نبذة تعريفية عن خصائص سمك السلمون
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
خصائص سمك السلمون سمك السلمون الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
سَمَكُ السَّلْمون من الأسماكِ العظميَّةِ الّتي تَقْطُنُ المياهَ المُعْتَدِلَةَ والبارِدَةَ. ويتميَّزُ بوجودِ زِعْنِفِتَيْن ظَهْرِيَّتَيْن: أماميَّةٍ مُشَعَّعَةٍ، وخلفيَّةٍ دُهْنِيَّةٍ. وتوجدُ الزِّعْنِفَةُ البَطْنِيَّةُ عند مُنْتَصَفِ البَطْنِ.
ويُعَدُّ لَحْمُ السَّلْمون من أَجْوَدِ لحومِ الأسماكِ طعمًا ونَكْهَةً. ويتميَّزُ بلونِهِ الوَرْدِيِّ المائِلِ للبُرْتُقالِيِّ، ويخلُو من العِظَامِ.
وهو يحتَوي علَى أنواعٍ معيَّنَةٍ من الزُّيوتِ والموادِّ الكيميائِيَّةِ الّتي تعطِي لحمَ السَّلْمون الطعمَ والنَّكْهَةَ المُمَيِّزَيْن. ويُؤكَلُ السَّلمون طازَجًا أو مُعَلَّبًا أو مُدَخَّنًا.
وثَمَةَ جِنْسان رئيسيَّانِ من السَّلْمون: سَلْمونُ المحيطِ الأطْلَنْطِيِّ الّذي يعيشُ في الأنهارِ المتاخِمَةِ للمحيط الأطلنطيِّ على الشَّواطئِ الشرقيَّةِ لروسْيا والشَّواطئِ الأوروبيَّةِ حتى أيْسلَنْدا وجرينْلاندا والولايات المُتَّحِدَةِ الأمريكيَّةِ.
ويبلغُ وزنُه بعدَ 3 سنواتٍ في المحيطِ من 8 إلى 13 كيلو جراماً وطولُه 90 – 105 سنتيمترًا، وإناثُه أَصْغَرُ من ذكورِهِ.
أمّا سلْمون المحيطِ الهادِي فينتشرُ بطولِ المحيطِ القُطْبِيِّ الشَّمالِيِّ من سَيْبريا وشمالِ ألاسْكا، وبطول المحيطِ الهادي لآسْيا وأمريكا، ومن تايْوان حتَّى سانْ فرانْسِسْكو.
ويتميَّز سلمون المحيطِ الهادي بفُلْوسِهِ (قشورِه) الصغيرَةِ جدًّا وبزِعْنِفَةٍ شَرَجِيَّةٍ طويلَةٍ. وهو سِتَّةُ أنواعٍ: السلمونُ الكلبُ، والقَرَنْفُلِيُّ، والأحمرُ، والشِّينوك (وهو أكبرُها حجمًا)، والسلمونُ الفِضِّيُّ، وسلمون ماسْيو.
السلمونُ من الأسماكِ المُهاجِرَةِ الّتي تضعُ بُوَيْضاتِها في أعالِي الأنهارِ والجداوِلِ، حيثُ يكونُ الماءُ صافيًا سريعَ الجَرَيان غنيًّا بالأكسيجين، ويكونُ مغطًّى بالحَصَى.
ويقضِي السلمونُ تاريخَ حياتِهِ المُبَكِّرِ في المياهِ العَذْبَةِ لِمُدَّةِ شهورٍ أو حتَّى سنواتٍ، ليهاجرَ بعدَها إلى البحارِ والمحيطاتِ، حيثُ يكونُ الغذاءُ وفيرًا.
ويبقَى هناكَ عِدَّةَ سنواتٍ – تتراوحُ من عامٍ إلى سَبْعَةٍ – يزيدُ فيها وزنُه. ثمَّ يهاجِرُ بَعْدَها من البِحَارِ والمحيطاتِ صاعِدًا أعالي الأنهارِ.
ويقطعُ السمكُ المهاجِرُ في رحلاتِه آلافَ الكيلومتراتِ الّتي قدْ تَصِلُ أحيانًا إلى 4000 كيلومتر في سلمون المحيطِ الهادِي، ويمتنعُ عن الاغْتِذاء، وتَحْدُثُ له تغيُّراتٌ في اللّونِ والمظهَرِ، وخاصَّةً الذكورَ الّتي قد تنمو فكوكُها وأسنانُها حتَّى تصبحَ كالخطاطيفِ ولا تُمَكِّنُ السمكةَ من غَلْقِ فَمِها.
وخلالَ هِجْرَةِ السَّلْمونِ يفقدُ 30 – 40% من وَزْنِهِ، ويفقدُ لَحْمُه لونَهُ الوردِيَّ المميِّزَ ليصبحَ فاتحًا ورَخْوًا غيرَ صالِحٍ للأكلِ.
وتعتبرُ هجرةُ السلمونِ لأوطانِها ضَرْبًا من الخَيالِ. فهي تسبحُ عَكْسَ تَيَّارِ المَاءِ مَهْمَا كانَ شديدًا، قافِزَةً في الهواءِ لتتخطَّى الشلاَّلاتِ والمساقِطَ المائيَّةَ، والعوائِقَ ومُدَرَّجاتِ الأسماكِ والسُّدودَ، حتَّى إنها قدْ تَقْفِزُ لارتفاعِ 3 أمتارٍ ولمسافَةِ 5 أمتارٍ.
وتسلُكُ دونَ خطأ الاتِّجاهَ الصَّحيحَ لتعودَ إلى مواطِنِها الأَصْلِيَّةِ، وقد أَنْهَكَتْها الرِّحْلَةُ الطويلةُ وأصبحتْ ضعيفةً لتكونَ فريسةً سَهْلَةً للمُفْتَرِسَاتِ.
وعند الوصولِ إلى مَكانِ وَضْعِ الأَمْشَاجِ تقومُ الإناثُ بحَفْرِ نُقْرَةٍ علَى قَعْرِ النَّهْرِ أو الجَدْوَلِ عمقُها 10 – 20 سنتميترًا، وطولُها حوالَيْ مترٍ.
ثمَّ يحدُثُ تنافُسٌ بينَ الذكورِ، ومنْ يَفُزْ بالأنثَى يتقرَّبْ إليها ويسبحْ بجوارِها لتضع بيضَها بينما يضعُ الذَّكَرُ سائِلَهُ المَنَوِيَّ – في نفسِ الوَقْتِ – ليُخْصِبَ البُوَيْضاتِ التي يلتصقُ بعضُها ببعضٍ وبالقعرِ، ثمّ تغطِّي الأنثَى النُّقْرَةَ.
وتبقَى بعضُ أنواعِ سلمونِ المحيطِ الهادِي بجوارِ عشوشِها لتُدافِعَ عنها حتَّى يجرفَها تيَّارُ الماءِ لضَعْفِها.
وبعد وَضْعِ الأمشاجِ قد يتجمَّعُ بعضُ الذكورِ والإناثِ للعَوْدَةِ للمحيطِ مَرَّةً ثانيةً (4 – 6% تقريبًا)، لتعودَ بعد ذلك لأوطانِها لتضعَ الأمشاجَ في أعالي الأنهارِ والجداوِلِ، ونادرًا للمرَّةِ الثّالِثةِ خِلاَلَ تاريخِ حياتِها.
أما سلمونُ المحيطِ الهادي، الذي يقطعُ مسافاتٍ طويلَةً تربُو على 4000 كيلومترٍ، فتكونُ الرِّحْلَةُ قد أَنْهَكَتْه، ممّا يؤدِّي إلى فَشَلِ بعضِها في وَضْعِ الأمْشَاجِ أمّا ما ينجحُ في ذلكَ فإنَّه يموتُ ليُغطِّيَ شاطئَ النهرِ أو الجدولِ بأكوامٍ من الجُثَثِ قدْ ترتَفِعُ بِضْعَ أقدام.
وبيضُ السَّلمونِ كبيرٌ يتراوَحُ قُطْرُه من 5 إلى 7 ملِّيمتراتٍ، ويمكنُ للأنثّى الواحدةِ أن تضعَ حَوَالَيْ 10 – 30 ألف بُوَيْضَةٍ خِلالَ المَوْسِمِ الوَاحِدِ.
ويُفْقَسُ البيضُ بعد 70 – 200 يومًا طِبقًا لدَرَجَةِ الحرَارةِ. وبمجرَّدِ فَقْسِ البُوَيْضاتِ وامتصاصِ كيسِ المُحِّ، تخرجُ اليرقاتُ من عشوشِها لتتغذَّى على القِشْريَّاتِ الصَّغيرَةِ ويَرَقاتِ الحَشَراتِ.
وتنمُو صغارُ السلمونِ ليغطِّيَ جسمَها من 8 – 10 شرائطَ أو نقَطٍ دَكْناءَ، ويُطلق عليها اسم «الأفراخِ الرَّقطاء». وهذه تبقَى في المياهِ العذبةِ لمُدَّةِ عامٍ أو أكثرَ ثمَّ يختفِي اللّونُ ببُطءٍ ليَحُلَّ مَحَلَّه لونُ سلمون المحيطِ المُميِّز.
ومن الأمورِ الّتي حَيَّرَتْ العُلَمَاءَ عودةُ السلمونِ البالِغِ إلى نَفْسِ الأنهارِ والجداولِ الّتي قضَى أطوارَ عمرِهِ الأولَى فيها، بعد غيابٍ قد يمتدُّ إلى سَبْعِ سنواتٍ في المحيطِ.
وقد أَثْبَتَ العلماءُ أن السلمونَ ينجذبُ إلى مَوْطِنِه الأصْلِيِّ بحاسَّةِ شَمٍّ مُدْهِشَةٍ يحتفظُ بها السلمونُ في ذاكرَتِهِ.
إذ تنطبعُ في ذاكِرَتِهِ العَلاَمَةُ الكيميائيَّةُ للمجرَى المائِيِّ الأصلِيِّ، وإنْ كان لا يتعدَّى تركيزُها بضعةَ أجزاءٍ في البِليون. وهذه الرائحةُ تُوَجِّهُها عندَ هِجْرَتها صاعِدَةً للأنهارِ إلى موطِنِها الأَصْلِيِّ.
كذلكَ ثبتَ أن للسلمونِ ساعةً داخليَّةً يمكنُهُ بواسِطَتِها استقبالُ مَوْضِعِ الشَّمْسِ.
وبذلكَ يمكنُهُ أنْ يوجِّهَ نفسَهُ باستخدام تلكَ السّاعَةِ وما يُشْبِهُ آلةَ السُّدْسِ – لقياسِ ارْتِفاعِ الأجْرَامِ السماوِيَّةِ – بنفسِ الطريقَةِ التي تُوَجَّهُ بها السُّفُنُ للوصولِ إلى وِجْهَتِها الصَّحيحةِ.
لذلكَ تكونُ هجرةُ السلمونِ خلالَ النهارِ سابحةً نحوَ خَمْسِ ساعاتٍ أو سِتٍّ، بمتوسِّطِ سُرْعَةٍ 12 كم/ ساعة، وأحيانًا 16 كيلومترًا لمسافاتٍ محدودةٍ.
ونظرًا لتَلَوُّثِ الأنهارِ، الذي أدَّى إلى عَدَمِ إتمامِ هِجْرَةِ السَّلْمونِ، قامَ الكثيرُ من الدُّوَلِ بإنشاءِ مَرَابٍ حيثُ يَتِمُّ الإخصابُ الصِّنَاعِيُّ وتربيةُ الصغارِ في مَفْرَخَاتٍ قَبْلَ إطلاقِها في الأنهارِ.
وكذلك قامَ العلماءُ بمحاوَلاتٍ ناجِحَةٍ نَحْوَ إدخالِ سلمونِ المحيطِ الهادِي إلى مناطِقَ جديدةٍ، مثل نيوزيلندا وبحرِ البلطيق. وفي عام 1994 بَلَغَ إنتاجُ سلمونِ الأطلنطيِّ من المصادِرِ الطبيعيَّةِ 50 ألفَ طُنٍّ ومن المُسْتَزْرَعِ 300 ألفَ طُنٍّ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]