نبذة تعريفية عن سمك السردين
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
سمك السردين الحيوانات والطيور والحشرات البيولوجيا وعلوم الحياة
السَّرْدينُ من الأسماكِ العظميَّةِ ذاتِ الأهميَّةِ الاقتصاديَّةِ العَالَمِيَّةِ. والسَّردينُ سمكةٌ تعيشُ في المياهِ السطحيَّةِ.
لونُ الظَّهْرِ عادةً أدكنُ يميلُ إلى الزُّرْقَةِ، أما الجانبانِ والبطنُ ففضيَّةُ اللَّونِ.
وللسَّردينِ أسنانٌ ضعيفةٌ صغيرةٌ، وزِعْنِفَةٌ ظهريَّةٌ واحدةٌ عندَ مُنْتَصًفِ الظَّهْرِ، وليس له خطٌّ جانِبيٌّ، والفلوسُ (القُشُورُ) سهلةُ النَّزْعِ. ويتغذَّى السردينُ على العوالِقِ النباتيَّةِ والحيوانيَّةِ.
ويوجدُ من السَّردينِ عِدَّةُ أنواع، منها السردينُ الحقيقيُّ وهو سمك «البِلْشَارْد» وطورُه البالغُ الذي يبلغ طولُه من 13 إلى 16 سنتيمتراً، وهو الذي يُعْرَفُ عادةً باسم «السَّردين»، ولكنه قد ينمو حتَّى 30 سنتيمتراً.
وينتشرُ البِلْشارْد في شواطئِ جنوبِ غربِ أوروبا وشمالِ أفريقيا، وجنوبِ أيرلندا، وجنوبِ بحرِ الشمال، والمناطِقِ الشمالِيَّةِ للبحرِ المُتَوَسِّطِ. ويُعلَّبُ السردينُ أو يُجَفَّفُ أو يُدَخَّن، كما أنه يُعَدَّ أيضاً من أهَمِّ مصادر زَيْتِ السَّرْدِينِ.
ويوجد نوعان من البلشارد: الأطلنطِيُّ الذي يقطنُ الشواطِئَ الشماليَّةَ لأوروبا، والنوعُ الذي يعيش في البحر المتوسِّطِ ويقطُنُ المياهَ التي لا تزيدُ درجةُ حرارَتِها على 20º س.
ويُعَدُّ البِلشارد من أهمِّ الأنواعِ التي تنتجُها تُونُسُ والبرتغالُ وأسبانيا وفرنسا ويوغوسلافيا لإنتاجِ زَيْتِ السَّردينِ والسَّردين المعلَّب.
أما جنس «السَّاردينلاًّ» فَيَقْطُنُ المناطقَ الاستوائيَّةَ من المحيطيْن الهندِيّ والأطلنْطِيّ والخليج العربيّ والبحرِ الأحمرِ.
ويُصادُ منه سِتَّةُ أنواعِ على الأقلِ، ويسمّى «عُوم» في الكُوَيْتِ ولا يزيدُ طولُه على 10 إلى 20 سنتيمتراً.
وأكبر أنواعِ الساردينلاَّ يعيشُ في البحرِ الأسودِ والبحرِ المتوسِّطِ عند الشاطئِ الأفريقي وعَبْرَ جَبَلِ طارق.
وثمةَ جنسٌ ثالثٌ من السَّردين هو «السَّردِينُوبْس» الذي يتميَّزُ بوجودِ أشِعَّةٍ طويلةٍ على الزِّعنِفَةِ الشَّرَجِيَّةِ، ويبلغُ طولُه نحو 30 سنتيمتراً، ومنه خمسةُ أنواعٍ: الباسيفيكيٌّ، والجنوب أمريكيّ، واليابانيُّ، والأستراليُّ، والجنوب أفريقيّ.
ويُعَدُّ السردينُ الباسيفيكيِ من أهم مصائِدِ الولاياتِ المُتَّحِدَةِ الأمريكيَّةِ.
ويعيشُ السَّردينُ في أسرابٍ هائلَةٍ تهاجِرُ إلى مناطِقَ الاغتذاءِ (هِجْرَةِ الغذاءِ) حيثُ يكونُ الغذاءُ وفيراً، أو إلى مناطِقِ وَضْع الأمشاج (هجرة التكاثُرِ) حتَّىَ يتِمَّ إخصابُ البُوَيْضَاتِ، ويُصَادُ السردينُ خلالَ هذه الهجراتِ.
وللتعرُّفِ على مساراتِ السردينِ ومناطق هِجْرَتِهِ، يستخدمُ العلماءُ شرائِطَ معيَّنَةً تُثَبَّتُ إما خارجَ الجسمِ وإما داخل التجويفِ البطنيِّ.
وحالِيّاً تُستخدَمُ علاماتُ تُصدِرُ إشعاعاً منخفضاً لا يَضُرُّ السمكةَ أو الإنسانَ. وبذلك يمكنُ فَرْزُها بين آلافِ أسماكِ السَّردينِ المَصيدةِ.
وبهذه الطريقة أمكنَ تحديدُ مسارِ هِجْرةِ السردينِ الباسيفيكيِّ من شواطئ كاليفورنيا بأمريكا حتّى كولومبيا البريطانيَّة، واسْتَغْرَقَتْ الرحلةُ للأسماكِ البالغةِ حوَالَيْ ستةِ شهورٍ، وللأسماكِ الصَغيرةِ عِدَّةَ سنواتٍ.
ومن الجدير بالذكر أنه في إحدَى السنواتِ سَجَّلَتْ أجهزةُ الكَشْفِ عن الأسماكِ أسراباً هائلةً من السردين عند سواحِلِ غانا وغربيّ أفريقيا، يصلُ طولُها مئاتِ الأمتارِ وسمكُها حوالي 30 متراً.
وتَمكَّنَتْ سُفُنُ الصَّيدِ من صَيْدِ 60 طناً من هذا السِّرْبِ في أقلَّ من ساعةٍ باستخدامِ شباك الصَّيْدِ الحديثَةِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]