النباتات والزراعة

نبذة تعريفية عن طبيعة وخصائص النباتات ذوات الفلقتين

1999 موسوعة الكويت العلمية الجزء العاشر

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النباتات ذوات الفلقتين خصائص النباتات ذوات الفلقتين طبيعة النباتات ذوات الفلقتين النباتات والزراعة الزراعة

ذواتُ الفِلقتينِ هي المجموعةُ الثانية من النباتات الزهرية (والأولى هي: ذوات الفِلقة الواحدة).

وتحتوي هذه المجموعةُ على فئتين من الفصائل: إحداهُما لها أزهارٌ سائبة البِتَلات والأخرى بتلاتُ الأزهارِ فيها ملتحمةٌ وتشتملُ سائبةُ البِتَلاتِ على ثلاثين رتبةً تتبعها مئةٌ وسبعونَ فصيلة.

أما ملتحمةُ البتلاتِ فلها عشرُ رُتَبٍ بهـا ثلاثٌ وخمسونَ فصيلة. ويكونُ بذلك مجموعُ الرتَبِ في ذواتِ الفِلقتين أربعينَ رُتْبَة، ومجموعُ فصائلها ثلاثمئةٍ وستّاً وعشرينَ فصيلة.

 

وإذا ما أُضيفَتْ هذهِ الأعدادُ إلى ما تحويهِ ذواتُ الفلقةِ الواحدةِ يكونُ مجموعُ رُتَبِ النباتاتِ المُزهرةِ كلّها إحدى وخمسينَ رتبة، ومجموعُ فصائلها ثلاثمئةٍ وإحدى وثمانينَ فصيلة.

ولِذوات الفِلقتينِ صفاتٌ عامَّةٌ تُمَيِّزُ نباتاتها؛ فتتمثَّلُ الصفاتُ الخَضَريّة بمجموعٍ جِذْري وَتِدي يتفرَّعُ إلى جذورٍ جانبية، والأوراقُ ليستْ شريطيةَ الشكلِ ولها تَعَرُّقٌ شبكي، وتختلفُ في أحجامِها وتركيبِها (بسيطةً أم مركبةً)وأشكالِها.

وتتميَّزُ الصفاتُ الزهرية بوجودِ محيطينِ متميزينِ للزهرةِ هُما الكأسُ الأخضرُ والتّويجُ الملوَّن، وأن الزهرةَ رباعيةُ أو خماسيةُ الأجزاء (ثلاثية الأجزاء في أزهار ذواتِ الفلقةِ الواحدة).

 

أما أهمُّ الصفات التشريحيةِ التي تُمَيِّزُ نباتاتِها فهي قدرةُ النباتِ على النموِّ أو التَّغَلُّظِ الثانوي إذا كانَ مُعَمَّراً، فتتكوَّنُ أنسجةٌ ثانويَّةٌ تزيدُ في سُمْكِ الساقِ وصلابَتِهِ مما يجعلُ الصورةَ الخشبيَةَ هي الصورةَ الشائعَةَ في نباتاتها.

وكما ذكرنا في نباتاتِ ذواتِ الفلقةِ الواحدة نجد صفاتُ ذواتِ الفلقتين صفاتٌ عامَّةٌ للمجموعة كلِّها، بمعنى أنَّهُ توجَدُ أنواعٌ بها صفةٌ أو أكثر مُغايرة، ولكنَّ حصيلَةَ الصفاتِ مجتمعةً تُميِّزُ لنا النباتَ على أنَّهُ من ذواتِ الفلقتين.

ومثالٌ لذلكَ أوراقُ نباتاتِ فصيلةِ لسانِ الحَمَلِ، فهي شريطية ولها تعرقٌ متوازٍ، مشبهةً في ذلكَ أوراقَ ذواتِ الفلقةِ الواحدة وتتراوَحُ الأعدادُ داخلَ الوحداتِ التصنيفيةِ وهي الرتبةُ والفصيلةُ والجنسُ والنوع.

 

فرتبةُ الكازْوارينيّات بها فصيلةُ واحدة، وكذلك رتبة الصَفْصَافيات. وتوجَدُ سبعُ رتبٍ أخرى تحتوي كُلٌّ منها على فصيلةٍ واحدة.

وهناكَ الرُّتَبُ ذات الفصيلتين مثل رتبةِ البَلُّوطيات، وذواتُ الفصائلِ الثلاث مثل رتبةِ المتطفلات، والأربعِ مثل الأبانوسيّاتن والخمس مثل رتبة ملتفة البتلات.

وتتباينُ الفصائلُ أيضاً في أعدادِ أجناسِها، فتحتوي الفصيلةُ الكازوارينية على جنسٍ واحد، وفصيلةُ عدسِ الماءِ على ثلاثة أجناس، والفصيلةُ الجارونية لها خمسةُ أجناس، والفصيلةُ الصليبيةُ لها ثلاثُمئةٍ وخمسةٌ وسبعون جنساً، والفصيلةُ القرنية لها سِتُّمئة جنس، والفصيلةُ المركبةُ لها ِتسعُمئة جنس وهي أكبرُ الفصائل في عدد أجناسها.

 

وتتباين الأجناسُ – بالتالي – في عددِ الأنواعِ التي تحتويها؛ فجنسُ الخرنوبِ (الخرّوبِ) ممثل بنوع واحد، وجنسُ الرُّمانِ له نوعان، وجنس التَّنُّوبِ له عشرة أنواع، وجنسُ التوتِ له اثنا عشر نوعاً، وجنسُ الشليك (الفراولة) له خمسةَ عشرَ نوعا، وثلاثون نوعاً لجنس التفاح، وستون لجنس الجزر، وخمسُمئةٍ لجنس الصفصاف، وثمانُمئةٍ لجنس التين.

ويلاحظ أن النواع تحت أي جنسٍ تترواحُ طبيعتها بين أنواعٍ غذائية او طبية أو للزينة أو برية أو غير ذلك، وهي في الواقعِ خليطٌ من كلِّ ذلكَ أو بعضِه.

وتنتشرُ ذواتُ الفلقتينِ في جميع أرجاءِ العالم، وتعيشُ في مختلفِ البيئاتِ النباتيةِ مثل الصحارى والغابات والمناطقِ المِلْحية وغيرها من بيئات.

 

وكذلك تتباينُ صورُ حياتها؛ فمنها الأشجارُ الباسقات، والشجيراتُ الأقلُّ ارتفاعاً، والنباتاتُ المعمَّرةُ المتخشِّبَة وغيرُ المتخشبة، والأعشابُ الحوليَّةُ، والنباتاتُ الزاحفةُ والمُنْبَطِحَة والمتسلقةُ والملتفَّةُ.

ولعل أكثرَ صورِ الحياة غرابةً هي صورةُ حياةِ النباتاتِ المتطفلةِ التي تنتمي إلى ثلاث فصائل، وهي نباتاتٌ تغتذي على البروتين الحيوانيِّ (على الحشرات) لأنها خاليةٌ من اليخضور (الكلوروفيل) فلا تستطيعُ أن تغتذيَ ذاتياً لأنها لا تستطيعُ القيامَ بعمليةِ البناءِ الضوئي (انظر: نباتات آكلة الحشرات).

ولنباتاتِ ذوات الفلقتين منافعُ عظيمةٌ للإنسان، فهي تمدُّهُ بجميعِ متطلَّباتِهِ من الغذاءِ والكساءِ والدواء.

 

ومن ذواتِ الفلقتين ما له شهرة خاصة؛ فالفصيلةُ القرنية بها مجموعةٌ نباتات البقول مثل الفول والعدس والفاصوليا واللوبيا، والترمس وغيرها، وجميعُها أغذيةٌ محبوبة للإنسان ومصدرٌ هامٌّ للبروتينات النباتية، ويفضلها فئة من الناس الممتنعين عن تناولِ البروتين الحيواني والذين يُطْلَقُ عليهم اسمُ «النباتيين» لاعتمادِهِم في تغذيتهم على النباتِ فقط.

وتحتوي هذه الفصيلة أيضاً على نباتاتِ الأعلافِ الخضراءِ مثل البِرْسيم الحِجازيِّ والبِرْسيم الإسكندرانيِّ، وتحتوي الفصيلةُ الخَيميَّةُ على نباتات التَّوابل مثل الكمّون والكُسبرة والمقدونس والشَبَت والشَمَر وغيرها.

والتوابل – وإن كانت لا تُصَنَّف على انها مواد غذائية إلا أن بإضافتها إلى الأطعمة تُكسبُها نكهةً محبَّبَةً، وتَزيدُ من إفراز اللُّعاب الذي يساعدُ على الهضم، ولبعضِها فوائدُ طبيةٌ مثل الكمّونِ واليَنْسونِ والكَروايةِ التي تُستخدمُ زيوتُها في أدويةِ الأطفال لإزالة آلام المَعِدة والأمعاءِ وانتفاخاتِها.

 

أما نباتُ الخِلَّةِ فهو عُشْبٌ برِّي ينمو في حقولِ الزراعة ويُستفادُ منه طبياً لاحتوائة على مادة الخِلِّين التي تُساعدُ على إذابة حَصَى الكُلَى والمسالك البولية.

وتحتوي الفصيلةُ الصليبيةُ على مجموعةِ المحاصيل الكُرُنْبية مثل الكرنب (الملفوف)، والقُنَّبيط (الزهرة)، وكرنب بروكسل، وكرنب أبو ركبة، واللِّفت (الشلغم)، وجميعُها تستعمل كخضروات في الطهو أو في السلاطة.

وتحتوي الفصيلةُ القَرْعية على مجموعة المحاصيل القرعية مثل القرع الكوسة والقرع العسلي والقرع التركي، والفاكهة مثل البطيخ (الرَّقي) والشمام، والخضار مثل الخيار والقثاء.

 

وتحتوي الفصيلةُ الورديةُ على مجموعةِ النباتاتِ المسمَّاة بالفواكه التفاحية مثل التُّفَّاحِ والبرقوقِ والخوخ والمشمشِ والسفرجلَ والبشملة، وجميعُها فواكهُ محبوبة وغنيةٌ بالفيتاميناتِ والأملاحِ المعدِنية.

وتحتوي الفصيلةُ الشَّفَوِيَّةُ على مجموعة نباتات مميزة تُسْتَخْدمُ لإنتاجِ العطورِ وتدخلُ في الصناعات الدوائية مثل النعناع والريحان والسعتر والمَرْدَقوش وحَصَى البانِ وغيرِها.

وتشتهر الفصيلةُ الباذنجانيةُ بأنواع بها موادُ قَلْوانية سامَّة ولكنها تُستخدم في الطبِّ لإنتاجِ عقاقيرَ تُعالجُ الرَّبْوَ والأزماتِ الصدريةَ وأمراضَ الجهاز التنفسيِّ عامةً؛ ومثالٌ لها نباتُ السَّكَران، وهو نباتٌ بريٌّ ينمو في صحارينا العربية.

 

ويحتوي على مادة هيوسيامين، ونبات سِتِّ الحُسْن، وهو أيضاً بري، ويحتوي على مادة أتروبين التي يستعملها أطباءُ العيونِ لتوسيعِ العينِ ليسهلَ فحصُ قاعِها.

وفي الواقع لا تكادُ تخلو فصيلةٌ من فصائلِ ذوات الفلقتين من أنواعٍ إما غذائية او طبية أو تُسْتَخْدَمُ في الصناعةِ إلى جانب نباتاتٍ بريةٍ ونباتاتِ زينة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى