نبذة تعريفية عن سُور الصِّينِ العَظيم
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
سُور الصِّينِ العَظيم الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
قبلَ بضعةِ آلافٍ من السِّنينَ، عرفَتْ بعضُ الجَماعاتِ الإنسانِيَّةِ الزِّراعَةَ واسْتَقَرَّتْ على ضِفافِ الأنهارِ، بينما كانَ بعضُ الجَماعاتِ الأُخرَى ما زالَ يعيشُ على الصَّيْدِ والقَنْصِ والإغارَةِ على جماعاتِ المُزارِعينَ لنَهْبِ مُمْتلكاتِهِم.
ومَرَّتْ الصِّينُ بهذهِ الفترةِ، وفَكَّرَ المُزارِعونَ الصِّينيونَ في بِناءِ سورٍ يحمِيهِم من غَزَواتِ القبائِلِ المَغُولِيَّةِ البَرْبرِيَّةِ الّتي تأتِيهِمْ من الشَّمالِ.
وبَدَأَتْ كلُّ قَرْيَةٍ في بناءِ السُّورِ الخاصِّ بها؛ وكانَ ذلكَ في القَرْنِ الرّابِعِ قبلَ الميلاد.
ولمّا تَوَحَّدَتْ الصِّينُ تحتَ زَعامَةِ الإمْبراطورِ شِي هُوَانج تي في القرنِ الثالِثِ قبل الميلادِ، أَمَرَ الإمْبراطورُ ببناءِ أجزاءَ جديدةٍ من السُّورِ تَصِلُ بينَ الأجزاءِ القديمَةِ، وتُؤَلِّفُ سورًا واحدًا مُتَّصِلاً يُعَيِّنُ بِهِ حُدودَ إمْبراطورِيَّتِهِ من ناحِيَةِ الشَّمالِ.
ويُوَفِّرُ – في الوقتِ نفسِهِ – الحِمايَةَ لها، وجَنَّدَ الإمْبراطورُ لهذا الهَدَفِ أكبرَ عددٍ مُمْكِنٍ من الأشْخاصِ، وكلَّفَ الجُنودَ بِحراسَةِ العُمَّالِ حتَّى يَنْتَهوا من عَمَلِهم.
وفي القرونِ التالِيَةِ كانَ الحُكَّامُ الصِّينيونَ يُصْلِحُونَ السُّورَ ويُضيفونَ إليه أجزاءَ جديدةً لزيادَةِ طولِهِ، خاصَّةً خِلالَ حُكْمِ أسْرَةِ مِنْج (1368 – 1644م) الّتي اهْتَمَّتْ بالسّورِ اهتمامًا كبيرًا، وجَعَلَتْه بشَكْلِهِ الحَالِيِّ.
ويُعَدُّ سورُ الصِّينِ العظيمِ أَضْخَمَ بناءٍ صَنَعَهُ الإنْسانُ علَى مَرِّ العُصورِ، وهوَ الأثَرُ البَشَرِيُّ الوَحيدُ الّذي يُمْكِنُ رُؤْيَتُهُ من الفضاءِ الخَارِجِيِّ.
ويمتدُّ السّورُ من ساحِلِ المُحيطِ الهادِي في الشَّرْقِ وحتَّى مُنْتَصَفِ دولَةِ الصِّينِ الحالِيَّةِ في الغَرْبِ، بطولٍ يبلغُ 2400 كيلومترٍ.
وقد بُنِيَ السُّورُ من التُّرابِ والأحْجارِ، وغُطِّيَ بالآجُرِّ (الطَّابوقِ). وكانَتْ قاعِدَةُ السّورِ عريضَةً، ما بين 5 و 9 أمتار، ولكنَّ القِمَّةَ كانَتْ ضَيِّقَةً فلا تزيدُ غالبًا على 4 أمتارٍ.
ويبلغُ ارتفاعُ السّورِ ما بين 6 و15 مترًا. وقد أقيمَ عددٌ كبيرٌ من أبراجِ المُراقَبةِ فوقَ السّورِ، يصلُ ارتفاعُها إلى 12 مترًا.
وتَتَباعَدُ هذه الأبراجُ، الواحِدُ منها عَمَّا يَليه، بمسافَةٍ تتراوَحُ بين 90 و180 مترًا. وقد رُصِفَتْ القِمَّةُ بالآجُرِّ المُثَبَّتِ بالأسْمَنْتِ الجيرِيِّ لتسهيلِ حَرَكَةِ الجنودِ والأَسْلِحَةِ.
وعلى مَرِّ القرونِ كانَ الجنودُ يقومونَ بأعمالِ الحِراسَةِ والمُراقَبَةِ من فوقِ السُّورِ، واسْتَطاعوا صَدَّ العَديدِ من الهَجَماتِ على بلادِهِمْ بِفَضْلِ هذا السّورِ.
كذلِكَ كانوا يُرْسِلونَ التَّحذيراتِ عندَ حُدوثِ الغَزَواتِ بواسِطَةِ إشْغالِ النِّيرانِ في حُزَمٍ من القَشِّ ورَوْثِ الحَيَواناتِ المُجَفَّفِ.
ولكنَّ السورَ وجنودَهُ لم يَسْتَطيعوا وَقْفَ زَحفِ قُوَّاتِ القائِدِ المَغُولِيِّ جَنْكيزْخان الّتي اجْتاحَتْ السُّورَ في أوائِلِ القَرْنِ الثاني عَشَرَ الميلادِيِّ، وغَزَتْ الكثيرَ من أراضي الصِّينِ.
ولَمْ يَعُدْ السّورُ يقومُ بوظيفَتِهِ الدِّفاعِيَّةِ في الوَقْتِ الحاضِرِ، ولكنَّهُ يُؤَدِّي خِدْمَةً سِياحِيَّةً حيثُ يجتذبُ الزُّوَّارُ والسائِحينَ من جميعِ أَنْحاءِ العالَمِ لمُشاهَدَةِ هذا الأثَرِ العَظيمِ.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]