نبذة تعريفية عن دولة ليبيا
2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر
عبد الرحمن أحمد الأحمد
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
دولة ليبيا الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
ليبيا دولةٌ عَرَبِيَّةٌ كبيرَةُ المِساحَةِ قليلةُ السُّكَّانِ. فمِساحَةُ لِيبْيا تساوِي 1,8 مليون كيلومترٍ مُرَبَّعٍ، ولكنَّ عَدَدَ سُكَّانِها الآنَ نحوُ 6,5 مليون نَسَمَةٍ فَقَطْ.
وتقعُ لِيبْيا في شَمالِ أَفْريقْيا، وتجاوِرُها مِصْرُ من الشَّرْقِ، والسُّودانُ من الجنوب الشرقي، وتشاد والنيجر من الجنوب، والجزائِرُ وتُونسُ من الغَرْب.
أمَّا من الشَّمالِ فهي تُطِلُّ علَى البَحْرِ المُتَوَسِّطِ بِساحِلٍ طويلٍ يصلُ إلَى 1900 كيلومترٍ.
وأَرْضُ لِيبْيا صَحارِي جَرْداءُ في مُعْظَمِها، ولِذَلِكَ يَتَركَّزُ معظمُ السُّكَّانِ في السواحل وفي الواحات القليلة المتناثرة هُنا وهُناكَ.
وتَرْتَفِعُ الأَرْضُ تدرِيجِيّاً كُلَّما ابْتَعَدْنا عَنْ ساحِلِ البَحْرِ حتَّى تصلَ إلى ارْتِفاعِ 2286 متراً في أَقْصَى الجنوبِ عندَ مَكانٍ يُسَمَّى بِيتس.
وجوُّ ليبْيا مُعْتَدِلٌ في الشِّتاءِ حارٌّ في الصَّيْفِ. والفرقُ بينَ حرارَةِ النَّهارِ وحَرارَةِ اللَّيْلِ كبيرٌ، وهو أَمْرٌ شائِعٌ في المُناخِ الصَّحْراوِيِّ، فمُتَوَسِّطُ حرارَةِ النَّهارِ 38° سليزيَّة (مئوية) واللَّيْلِ 10° سليزيَّة.
وتسقطُ الأَمْطارُ في فَصْلِ الشِّتاءِ علَى السَّواحِلِ بِكَمِّيَّاتٍ قليلَةٍ، ولِذَلِكَ لا يُمْكِنُ الاعْتِمادُ عَلِيْها في الزِّراعَةِ.
وقَدْ ظَلَّتْ لِيبْيا دولةً فَقيرَةً حتَّى عام 1959 عِنْدَما اُكتُشِفَ النِّفْطُ في أَراضِيها بِكَمِّيَّاتٍ كبيرَةٍ، فَتَحَوَّلَتْ إلَى دَوْلَةٍ غَنِيَّةٍ، واسْتفادَتْ من عائِداتِ النِّفْطِ في تَحْسينِ أَحْوالِ المَعيشَةِ، وهاجرَ إلَيْها كثيرونَ لِلْعَمَلِ في مشروعاتِ التَنْمِيَةِ.
وتحاوِلُ لِيبْيا تنويعَ مصادِرِ دَخْلِها، فَأَنْشَأَتْ مشروعاً ضَخْماً لاسْتِخراجِ المياهِ الجَوْفيَّةِ من الجنوبِ ثمَّ تَمْريرِها في أنابيبَ كبيرةٍ إلَى شَمالِ البِلادِ لاسْتِخدامِها في رَيِّ مِساحاتٍ مَحدودَةٍ من الأَراضِي الزِّراعِيَّةِ، وسُمِّي هذا المشروعُ بالنَّهرِ الصِّناعِيِّ العَظيمِ.
وأهمُّ المُدُنِ الليبِيَّةِ طرابُلْسُ العاصِمَةُ والميناءُ الرَّئيسِيُّ، والّتي تسمَّى أحياناً طرابُلس الغَرْب تمييزاً لّها عن مدينَةِ طرابُلْس الواقِعَةِ في لُبْنَانَ، وكَذَلِكَ مُدُنُ بَنْغازِي ومِصْرَاتةَ والعزيزيَّةِ.
وطَوالَ التَّاريخِ كانَتْ لِيبْيا مُنْقَسِمَةً إلَى ثلاثَةِ أَقاليمَ مُنْفَصِلَةٍ هي: بَرْقَةُ في الشَّرْقِ، وطرابُلْس في الغَرْبِ، وفَزَّان في الجنوبِ.
وكانَ أوَّلُ مَنْ سَكَنَها قبائِلَ من البَرْبَرِ، ثمَّ غَزَاها الإغْريقُ وبَعْدَهم الرُّومانُ، إلَى أَنْ فَتَحَها العَرَبُ في بِدَايَةِ القَرْن السابِعِ الميلادِيِّ.
وخَضَعَتْ لِيبْيا لِلْحُكْمِ العُثْمانِيِّ منذُ عامِ 1551، ثمَّ احْتَلَّها الإيطاليُّونَ بالكامِلَ عامَ 1912، ولكنَّ الشَّعْبَ اللِّيبِيَّ قاوَمَ هذا الاحْتِلالَ بِشَجاعَةٍ كبيرَةٍ بقيادَةِ البَطَلِ عُمَرَ المُخْتَارِ.
وبَعْدَ هَزيمَةِ إيطالْيا في الحَرْبِ العالَمِيَّةِ الثَّانِيَةِ وَقَعَتْ لِيبْيا في فَوْضَى سِياسِيَّةِ إلَى أنْ قَرَّرَتْ الأمَمُ المُتَّحِدَةُ عامَ 1951 مَنْحَ ليبْيا اسْتِقلالاً تامّاً معَ تَوْحيدِ أقاليمِها الثَّلاثَةِ في دَوْلَةٍ واحِدَةٍ تَحْتَ حُكْمِ المَلِكِ إِدريسِ السُّنوسِيِّ.
وفي عامِ 1969 قامَتْ ثَوْرَةُ الفاتِحِ من سِبْتِمْبر بقيادَةِ العقيدِ مُعَمَّر القَذَّافِي، واسْتَوْلَتْ علَى السُّلْطَةِ في البلادِ، وأَصْبَحَ الاسْمُ الرَّسْمِيُّ للدَّوْلَةِ «الجماهيرِيَّةَ العربيَّةَ اللِّيبيَّةَ الشَّعْبيَّةَ الاشْتِراكِيَّةَ العُظْمَى».
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]