نبذة تعريفية عن خصائص نبات “العاقول”
2001 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثاني عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
نبات العاقول خصائص نبات العاقول النباتات والزراعة الزراعة
العاقولُ نَبْتٌ شَوْكِيٌّ، عُشْبِيٌّ حَوْلِيٌّ، أو شُجَيْرِيُّ مُعَمَّرٌ. لا يَتجاوزُ ارْتفاعُ فُروعِهِ الخَضَـرِيَّةِ نحوَ خمسين سَنتيمترًا.
وهو واسِعُ الانْتِشارِ في جميع أرْجاء العالَمِ العَرَبيِّ امْتدادًا من شَمالِ أفريقيا شرقًا إلى جنوبِ غَرْبِ آسْيا (وهو يسمَّى أيضا: الحاجَ، ومنه اشتُقَّ الاسمُ اللاتينيّ العلمِيُّ لجنسِهِ).
ويُعْزَى الانتشارُ الكبيرُ للعاقولِ إلى مَقدِرَتِه الفائِقَةِ علَى تَحَمُّلِ عوامِلِ الجفافِ أو مُلوحَةِ التُّرْبَةِ، وقلّما تَخلُو منهُ أَرْضٌ خَرِبَةٌ هَجَرها سُكّانُها، أو أَرْضٌ خِصْبَةٌ أُهْمِلَتْ زِراعَتُها.
كذلك تُعْزَى سَعَةُ انْتشارِ العاقولِ لِسوقِهِ المدّادَةِ الّتي تَنْمُو تَحْتَ سَطْحِ التُّرْبَة وبمحاذاتِهِ علَى أعماقٍ ضَحْلَةٍ، ولمسافاتٍ طويلَةٍ. وأَوْضَحَتْ الدِّراساتُ الّتي أُجْرِيَتْ في هذا الشَّأْنِ امتدادَ ساقِ النَّباتِ الواحِدِ لأكثرَ مِنْ أَلْفَيْ مِتْرٍ، وعلَى أعماقٍ تحتَ سَطْحِ التُّرْبَةِ لا تتجاوزُ المترَ الواحِدَ.
كما أَوْضَحَتْ هذه الدِّراساتُ أنَّ لِسوقِ العاقولِ المدّادَةِ القُدْرَةَ علَى متابَعَةِ مَصادِرِ المياهِ الجَوْفِيَّةِ أيْنما كانَتْ، للاسْتفادَةِ مِنها في نُمُوِّ هذا النباتِ وانْتِشارِهِ.
ويَعْتَبِرُ بَدْوُ الصحراءِ ظهورَ نَبْتٍ للعاقولِ قرينةً مُؤَكدَة لوجودِ مَصْدرٍ غَيْر بَعيدٍ للمياهِ الجَوْفِيَّةِ. وكُلَّما ازْدادَتْ كثافَةُ النَّباتِ فوقَ سَطْحِ التُّرْبَةِ، كانَ هذا دليلاً على توافُرِ المِياهِ في باطِنِها، فيستطيعُ البَدَوِيُّ، بقليلٍ من الجَهْدِ والحَفْرِ لأعماقٍ قليلةٍ، الحصولَ علَى حَاجتِهِ من المياهِ لإطفاءِ ظَمَئِهِ وإرواءِدَوابِّه.
كما أن الفروعَ الخَضَرِيَّة الغَضَّة للعاقولِ مصدرٌ جَيِّدٌ ومُتَجَدِّدٌ لِغِذاءِ الحيواناتِ وبخاصَّةِ الإبل. ويُؤَدِّي قَضْمُ الحيوانِ لِهذه الفروعِ الغَضَّةِ إلى نُمُوِّ فروعٍ أخرَى لتُعوّضَ النباتَ ما فَقَدَه نتيجةً للرَّعْيِ.
تُعطِي السُّوقُ الأَرْضِيَّةِ للعاقولِ، وهي عَديمةُ اللَّوْنِ، فروعًا أو سوقًا هَوائيّةً خَضراءَ متشابِكَةً. ويَتَمَيَّزُ كلٌّ من هـذهِ الفــروعِ إلـَى عددٍ مـن السُّـلامَيـاتِ القصيرَةِ، ويخرجُ من كلِّ عُقْدَةٍ وَرَقَةٌ شديدةُ الخُضْرَةِ، بَيْضِيَّةُ الشَّكْلِ لا تتجاوزُ أَبْعادُها 2×1 سنتيمتر.
ويخرجُ في إِبِطِ كلِّ وَرَقةٍ فَرْعٌ قصيرٌ يتحوَّرُ تدريجيًّا لِيأْخُذَ هَيْئَةَ الشَّوْكةِ القصيرةِ التي يتراوحُ طولُها ما بين 3 و7 سنتيمترات.
وسَرْعانَ ما تَتَساقَطُ الأَوْراقُ الّتي تَخْرُج في آباطِها الفروعُ الشَّوْكِيَّةُ ليتحوَّلَ كلٌّ من الفروعِ الهوائيّةِ إلَى مِحْوَرٍ يحملُ عددًا من الأَشْواكِ المتبادِلَةِ الّتي يُمَثِّلُ كلٌّ مِنها فَرْعًا قَزْما تحوَّرَ إلَى ما يُشْبِهُ الشَّوْكَةَ.
ومع توافُرِ ظروفٍ بيئيَّةٍ ومُناخِيَّةٍ مُناسِبَةٍ، تحملُ الفروعُ الشَّوْكِيَّةُ في أثناءِ فَصلِ الرَّبيعِ أزهارًا فراشيَّةَ الهَيْئَةِ ذاتَ بِتلاتٍ حَمْراءَ أو قِرْمِزِيَّةَ اللَّوْنِ، لها رائِحَةٌ زكيَّةٌ تَجْذبُ إليها الحَشراتِ الّتي تقومُ بتلقيحِ الأَزْهارِ، فيتحوَّلُ مِبيضُ الزَّهْرةِ تدريجيًّا إلى ثَمَرَة قَرْنِيَّةٍ أسْطوانِيَّةِ المَقْطَعِ ذاتِ انْحناءٍ أو الْتفافٍ طفيفٍ، يتراوَحُ طولُها ما بين 3 و5 سنتيمترات.
وتحتوِي الثَّمرَةُ عِندُ اكْتِمالِ نُضْجِها علَى عددٍ من البُذورِ (4 – 15 بِذْرَةً) تشبهُ في هَيْئَتِها بذورَ البِرسيمِ. ومع الارْتفاعِ التَّدريجِيِّ لِدَرَجَةِ الحرارَةِ بانْتهاءِ فَصْلِ الرَّبيعِ تَتَفَتَّحُ الثَّمرَةُ القَرْنِيَّةُ بِمِصراعَيْن طوليَّيْن لِتَنْتَثِرَ البذورُ في التُّرْبَةِ المُجاوِرَةِ.
ولا يعتمدُ النباتُ في تكاثُرِهِ وانْتِشارِهِ علَى البذورِ الّتي يَتَطَلَّبُ إنْباتُها تَوافُرَ ظروفٍ بِيئِيَّةٍ خاصّةِ، وإنَّما يَعْتَمِدُ في انْتِشارِهِ على التَّكاثُرِ الخَضَرِيِّ بِواسِطَةِ سُوقه الأَرْضِيَّةِ المدّادَةِ.
ويُعَدُّ العاقولُ من نباتاتِ الرَّعْيِ المُهِمَّةِ في المناطِقِ الصَّحراوِيَّةِ القاحلَةِ، إذْ يعتمدُ في نُمُوِّهِ وانْتِشارِهِ علَى المياهِ الجَوْفِيَّةِ.
ويستخدمُ البدوُ الفروعَ الجافَّةَ للنباتِ ومَطحونَ البُذورِ في علاجِ عَدَدٍ من الأَمراضِ الجِلْدِيَّة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]