أدوات

نبذة تعريفية عن المهندس “بيرسي سبنسر” وطريقة اكتشافه لفرن الميكروويف

2006 وجدتها

ريتشارد بلات

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

المهندس بيرسي سبنسر فرن الميكروويف أدوات التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

بعدما أربكه انصهار لوح من الشيكولاتة كان يضعه في جيبه، استخدم المهندس الأمريكي المبدع بيرسي سبنسر القلب النابض لرادار كان مستخدماً زمن الحرب في صنع الفُشار وسلق البيض.

واستطاع زمن الحرب العالمية الثانية أن يخترع طريقة جديدة للطهي أوقفت إغلاق مصنعه، وأبقت على وظائف آلاف العمال.

 

ولكن من هو بيرسي سبنسر؟

لم يتمكن اليتيم الأمريكي بيرسي سبنسر (1894-1970) من إنهاء دراسته، غير أن هذا لم يؤثر قط على طبيعته الابتكارية.

وعندما اندلعت الحرب العاليمة الثانية (1939-1945)، كان مهندساً أول في شركة رايثون الأمريكية للإلكترونيات.

 

بيرسي سبنسر يكسب الحرب

طلب المهندسون البريطانيون من شركة رايثون مساعدتهم في التنبؤ بهجوم الطائرات الحربية القادمة من ألمانيا (خصم إنجلترا في الحرب) ووقفها .

وكان المهندسون قد طورا راداراً ( إلى اليسار) نحج في اكتشاف الطائرات باستعمال الموجات الصغرية ( الميكروية) – وهي نوع خاص من موجات الراديو.

ولكن كل وحدة رادار كانت بحاجة إلى جهاز يسمى "المغنطرون" لتوليد الموجات الصغرية، ولم تكن المصانع البريطانية قادرة على إنتاج تلك الأجهزة بالسرعة  المطلوبة.

 

كلفت شركة رايثون سبنسر بالمهمة. وفي خلال عطلة نهاية الأسبوع، استطاع أن يضع طريقة لإنتاج أجهزة المغنطرون في وقت قصير.

وسرعان ما أصبح مصنع رايسون ينتج تلك الأجهزة أسرع بمئة وخمسين مرة من معدل صناعتها السابق.

 

لحظة الإلهام لدى سبنسر

كان سبنسر يختبر أحد أجهزة المغنطرون ذات يوم ، عندما لاحظ شيئا غريباً .

انصهر قالب شيكولاتة كان يضعه في جيبه ، وعلى الفور أدرك أن الموجات المنبعثة من المغنطرون قد سخنته.

أرسل سبنسر مساعده لشراء بعض الذرة الجافة، وضعها أمام المغنطرون مباشرة، وبمجرد تشغيل الجهاز، تحولت حبات الذرة مباشرة إلى فُشار.

 

وجدتها! رأى سبنسر في ذلك فرصة ذهبية، فالحرب على وشك أن تضع أوزارها، وسرعان ما تتوقف احتياجات الجيش من أجهزة المغنطرون.

الأمر الذي يهدد 18000 عامل  بفقدان وظائفهم. لكن ماذا لو أمكن استخدام الموجات الصغرية في الطهي؟

وضع سبنسر بيضة أمام المغنطرون، وأدار مفتاح التشغيل وانتظر ، وراحت البيضة تئز، ثم راحت تهتز، وأخيراً انفجرت مرسلة بالقشر والمح في كل مكان.

 

من الورشة إلى المطبخ

وثقت شركة رايثون براءة اختراع استخدام الموجات الصغرية (الميكروويف) في الطهي، وبحلول عام 1947، كانوا جاهزين لبيع أول فرن ميكروويف، وأطلقوا عليه اسم "رادارانج" .

وقد كان كبيراً بحجم ثلاجة عائلية، ويستهلك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية لذا لم يكن مستغرباً أن هذه الأفران لم تحقق مبيعات جيدة.

 

شعر المستهلكون بالخوف من تلك الأشعة غير المرئية التي تطهو الطعام. على أن ذلك لم يحبط سبنسر ورايثون.

فراحا يطوران أفراناً أصغر حجماً وأقل استهلاكاً للطاقة.

 

وريثما تغلب الناس على خوفهم، راحوا جميعا يقتنون أفران الميكروويف.

وبحلول العام 1965 كانت أفران الميكروويف من الصغر بحيث تستقر على طاولة المطبخ. واليوم تمتلك تسعة بيوت من كل عشرة في أمريكا فرن ميكروويف.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى