفها.

ويبدو الشبه بينهما في قوة الأنياب، وقصر الأرجل التي ينتهي كل منها بأربعة أصابع تلمس الأرض، مزودة بحوافر قصيرة مستديرة.

ويتراوح لون جسم فرس النهر بين النحاسي الأحمر والرمادي المزرق، ويغطيه جلد سميك عار من الشعر إلا من بضع شعيرات على امتداد الظهر وجانبي الرأس والعنق وطرف الذيل، كما توجد شعيرات قوية على الشفتين.

 

ومما يذكر أن فرس النهر يجف جلده بعد خروجه من الماء بفترة ويخرج منه عرق أحمر جعل بعض الناس يتوهمون أنه يعرق دما. وهذا ليس صحيحا، فالحقيقة هي أن عرق فرس النهر سائل لزج يحوي صبغا أحمر.

وعندما يجف هذا العرق يحمي الجلد من أشعة الشمس ومن العدوى، وقد يساعد على التئام جروحه.

ولفرس النهر رأس ضخم، وفتحة فم واسعة، وشفة عليا غليظة. وتقع فتحتا الأنف أعلى مقدم الرأس ويستطيع الحيوان إقفالهما وهو تحت سطح الماء مدة 5 – 10 دقائق، يرفع بعدها رأسه ليأخذ جرعة من الهواء ويهز رأسه بشدة لإخراج الماء من أذنيه. كذلك تقع العينان على الجزء الأعلى من الرأس أسفل الأذنين.

 

وأنياب فرس النهر قوية حادة، وأكثر صلابة من أنياب الفيل، ويؤخذ منها العاج. ونابا الفك السفلي كبيران ومقوسان، قد يصل طول الواحد منهما إلى أكثر من متر ويبلغ وزنه نحو ثلاثة كيلو جرامات.

أما نابا الفك العلوي فقصيران ومتجهان إلى أسفل داخل الشفتين، ونادرا ما ينمو بعضها إلى خارج الفم. وأنياب فرس النهر تستمر في النمو طوال حياة الحيوان.

وتعيش أفراس النهر، في جماعات كبيرة تضم من 20 إلى 30 فردا، وفي داخل الأنهار والبحيرات وعلى شواطئها حيث يتوافر غذاؤها من الأعشاب المائية والأرضية. وهي سباحة ماهرة، وقد شوهدت بعض أفرادها عند مصبات الأنهار في البحار.

 

كذلك يمكنها أن تعيش على ارتفاعات تصل إلى ألفي متر فوق سطح البحر حيث تشتد البرودة في الشتاء، ويتحول سطح الماء إلى جليد، ويعمل جلدها السميك على عزلها عن البرودة في هذه الأماكن.

وعلى الرغم من سمك جلد فرس النهر الطبقة القرنية الخارجية لبشرته رقيقة ولذلك يتبخر الماء من جسمه بسرعة.

وهذا هو السبب في أن أفراس النهر لا تتحمل حرارة الشمس في النهار فتقضي نهارها في ماء الأنهار أو البحيرات، أو مستلقية على ضفافها الطينية الرطبة. وإلا ماتت من الجفاف.

 

ووجود عينيها وأذنيها ومنخاريها في قمة رأسها يسمح لها بأن تغمر أجسامها كلها، ولكنها تظل تتنفس وترى وتسمع!

أما في الليل فكثيرا ما ترتاد أفراس النهر المراعي والأراضي المنزرعة المجاورة لتتغذى بالنباتات الزراعية وقصب السكر، ولكنها تتلف بأرجلها الضخمة هذه المزارع. وأفراس النهر لا تقضم النباتات، كما تفعل الإبل، ولكنها تقتلعها اقتلاعا بشفتيها الكبيرتين القويتين.

ويلتهم فرس النهر نحو أربعين كيلو جراما من النباتات في اليوم الواحد. ويتحاشى أصحاب الزراعات أضرارها بإشعال النيران طوال الليل لإبعادها عن مزارعهم.

 

وتشكل أفراس النهر خطورة بالغة أيضا على الملاحة النهرية، ويمكنها أن تغرق القوارب والسفن الصغيرة. كما تهاجم الإنسان إذا تعرض لها أو ضايقها.

وفي موسم التزاوج تتصارع الذكور على الإناث، وتدور بينها معارك طاحنة للفوز بالأنثى، وتصل مدة الحمل إلى حوالي ثمانية شهور.

وتضع الأنثى صغيرا أدكن اللون، وتقوم بإرضاعه ورعايته مدة عام واحد، وتحمله على ظهرها في الماء، ثم ما تلبث أن تقوده بنفسها إلى الماء عندما يمكنه الاعتماد على نفسه. وقد يمتد عمر فرس النهر إلى خمسة وأربعين عاما.

 

وثمة نوع قزم غير مشهور من أفراس النهر، يعيش في المستنقعات والغابات (وليس في المراعي كالنوع الشائع) في ليبيريا وساحل العاج.

ولا يبلغ طول هذا النوع مترين، كما أن وزنه يتراوح بين 180 و275 كيلوجراما؛ وأرجله وعنقه أطول نسبيا، ورأسه أصغر؛ وعيناه أقل بروزا وأقرب إلى جانبي الرأس.

وهذا النوع أقل ارتباطا بالماء، ولونه أدكن من قريبه العملاق، فهو أسود أردوازي بخضرة على الظهر، وأقرب إلى اللون الرمادي على البطن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى