نبذة تعريفية عن سيدنا عيسى “عليه السلام”
2002 موسوعة الكويت العلمية الجزء الثالث عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
سيدنا عيسى عليه السلام إسلاميات المخطوطات والكتب النادرة
هو عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه.
ذكر، عليه السلام في القرآن الكريم باسم »عيسى« 9 مرات (في ست سور)، وباسم »عيسى ابن مريم 14 مرة (في ثماني سور)، وبلقب »المسيح« 3 مرات (في ثلاث سور)، وبلقب »المسيح ابن مريم« 5 مرات (في سورتين)، وباللقب والاسم »المسيح عيسى ابن مريم« 3 مرات (في سورتين).
ولفظ »مسيح« بمعنى »ممسوح«، أي الذي مسح بدهن المسحة، وهو الزيت المعطر. ويوصف سيدنا عيسى، عليه السلام، أيضا بلقب «يسوع»، وهو في اللغة العبرية «يشوع»، وهو وصف يطلق على ملوك بني إسرائيل.
ولد عيسى، عليه السلام، في بيت لحم بفلسطين، من غير أب، وحمل في بطن أمه (مريم بنت عمران) حملا خفيفا وسريعا، وولد ولم يعصره الشيطان استجابة لدعاء جدته حينما قالت:(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (آل عمران 36).
فكل مولود عندما ينزل يصرخ إلا عيسى، عليه السلام، وأمه الطاهرة العفيفة التي قام على رعايتها وتربيتها نبي الله زكريا، عليه السلام.
لقد أنطق الله عيسى، عليه السلام، في المهد حتى يبين زور ما نسب إلى أمه وتبرئتها، وتبيان دعوته ورسالته، فقال: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) (مريم 30 – 34)، واقرأ قصة ميلاد سيدنا عيسى، عليه السلام، في الآيات السابقة على هذه الآيات من سورة مريم (الآيات: 16 – 29).
وأوحي إلى عيسى، عليه السلام، عندما بلغ عمره ثلاثين سنة، وكانت مدة دعوته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام ومعجزاته كثيرة، منها: إحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وأن الله خلق على يديه طيرا من الطين ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وإنزال المائدة من السماء، وإنباء بني إسرائيل بما يأكلون ويدخرون في بيوتهم.
وأنزل الله عليه الإنجيل ليكون نورا وهدى لبني إسرائيل، وفيه صفات الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، ولكنه حرف وبدل وغير كثير منه وزيد فيه.
لم يقتنع اليهود بدعوة المسيح فناصبوه العداء، وحرضوا عليه الحاكم الروماني آنذاك – بيلاطس – حتى أصدر أمرا بالقبض عليه وحكم بإعدامه صلبا.
ولكن الله، عز وجل، لم يمكنهم من تنفيذ هذا الأمر في نبيه عيسى، عليه السلام، وألقى الله، عز وجل، شبه عيسى على رجل آخر؛ قال تعالى:(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) (النساء 157 – 18).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]