نبذة تعريفية عن خصائص فلز “الزئبق” واستخداماته المتعددة
1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
فلز الزئبق استخدامات الزئبق خصائص الزئبق الكيمياء
الزِّئْبقُ هو الفِلزٌّ الوحيدُ الذي يوجدُ على هيْئة سائلٍ في درجات الحرارة العاديّةِ، وهو يتجمَّدُ عند -39ﹾﹾ، ويَغْلي عند 356,6ﹾﹾ سيليزية.
ولا يوجَدُ الزئبقُ حرًّا في الطبيعة ولكنَّهُ يوجدُ على هيئةِ كبريتيد الزِّئبقِ المعروفِ باسم «السِّنَّابار» الذي يوجدُ عادةً في الصُّخور ذاتِ الأصلِ البركانيّ كما في شمالِ إيطاليا وإسبانيا والولاياتِ المتّحدةِ التي تُنْتِجُ مُجتمعةً نحوَ نصفِ كميّةِ الزِّئبقِ المنتجةِ عالمياً.
ويُستخْلصُ الزِّئبقُ من السِّنَّابار بتسخينهِ في تيَّارٍ من الهواءِ لِأَكْسَدةِ ما بهِ من كبريت ثم يُقطَّرُ الزئبقُ المتكوِّنُ.
والزئبقُ فِلزٌّ فِضيُّ اللَّونِ، وزنُهُ الذريُّ 200,61، وعددُهُ الذريُّ80، وكثافتُهُ 13,6، ورمزهُ الكيميائيُّHg وهو مشتقٌّ من اسمهِ العلميّ الإغريقيّ، الذي يعني الفِضَّةَ السّائِلةَ، وكان هذا الاشتقاقُ من القرنِ السادسِ، وأَطلقَ عليه الألمانُ اسمَ «الفِضَّةِ السريعةِ».
وكان الزِّئبقُ بالنسبة لكيميائِييّ العصورِ الوسطى يُمثِّل مع الكبريتِ والملحِ، العناصر الأساسيَّةَ في تكوين المادة.
ويَتَأكسَدُ الزِّئبقُ عند تَسْخينهِ في الهواء ولكنَّ أُكسيدهُ ينحلُّ إذا ارتفعت درجةُ الحرارةِ وينطلِقُ منه الأكسجين. وكانت هذه هي التجربة التاريخية التي أجراها العالمُ الفَرنسيُّ لاڤْوازييه، باعِتبارها أوّلَ تحليل للهواء.
وللزَّئبقِ قدرةٌ كبيرةٌ على إذابة عددٍ كبيرٍ من الفِلِزّاتِ حتّى في درجة الحرارة العاديّةِ مكوِّناً معها مَلْغَماً، مثل القصدير والنحاس والفِضَّةِ والذَّهبِ وكذلك الصُّوديوم والبُوتاسيوم.
وهو يكوَّنُ نوعين من الأملاح: أمْلاح الزِّئبقوز، وأملاحِ الزئبقيك. ومن امثلتها كلوريد الزِّئبقوز المعروف باسم الكالوميل ويُستخدمُ في صناعةِ الأقطابِ الكهربائيةِ، وكُلوريد الزئبقيك ويُستخدم في الطب مُطهِّراً.
كذلك يستخدمُ الزِّئبقُ وبعضُ أملاحِهِ في الصناعاتِ الدّوائيّةِ على هيئةِ مستحلباتٍ زيتيَّة ومَراهِمَ، ويستخدمُ بعضُها مُبيداً للْفِطْريَّات.
أما الزِّئبقُ نفسه فيُستخدمُ في صناعة التِّرمومترات والمانومِتْرات، وفي صِناعةِ مِضخَّاتِ التّفريغ العالي، وفي المُحوِّلاتِ الكهربائيةِ الآلية، كما يُستخدم في استِخلاصِ الذّهبِ والفِضّة.
ويتبخَّر الزئبقُ في درجةِ الحرارةِ العادِيّةِ إلى حدٍّ ما، وأبْخِرتُهُ سامَّةٌ، وكذلك كلُّ أملاحهِ المعروفة.
ولذلك فإن نُفايات المصانعِ التي يُستخدم فيها الزئبقُ، مِثلَ صِناعةِ بعضِ المُفجرَّات مثل فلمنَات الزِّئبق أو صناعة الصُّودا الكاوية وغاز الكُلُور أو الصناعاتِ التي يُستخدمُ فيها الزئبقُ في عملياتِ التحليل الكهربائي، تُعدُّ من أخطرِ الموادِّ الملوِّثةِ. وهي تقضي على كُلِّ الكائنات الحيّة التي تعيش في المجاري المائية الطبيعيةِ عندما تُلقى في هذه المياه.
وحتى مياهُ المُحيطاتِ لَمْ تسلمْ من التلوثِ بالزِّئبق؛ فقدُ وُجدت آثارٌ من الزئبقَ في أنسجة الدُّبِّ القُطبي الذي يعيش في المناطق النائية بعيداً عن العُمران نتيجةً لِغذائهِ على الأسماكِ الملوثةِ.
وتُتَّخدُ حالياً تدابيرُ على مستوى العالمَ لمنعِ إلقاء نُفاياتِ الزِّئبق والعناصرِ الثَّقيلةِ في مياهِ البحارِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]