نبذة تعريفية عن صبغة الكلوروفيل المتواجدة في أوراق النبات ومدى أهميتها

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الرابع عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

صبغة الكلوروفيل أهمية صبغة الكلوروفيل النباتات والزراعة الزراعة

الكُلورُوفيل، أو اليَخْضُورُ، هو صِبْغٌ أخضرُ يوجدُ في أَوراقِ جميعِ النَّباتاتِ الزَّهْرِيَّةِ، وكذلِكَ في بعضِ النَّباتاتِ اللاَّزَهْرِيَّةِ مثل الطَّحالِبِ والحَزازِيّاتِ، وبعضِ أَنْواع البَكْتيرْيا.

وفي معظمِ الأحْوالَ يوجدُ الكُلورُوفيلُ في أجسامٍ سَيتوبلازْمِيَّةٍ مُتناهِيَةِ الصِّغَرِ، تُسَمَّى بلاسْتيداتٍ، تتلوَّنُ بخُضْرَتِهِ، لِذَلِكَ تُسَمَّى البلاستيداتِ الخضراءَ.

والبلاسْتيدةُ جسمٌ قُرْصِيُّ الشِّكْلِ في العادَةِ مُعقَّدُ التَّرْكيبِ، يُحاطُ بِغِلافيْن.

ويَحْتَوِي هذا الجسمُ، فيما يَحْتَوِي، على صفائِحَ غِشائِيَّةٍ رقيقةٍ ومُتراصَّةِ فوقَ بعضِها البعضِ تَنْغَمِسُ في وَسَطٍ سائِلٍ عديم اللوْنِ. ويوجدُ الكُلورُوفيل في أَغْشِيَةِ هذه الصَّفائِحِ.

 

ويتركب جزيء الكلوروفيل من ذرات كثيرة من الكربون والهيدروجين وعدد قليل من ذرات النيتروجين والأكسيجين.

وتحيط جميع هذه الذرات بذرة واحدة من عنصر الماغنسيوم. والجزء الأساسي من هذا الجزيء يكون ما يسمى حلقة البورفرين، وهي القادرة على امتصاص الضوء.

والكلوروفيل خليط من أربعة مواد: منها اثنتان خضراوتان مشوبتان الزرقة هما كلوروفيل أ وكلوروفيل ب؛ ويوجد هذان النوعان متلازمين في ورقة النبات.

 

أما المادتان الأخريان فهما صبغ الكاروتين وصبغ الزانثوفيل ولونهما أصفر أو برتقالي ولا يشترط تلازمهما، مثل الكاروتين في جذور الجزر ويكسبها اللون الأصفر، والزانثوفيل في بتلات أزهار كثيرة.

وكلوروفيل أ هو المادة الأساسية في امتصاص ضوء الشمس. أما بقية الأصباغ، فهي وإن وكانت تمتص الضوء أيضا إلا أنها تنقله إلى كلوروفيل أ قبل بدء عملية البناء الضوئي

فالكُلورُفيلُ إذنْ يحوِّلُ الطاقةَ الَّضوئِيَّةَ إلَى طاقةٍ كيميائِيَّةٍ؛ وذَلِكَ عِندَما تتكوَّنُ أوّلُ مادةٍ كَرْبوهيدْراتِيَّةٍ، وهي السُّكَّرِ السَّداسِيُّ الجلوكوزُ.

 

ومنْ هذا السُّكَّرِ البسيطِ تتكوَّنُ أنواعُ السُّكَّر الأُخْرَى الأكثرُ تَعقيداً في تركيبِها، والمُنْتَهِيَةُ بالسّليلوِز (مادَّةِ جُدُرِ الخلايا) والنَّشا

ونتيجةُ لِتفاعُلاتٍ أُخْرَى كثيرةٍ ومُعَقَّدَةٍ تتكوَّنُ باقي الموادِّ العُضويَّةِ الّتي يَحْتويها النَّباتُ مثل البُروتي ناتِ والفيتاميناتِ والإنزيماتِ والهُرموناتِ وغَيْرِها وتَحْصُل الحيواناتُ علَى كلِّ حاجَتِها من الموادِّ العُضْوِيَّةِ من النباتاتِ

والتَّفاعلاتُ الّتي تَجْرِي لإنتاجِ هذه الموادِّ ليسَ لها عَلاقَةٌ بالكلوروفيلِ، ولكنِّها بَدَأَتْ من السُّكَّر السّداسِيِّ الّذي كانَ الكُلورُوفيلُ أَساساً في تكوينِهِ. ومِنْ هنا تبرزَ أَهَمِّيَّةُ الكُلورُوفيلِ في إعدادِ وتوفيرِ الموادِّ الغذائِيَّةِ لجَميعِ الكائِناتِ الحَيَّةِ.

 

إضافةً إلَى ذَلِكَ لِلْكُلوروفيلِ فوائِدُ طِبِّيَّةٌ في علاجِ أَمْراضِ ضِيقِ التَّنَفُّسِ والإمْساكِ النَّاتج عن سُوءِ الهَضْمِ، وإزَالَةِ الرَّائِحَةِ المٌصاحِبَةِ لالْتهابِ الجُروحِ ويُساعِدُ أَيْضاً على الْتِئامِها.

وقَدْ عَرَفَ العُلماءُ أنَّ لِحَلْقةِ البوْرفِرين المَكَوِّنةِ للكُلوروفيلِ أثراً كبيراً في تخفيفِ سُمِّيَّةِ بعضِ الموادَّ الّتي تسبب السرطان.

والكلوروفيل معروف أيضا بِقُدْرَةِ امْتِصاصِهِ للرَّوائِحِ غير المُسْتَحَبَّةِ ولِذَلِكَ يُضافُ إلَى معْجوناتِ الأَسنانِ والصَّابونِ ودِهاناتِ الشَّعْرِ، كذَلِكَ يدخلُ في صناعاتِ موادِّ التَّجْميلِ.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]