الحيوانات والطيور والحشرات

نبذة تعريفية عن سمك الرَّعادِ وأنواعها المختلفة

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

سمك الرَّعادِ أنواع سمك الرعاد الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة

يُطلقُ لفظُ الرَّعادِ على مجموعةٍ مُتبايِنَةٍ مِنَ الأسماكِ الغُضروفِيَّةِ والعَظْمِيَّةِ، والتي إذا مَسَّها الإنسانُ ارتعدَتْ يدُهُ وذراعُهُ ما دامَ السمَّكُ حيّاً.

ومِنْهُ الرعَّادُ الإفريقيُّ وهي سمكةٌ عظْمِيةٌ تعيشُ في المياهِ العذبةِ الافريقيةِ، وتَنْتَشِرُ في النيلِ وفروعِهِ، ويطلقُ عليهِ في مصرَ اسم «الرعَّاد»، وفي النوبةِ اسمُ «تُونجة».

وفي السودان اسم «بردة». ويبلغُ أقصى طولٍ لها 122 سنتميتراً، ووزنها 25 كيلوجراماً. وتعيشُ حتّى عشرِ سنوات.

 

وجسمُ هذه السمكةِ أُسطوانِيٌّ أملَسُ خالٍ مِنَ القُشورِ، وفمُها صغيرٌ يُحيطُ بِهِ ثلاثَةُ أزواجٍ مِنَ الشواربِ.

وللرعَّادِ زغنفةٌ ظهريةٌ شحميةٌ عندَ مؤخَّرَةِ الجسمِ. ولونُ الظهرِ زيتونيٌّ مائلٌ للخضرةِ، والبطنُ أبيضُ، والجسمُ كلهُ مغطَّى بِبُقَعٍ سَوداءَ.

ويعيشُ الرعّادُ الإفريقيُّ بينَ الصخورِ أو جذورِ الأعشابِ المائيَّةِ حيثُ يكونُ التيارُ بطيئاً، ولكنَّهُ يُفَضِّلُ أحياناً المياهَ سريعةَ الجريانِ.

 

وينشطُ الرعّادُ ليلاً بحثاً عن فرائِسِهِ مِنَ الأسماكِ التي يصعقُها بالكهرَباءِ التي تتولَّدُ من جسمِهِ، كما يتغذَّى على النباتاتِ والأحياءِ المتحلِّلةِ.

وفي موسم التزاوجِ يصحُبُ الذكرُ الأنثى لوضعِ البيضِ وإخصابِةِ في الحُفَرِ التي توجَدُ بينَ الصخورِ. وقد يُصادُ الرعَّادُ لأكلِهِ، وإنْ كانَ لحمةُ غيرَ مرغوبٍ فيه.

وعضوُ الرعَّاد الكهرَبائيُّ يُحيطُ بالجسمِ كلَّهِ كالبُرنسِ، مُكَوِّناً غلافاً جلاتينياً يحتوي على عددٍ كبيرٍ من الصفائِحِ الكهربائيةِ تُغذيها الأعصابُ التي تَتَّصِلُ بخليَّةٍ عصبيَّةٍ كبيرَةٍ تَقَعُ أسفلَ الدماغِ وهي التي تتحكَّمُ في آليةِ العضوِ الكهربائيِّ.

 

ويمرُّ التيارُ من الرأسِ إلى الذيلِ داخلَ جسمِ السمكةِ خلالَ التفريغِ الكهربائي، ومنَ الذيلِ للرأسِ خارِجَ جسمِ السمكةِ.

ويمكِنُ لسمكةٍ كبيرةٍ أن تولِّدَ تَياراً شِدَّتُهُ تتراوَحُ بين 350 و 450 فولت. ويمكِنُ البحثُ عن سمكِ الرعَّادِ في المياهِ باستخدامِ الأجهزةِ التي تكشفُ الشِّحْناتِ الكهربائية.

ويمكن لسمكة الرعَّاد أن تتعرفَ على نفس نوعها من خلال النَّبَضَات الكهرَبائية المميِّزة التي تطلقُها، وهي تتراوَحُ بين 50 نبضةً في الثانيةِ للرعَّادِ الافريقيِّ إلى 300 أو 1500 نبضةٍ في الثانيةِ لبعضِ الأنواعِ الأخرى، وبذلكَ لا تصعقُها.

 

ولكن إذا صادَفَ الرعَّادُ أحدَ أعدائِهُ، أو إحدى الأسماكِ التي يتغذَّى عليها، أرْسَلَ جهازهُ الحِسّيُّ العصبيُّ الأوامِرَ إلى العضوِ المتحكِّمِ في المخِّ والذي يعملُ على تفريغِ الشِّحنةِ الكهرَبائيةِ التي تؤدِّي لصعقِ الفريسةِ. ويمكنُ للرعَّادِ الإحساسُ بأيِّ تغييرٍ في الحقلِ الكهرَبائيِّ المحيطِ بِهِ وإنْ كانَ طفيفاً.

ومن الرعَّادِ أيضاً بعضُ الأنواعِ من جنسِ تُوربيدُو وهو من الأسماكِ الغُضْروفيَّةِ المفلطَحَةِ سُداسِيَّة أو بيضاويةِ الشكلِ، ولَها ذيلٌ قويٌّ بزعانِفَ ظهريَّةٍ.

ويعيشُ التوربيدو على قعرِ البحرِ في المياهِ الدافئةِ كالبحرِ المتوسِّطِ والأحمَرِ والخليجِ العربيِّ والمحيطِ الهنديِّ.

 

ويوجَدُ منها سبعةُ أنواعٍ تَتَغَذَّى بالأسماكِ والقشريَّاتِ التي تصعُقها بالتيارِ الكهرَبائيِّ الذي يَتَوَّلَّدُ من عضوينِ كهربائِيَّيْنِ يَقعانِ على جانِبَيْ الرأسِ من أعلى. وتَصِلُ شِدَّةُ التيارِ التي تولِّدُها سمكَةُ التوربيدو 50 أمبيراً، وقوته 50-60 فولتاً، وقوةُ تفريغٍ قد تَصِلُ إلى 1000 وات.

فإذا عثرتْ السمكةُ على إحدى فرائِسها من أسماكِ موسى زحفت فوقَها وصعقَتْها ثم أكلتها. وهكذا عَرَفَتْ الأسماكُ طريقةَ الصيدِ باستخدامِ الكهرباءِ، قبلَ أن يعرفَها الإنسانُ!

ومنْ أنواعِ الرعَّادِ القوابِعُ ذاتُ العيونِ أو المُبرقشةِ، وهي أيضاً من الأسماكِ الغُضروفيةِ. ويمكنُ لهذهِ الأسماكِ أن تولِّدَ تياراً شِدَّتُهُ 200 فولت وتربو قوةُ تفريغهِ على 2000 وات.

 

ويُقالُ إنَّ الرومانَ استخدموا القوابعَ الكهربائيةَ لمعالجةِ الصداعِ وداِء النِّقرسِ وفي بعض الأمراضِ العقليَّةِ، وهو نوعٌ من العلاجِ الحديثِ باستخدامِ الصدماتِ الكهربائيةِ.

منَ الأسماكِ المولِّدَةِ للكهرباءِ أيضاً نوعٌ من الأنكليسِ (التي تُسَمَّى ثعابينَ السَّمَكِ – ).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى