نبذة تعريفية عن صخر الانديزيت
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الأول
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
صخر الانديزيت علوم الأرض والجيولوجيا
هناك تباين في تعريف صخر الانديزيت، فقد عرف بطرق عديدة منها ماهو مبني على نتائج تحليلية والآخر على فحوص مجهرية.
وقد أطلق اسم الصخر في أول الأمر على عينات صخور بركانية من جبال الأنديز منذ القرن التاسع عشر .
ومن الملاحظ أن صخور الانديزيت يصعب التعرف على مكوناتها لدقة حبيباتها وقد تحتوي على نسبة كبيرة من الزجاج.
وفي القرن العشرين، بعد تحليل صخور كثيرة تسمى انديزيت، وجد شاييز (Chayes) عام 1969 أن صخور الانديزيت تتمتع بمدى واسع من التركيب الكيميائي لا يمكن حصره بواسطة جداول التقسيمات المنتظمة .
ومنذ عام 1960 يطلق اسم انديزيت على صخور تتشابه مع التي تم وصفها في مكمنها الأصلي، وبمعنى آخر هي صخور بركانية ذات تركيب وسط وتحتوي على نسبة زائدة من السيليكا .
وتعرف الصخور التي تتشابه مع الانديزيت، ولكنها فقيرة في السيليكا باسم هاواييت (Hawaiite) ولكن هذه الصخور توجد في المحيطات بينما مكمن الأنديزيت هو الأماكن الجبلية عند حواف القارات وفي أقواس الجزر .
ويمكن التمييز بين الأنديزيت والبازلت بنسبة السيليكا، حيث لا يحتوي البازلت على نسبة زائدة منها وحالياً يستخدم معامل اللون، 35 بالحجم أو 40 بالوزن للتمييز بينهما.
ويحتوي الأنديزيت على بلورات كبيرة من البلاجيوكليز موزعة في أرضية دقيقة التبلور بها أنديزين وأكثر من 10% تقريباً من المعادن المعتمة.
ويتشابه معدل تركيب الانديزيت مع تركيب القشرة القارية . ومنذ عام 1888 م هناك اتفاق عام على اعتبار الانديزيت المكافئ البركاني لصخور الديوريت الجوفية .
فالأنديزيت، إذن صخر بركاني يحتل مركزاً وسطا في تركيبه ولونه بين البازلت والريوليت ويتميز بوجود نسبة زائدة من (SiO2) .
ومعظم صخور الانديزيت عبارة عن تفرا (Tephra) مسامية قذفت مع التفجيرات من فوهات البراكين التي تتميز بجدران شديدة الانحدار .
ونتج عن ذلك كثير من الطفوح البركانية الانفجارية صخور انديزيت (مثل كراكوتا عام 1883 م وسكاروجيما عام 1914 م ، وبيزمياني عام 1956 م).
وقد غمرت هذه الطفوح البركانية مساحات شاسعة من الأراضي ونتج عن الانفجار البركاني أن تحول النهار إلى ليل .
واكتسب ضوء الشمس عند الغروب اللون الأحمر حول الأرض كلها لمدة طويلة تقاس بأعوام عديدة.
وعادة ما تقذف الانفجارات البركانية الشديدة بغبار كاف إلى طبقات الجو العليا (الاستراتوسفير) محدثة تغييراً في المناخ مما يعجل في قدوم العصور الجليدية .
وينتج عن تراكم المقذوفات البركانية والطفوح الانديزية في الهواء تكون بركانيات طباقية (Stratovolcano) تصل إلى ارتفاعات شاهقة – وعادة ما تغطي بالثلاجات وقد يحيط بالبركانيات الطباقية رواسب لهارية (Lahars).
والبركانيات الطباقية الانديزية توجد بكثرة على معظم القارات ولكن نادراً ما يتعرف عليها في السجل الجيولوجي وقد يعود ذلك إلى سهولة تعرية هذه الصخور ، نظراً لأن المكون الرئيسي لها هو الصخور الفتاتية البركانية .
تتكون معظم الطفوح الصخرية الانديزيتية من فتات التفرا (Tephra) المسامية التي تحتوي على 30% بلورات أكبر من أمم قابعة في خلفية من بلورات دقيقة جداً وزجاج (شكل 1) .
وتتتميز البلورات الكبيرة عامة بأنها كاملة النمو وتتكون أساساً من البلاجيو كليز والبيروكسين وعادة ما يكون لهما تركيب نطاقي وتوجد بلورات كبيرة من الأولفين والماجنيتيت في صخور أنديزيتية كثيرة بينما يوجد الامفيبول والبيوتيت والكوارتز في صخور انديزيت تحتوي على سيليكا أكثر .
ويوجد أساساً في الخلفية معدن البلاجيوكليز مصاحباً كمية بسيطة من البيروكسين والمجناتيت والأباتيت. وعادة ما يكون تركيب الزجاج في الخلفية رايوليت، ولكن قد يكون انديزيتي في النوعيات التي بردت سريعاً وغنياً في الزجاج.
وقد توجد في الفجوات الغازية بلورات من معادن التريديميت والكريستوباليت والهيماتيت .
وتتميز انسيابيات وقباب صخور الانديزيت بأن لها أسطحاً متكتلة متصفحة مدببة بينما يتشابه النسيج مع التفرا إلا أن التفرا بها مسام أكثر وتحتوي على نسبة عالية من الزجاج عن الانسيابيات والقباب .
ومن الملاحظ أن بعض الصخور الانديزية الغنية في البلورات الكبيرة يقع تركيبها خارج نطاق تركيب صخور الانديزيت الفقيرة في البلورات الكبيرة .
التركيب والوجود والأصل :
يختلف التركيب الكيميائي والمعدني لصخور الانديزيت في المكان والزمان بطريقة منتظمة ، لكن هناك استثناءات كثيرة .
وعموماً فإن الانديزيت الذي يتكون على الحواف القارية (مثل شبه جزيرة الاسكا) به نسبة أكبر من السيليكا عن الانديزيت المتكون على الجزر المحيطية (مثل جزر الويشن).
وتتميز صخور الانديزيت الموجودة بالقرب من المحيط، وتقع فوق نطاقات من الهزات الأرضية الضحلة بافتقارها إلى القلويات وغناها بالجير (أكسيد الكالسيوم) عن صخور الانديزيت المتكونة داخل القارات فوق نطاقات الهزات الأرضية العميقة. وتتميز صخور الانديزيت التي تتكون في المراحل الأولى لنمو أقواس الجزر بأنها غنية في الحديد .
وخلال السبعينات ساد الفكر الجيولوجي نظرية تكتونية الصفائح . وبناء عليها أمكن تفسير تغير نوعية صخور الانديزيت في الوقت والزمن بافتراض الانصهار الجزئي للغلاف الصخري في نطاقات الانغماس (Subduction Zones).
وبالرغم من أن عديداً من العلماء يفضلون هذا الاحتمال ففي عام 1969 افترض كونو أن الصهارة البازلتية تغذي البراكين بالأنديزيت المستمد من أجسام كبيرة من الصهارة الجابروية (Gabbroic) الموجودة بالقرب من قاع القشرة .
ويتضح أن افتراض كونو لم يعط الانغماس دوراً رئيسيّاً في أصل الانديزيت . وفي عام 1962 م عرض كوتس أن الصخور الرسوبية المبللة بالماء إندفعت في أعماق الأرض أسفل أقواس الجزر وانهصرت جزئياً مع الوشاح القابع فوقها مكوّنة بازلت وانديزيت ذي علاقة.
وقد أظهرت الدراسات الجيوكيميائية أن أقل من 2% من الرصاص والاسترونشيوم ذي الأصل الإشعاعي في الصخور الانديزيتية يمكن أن يشتق من نوعية صخر منغمس كما افترض كوتس .
وقد افترض رايلي ولي أن المواد البازلتية والانديزيتية ذات العلاقة يمكن أن تتولد من جراء الانصهار الجزئي لقشرة محيطية تحتوي على ماء في نطاقات انغماسية .
وتساعد الأفكار الأخيرة على تفسير بعض التغيرات في المكان والزمان للصخور الانديزيتية حيث أن طبيعة الانصهار يمكن أن تتغير بالانغماس التقدمي.
وأن الانصهار بفعل الصهور (Flux) المائي للوشاح قد يؤدي إلى اختلافات في نسبة الحديد والقلويات مع الزمن والعمق ومدى فقدان الماء من الغلاف الصخري المنغمس .
وعادة ما يطلق على صخور الانديزيت الناتجة عن عملية الانغماس اسم صخور الانديزيت الاوروجينية (Orogenic andesites).
ويمكن التمييز ما بين الانديزيت الثولييتي والانديزيت الكلسي القلوي بواسطة المنحنى المبين في الشكل رقم (2) .
حسب علاقة نسبة السيليكا إلى نسبة أكسيد الحديد (الكلي) على نسبة أكسيد المغنيسيوم.
ويمكن كذلك تمييز الصخور الانديزية الأوروجينية بتوقيع نسبة السيليكا إلى نسبة أكسيد البوتاسيوم (شكل 3) .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]