نبذة تعريفية عن شخصية العالمة “ليا جاكوبز”
1995 نساء مخترعات
الأستاذ فرج موسى
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ليا جاكويز شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
و"ليا" التي تبلغ من العمر ثلاثين عاما سيدة معاصرة تماما. فهي لا تحتفظ بثلاثة أجهزة كمبيوتر بمنزلها فحسب، بل تقوم بنفسها ببرمجة وتخطيط مستقبلها:
"فالمعروف أن العمل والترقية في الجامعة يتطلب جهدا شاقا ومتواصلا. وبالطبع فإن العمل في الجامعة يعني الاستقرار والأمان، ولكنني لا اعبأ بذلك، فأنا لا أريد أن ابلغ من التخصص حدا يجعلني لا أعرف شيئا آخر خارج مجال تخصصي"
وبالنزول إلى أرض الواقع، أدركت "ليا" أن درجة الدكتوراة في العلوم ليست كافية لضمان تقدمها في الحياة وتحقيق طموحاتها.
ولذلك فقد قامت بدراسة إدارة الأعمال، وهي تعمل الآن في الفرع الفني الأوروبي لشركة مونسانتو (Monsanto) بمدينة "لوفان Louvain"، حيث تحتل وظيفتين معا: الأولى في مجال الأبحاث، والثانية في مجال تسويق الخدمات الفنية للشركة.
"ومونسانتو Monsanto"، شركة أمريكية عالمية متعددة الجنسيات، وتعد واحدة من أكبر الشركات في العالم المنتجة للمواد الكيماوية، والمواد البلاستيكية، والألياف الصناعية، والمنتجات الصيدلانية.
وعندما قمت بزيارة مختبرات "ليا"، اضطررت إلى ارتداء نظارات خاصة للوقاية، كما لاحظت أيضا وجود نوعين من الأدشاش، أحدهما للجسم، والآخر صمم خصيصا للعين.
وقد فسرت لى "ليا" ذلك قائلة: ان التعامل مع المواد الكيماوية يمكن أن يكون خطيرا، وشركتنا صارمة للغاية في تطبيق شروط الحماية والأمان".
واستمرت "ليا" قائلة: "إنني أكتشف كل يوم أهمية دراستي ومعرفتي بإدارة الأعمال، على سبيل المثال يتطلب الاتصال بالمديرين أو البائعين، أن تتحدث بنفس اللغة. انه لأمر رائع أن تعرف لغتين!".
وبمناسبة الحديث عن اللغات، فإن هذه المرأة لا تتحدث اللغات الهولندية، والإنجليزية، والفرنسية بطلاقة فحسب، ولكنها أيضا على دراية تامة بلغات الكمبيوتر.
ولقد سألت "ليا" عن رأيها حول مكانة المرأة في عالم الصناعة والعلوم، فأجابتني بصراحة قائلة: "فلنأخذ على سبيل المثال حالة والدي كمدير لمصنع ألبان. فهو لن يعطي وظيفة ذات مسؤوليات لامرأة، خاصة اذا كان هناك رجال يعملون تحت إشرافها".
ولقد عرفت أن هناك نحو 225 شخصا يعملون هنا في شركة (مونساتنو). فتوجهت بالسؤال إلى المخترعة "ليا": كم من هؤلاء – الذين يعملون في الشركة – من النساء؟ فأجابت قائلة:
"في الحقيقة إنني حديثة العهد في الشركة، ولا يمكنني إعطاؤك إجابة دقيقة عن هذا السؤال، ولكن كل ما أستطيع قوله أنه لا يوجد أي من النساء مديرات أو حتى رؤساء أقسام، في مدينة لوفان.
وفي المجموعة التخصصية التي أعمل بها، نحن ثلاثة من النسوة، نعمل جميعا بنفس المستوى والدرجة. وهذا يعكس في الحقيقة، الموقف الذي واجهته عندما كنت في الجامعة، فعندما التحقت بكلية العلوم في عام 1977، كانت هناك 10 طالبات فقط من بين 250 إجمالي عدد الطلاب الجدد."
أي أن نسبة النساء كانت 4% فقط من الإجمالي، وبل إن هذه النسبة أصبحت أقل بعد مرور عامين، عندما اضطرت الطالبات إلى الاختيار ما بين قسمى الزراعة والكيمياء. وغالبا ما كنا نسمع: "إن دراسة الكيمياء صعبة للغاية فما شأن الفتيات بها!!".
وقد عبرت عن رغبتي في القيام برحلة قصيرة في ماضي "ليا"، فذهبنا، أولا، إلى كليتها الأولى، حيث كانت عبارة عن مبنى ساحر وخلاب من الطوب الأحمر القديم، وتقع وسط حديقة جميلة، تتخللها قناة من الماء، يلهو بها البط ويصيح.
وفيما بعد، دعتني "ليا" إلى شقتها، فاكتشفت جانبا آخر من شخصيتها، حيث شاهدت أكواما من الكتب، والتماثيل الصغيرة، والكثير من الهدايا التذكارية التي جلبتها من سفرياتها إلى أفريقيا وآسيا.
وبينما كانت "ليا" تقوم بإعداد القهوة، تبعتها إلى المطبخ، وفجأة، وجدتها تلتقط قنينة لسائل التنظيف وتسلمها لي قائلة: "خذ هذه القنينة، على سبيل المثال!! فهم يقولون بأن النساء يجب ألا يتعلمن الكيمياء، بدعوى أن الكيمياء لا علاقة لها بحياة النساء من أي جانب.
وإن صح ذلك، فليس جدير بالنساء أن يتمكن من فهم المصطلحات العلمية المختصرة والمبهمة المكتوبة على هذه القنينة.
وعندما يفهمن ذلك، أليس هذا يمكنهن من الاختيار بين الكثير من المنتجات المماثلة في السوق؟ فيخترن فقط الأنواع النظيفة، والصحية، وغير الضارة لهن ولأطفالهن."
ودائما ما تضع، هذه العالمة الشابة إحدى عينيها على السياسة، حيث اختتتمت حديثها معنا قائلة: "إذا كان لدى النساء معرفة بالكيمياء، فانهن يجدن من السهل فهم وتحليل تصريحات السياسيين فيما يتعلق بالقضايا البيئية، وسوف يكتشفن بأنفسهن ما إذا كانت هذه التصريحات السياسية جادة وذات مغزى أم لا".
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]