نبذة تعريفية عن شخصية جُحا والحادثة التي تبين ذكاءه
1996 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السابع
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
شخصية جُحا شخصيّات المخطوطات والكتب النادرة
«جحا» شخصية طريفةٌ اشتَهرت بنوادرها ومواقفها الساخرة التي عَبَّرت، في الوقت نفسه، عن حكمة وذكاء.
وهذه الحكمة وذلك الذكاء هما خُلاصة تجربة الشعب العربي وفلسفته تجاه الأحداث اليومية التي يمر بها، والتي ربما سببت معاناتَه أو فرحه، وعكست آماله وآلامه. وكثيرا ما يَخلطِ الدارسون بين شخصيتين طريفتين:
شخصية جحا العربي الذي قيل إن نسبه يعود إلى قبيلة فَزارة والذي عاش في عصر هارونَ الرشيد، أحد أهم خلفاء الدولة العباسية.
وجحا الروميُّ الذي قيل إن اسمه «نصرُ الدين خُوجة» وعاش في عصر الدولة السَّلْجوقية، وحضر الصراع الدموي العنيف بين تيمورلنك المغولي وبايزيد التركي.
وقد آثر الشعب العربي أن يتخذ من شخصية جحا ونوادره وسلوكه العجيب وسيلة للتعبير عن مشاعره تجاه الأحداث اليومية. فجحا يُعبِّر عما يمر به بعَفْوية وصدق، دون خوف أو محاولة لكَبْت أحاسيسه، وهو يتناول الأمورَ من أقرب الطرق إلى الحق والواقع.
لذا فقد صوَّر الرُّواة جحا على أنه شخصية بسيطة، بعيدة عن التكلف الاجتماعي الذي قد يَفرض على الناس أحيانا السكوتَ عن قول الحق والابتعاد عن انتقاد الواقع المَعَاشي.
وقد صَوَّرت الروايات جحا شخصية اجتماعية لا تختلف عن سائر الناس، فجعل الرُّواة له زوجة وولدا، يَحدث بينه وبينهما ما يحدث بين الناس العاديين في حياتهم الخاصة. كما صوره الرواة إنساناً حكيما يُفَلسف المواقف التي تمر به، ويَعزوها لأسبابها بفِطْنة وذكاء.
وجعلت الروايات له حمارا يعامله كإنسان وزميلِ عملٍ يَبُثه همومه وأحاسيسه. وكأنه يبيِّن بذلك ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الإنسان والحيوان من الرفق والرحمة.
ومن نوادر جحا أنه اشترى ذات يوم كيلوين من اللحم، وطلب من زوجته أن تطبخهما لعشائه، وقامت الزوجة بطبخ اللحم. وعندما تذوَّقته وجدته لذيذا فصارت تتناول القطعة تِلْو القطعة حتى أكلته كله.
وحينما حضر جحا في المساء مُتعبا جائعا سأل زوجته أن تُحضِرَ له عشاءه، فبدا عليها القلق وأخبرته بأن القِط قد تسلل إلى المطبخ وأكل اللحم كله.
فتظاهر جحا بتصديق كلام زوجته وقام بإحضار القط ووضَعه في الميزان، ونظر إلى زوجته متعجبا وهو يقول: من الغريب أن يتناول هذا القط كيلوين من اللحم ويكون وزنه كيلو واحدا فقط.
وهذه الحادثة الطريفة تَدل على شدة ذكاء جحا وسُخريته من ادعاء زوجته بأن القط قد أكل اللحم…
كما أنها تدل على حكمة جحا ووَعْيه. فهو، لم يتسرع في الحكم على زوجته بالكذب حتى يُقيم على ذلك الدليل والبرهانَ الواضح من خلال وزن القط البريء من هذه التهمة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]