نبذة تعريفية عن داء الإِسْقَرْبُوط

1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

داء الإِسْقَرْبُوط الطب

لاحظَ البحَّارةُ منذُ القِدَمِ أنّه منذُ قيامِهم برحلاتٍ طويلةٍ يُصابُ بعضُهم بأعراضٍ مَرَضيَّةٍ مُتَنَوِّعةٍ قد تنتِهي بالوفاةِ

وفي عامِ 1753 اكتشفَ الطبيبُ "جيمس لُنْد" أنَّ تناولَ الطعامِ الخالِي من الخُضـْرَواتِ والفواكهِ الطازَجَةِ لفتراتٍ طويلةٍ يؤَدِّي للإصابةِ بنفسِ تلك الأعراضِ المرضيَّةِ التي تُعْرَفُ في جُمْلَتِها باسم داءِ الإسْقَربُوطِ.

وفي عام 1932 تمكَّن "كِنْج" ومساعدُوه من استخراجِ مادَّةٍ تَشْفِي هذه الأعراضَ وتَقِي منها، وسُمِّيَتْ فيتامين "ج".

ويقومُ فيتامين "ج" في الجسمِ بتكوينِ المَادَّةِ الغِرَائِيَّةِ التي تربطُ الأنسجةَ الضامَّةَ، لذلك فإنَّ نَقْصَه في الطَّعامِ يُؤَدِّي لحدوثِ بُقَعِ نَزْفٍ في الساقيْنِ أو نَزْفٍ في الأنفِ أو الجَهَازِ الهَضْمِيِّ وقد يسبِّبُ فَقْرَ الدَّمِ. وقد يصيبُ الَّلثَةَ نَزْفٌ وتَوَرُّمٌ فتتكاثرُ فيها الجراثيمُ وتنبعثُ من الفَمِ روائحُ كريهةٌ.

وقد يظهرُ النزفُ في المفاصِل ويسبِّبُ آلاماً شديدةً في العظامِ عندَ الأطفالِ بخاصةٍ. وإذا استمَرَّتْ الحالةُ عِدَّةَ أَشْهُرٍ بدونِ علاج فقد يموتُ المريضُ فجأةً بسببِ إصابَتهِ بقصورٍ حادٍّ في القلبِ كما كان يحدثُ للبحَّارةِ قديماً.

أمَّا الآنَ فلم يَعُدْ البحَّارةُ يصابون بمرضِ الإسْقَرْبُوط لأنَّهم أصبحُوا يتناولون الخضـرواتِ والفواكهَ الطازجةَ في رحلاتِهم الطويلةِ.

ولكنَّ هذا المرضَ يظهرُ الآن في المناطقِ القاحلةِ خلالَ سنوات الجفاف و القَحْط أو بين الجنود خلالَ سنواتِ الحربِ أو عندَ المسنِّين الذين لا يتناولون وجباتِ طعامٍ متنوعةٍ وغَنِيَّةٍ بالخصرواتِ والفواكِه.

وواضحٌ ممَّا تَقَدَّم أنَّ خَيْرَ وِقَايةٍ من الإسْقَرْبُوط هو تناولُ الخُضَـر والفواكهِ الطازَجَةِ وخاصةً الحِمْضِيَّاتُ (الموالحُ) والجَوَافَةُ.

وعندَ الإصابةِ بمرضِ الإسقربوطِ ينصحُ الطبيبُ المريضَ بتناولِ كَمِّيَةٍ وافرةٍ من فيتامين "ج" في صورةِ أقراصٍ أو عَنْ طريقِ الحَقْنِ.