نبذة تعريفية عن عامل “الضابط الصخري” للصخور
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع
KFAS
الصخور عامل الضابط الصخري علوم الأرض والجيولوجيا
تتباين أشكال التضاريس على سطح الأرض تبايناً كبيراً بحسب طبيعة الصخور المكونة لتلك التضاريس وخصائصها المختلفة.
وبما أن الصخور تكون مختلفة المنشأ والبنية والتركيب، لهذا فهي مختلفة الخصائص ومتباينة المزايا.
ومن أهم الصفات التي تميز بعض الصخور بعضها عن بعض صفة القساوة والتماسك والبنية والتركيب الكيميائي والمعدني.
وتشكل هذه الصفات مجتمعة العامل الحاسم في تشكيل المظاهر الجيومورفولوجية لسطح الأرض. ويمكن أن نطلق على هذا العامل تسمية الضابط الصخري (Rock control).
وهكذا تتفاوت ردود فعل الصخور المختلفة تجاه عمليات التجوية تفاوتاً كبيراً. فسواء كانت التجوية فيزيائية أم كيميائية فإن خصائص الصخر هي التي تحدد بالدرجة الأولى مدى تأثر ذلك الصخر بعمليات التجوية.
فالتفكك والتفلق (Joint block separation) والتقشر(Exfoliation) والتشظي ترتبط جميعها بالخصائص الفيزيائية للصخر كالحجم الحبيبي للعناصر المكونة له، ودرجة تلاحمها وقساوتها والبنية النسيجية لهذا الصخر.
أما التجوية الكيماوية فترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتركيب الكيميائي للصخر. فظاهرات التميؤ والأكسدة والتكربن (Carbonization) لا تحدث إلا إذا سمحت العناصر الكيميائية المكونة للصخر لتلك الظواهر بالحدوث.
لقد ركز العديد من علماء الجيولوجيا وعلماء الجيومورفولوجيا العالميين على أهمية الضابط الصخري في مورفولوجية سطح اليابس.
فقد أبرز ستريهلر (A. Strahler) عام 1952 أهمية الخصائص الصخرية، باعتبارها الأسس الديناميكية الموجهة للتطور الجيومورفولوجي لسطح الأرض.
وفي عام 1960 ركز هاك (J. Hack) من جديد على خصائص الصخور وعلى العمليات الحتية المتأثرة بها.
كما شددت المدرسة الجيومورفولوجية الفرنسية على أهمية الضابط الصخري من خلال ما قدمه كل من بيرو (P. Birot) وتريكار (J. Tricart) وكايو (A. Cailleux) عام 1969 و(1981)، دون أن تغفل العوامل الأخرى وخاصة المناخية المؤثرة في تشكيل تضاريس سطح الأرض.
ومهما يكن من أمر فلا يجب المبالغة في التشديد على أثر طبيعة الصخور وخواصها في تكوين المظاهر الجيومورفولوجية لسطح الأرض.
فقد كان الرأي السائد وحتى وقت قريب (مطلع القرن العشرين) أن لكل نوع من صخور القشرة الأرضية شكلاً مورفولوجياً خاصاً به، يوجد حيث يوجد هذا النوع من الصخور.
إلا أن هذه الفكرة بدأت في التراجع تدريجياً أمام الحقائق العلمية التي تكشفت أمام علماء الجيومورفولوجيا، والتي تأكدت من خلال تزايد الدراسات الميدانية.
فقد تأكد للعلماء أن نوعاً معيناً من الصخور لا يعطى بالضرورة دوماً، ومن كل مكان، نفس المظهر الجيومورفولوجي.
ففي القارة الأمريكية المترامية الأطراف تأكد للعلماء أن التنوع المناخي الواسع النطاق أدى إلى تنوع كبير في عمليات الحت والتعرية وطرائقها، مما أدى بطبيعة الحال إلى تنوع كبير في المظاهر الجيومورفولوجية حتى في حالة وجود نفس النوع من الصخور.
كما كانت القارة الأفريقية مجالاً واسعاً لدراسات أدت إلى نتيجة مماثلة. وفي قارة أوروبا لوحظ أن نفس النوع من الصخور يعطي أشكالاً تضاريسية متباينة.
فالصخور الجيرية (الكلسية) التي تظهر على شكل هضاب منبسطة في حوض باريس ومنطقة الكوس (Causses) تظهر على شكل قمم حادة وأعراف ناتئة في جبال الألب.
كما أن صخور الجرانيت المتمثلة بهضاب مدورة في منطقة الفوج والغابة السوداء تبدو على شكل مسلات حادة في قمم مون برن في جبال الألب العالية.
ولقد قام باسارج (passarge) في مطلع هذا القرن، ولأول مرة، بمحاولة جادة لتفسير تضاريس سطح الأرض وذلك عن طريق قيامه بإعداد خرائط صخرية ليثولوجية موجهة لهذه الغاية.
وعلى الرغم من تلك المحاولة ومحاولات أخرى غيرها إلا أنه يبقى من الصعوبة بمكان أن نتحدث عن تضاريس جرانيتية أو تضاريس الحجر الرملي أو تضاريس جيرية ذات خصائص متشابهة ومتماثلة، مهما اختلفت الأقاليم والنطاقات المناخية الموجودة فيها.
ومع هذا فالعامل الليثولوجي يبقى حاسماً في تشكيل تضاريس متشابهة في المناطق التي تتشابه فيها الظروف المناخية وحيث تكون طرائق الحت والتعرية، بالتالي، متشابهة ومتماثلة.
وهكذا يصبح بالإمكان الحديث عن مورفولوجية جرانيتية استوائية أو مورفولوجية جرانيتية معتدلة، كما يمكن أيضاً الحديث عن الكارست المداري والكارست المتوسطي والكارست في المناطق الأخرى (انظر الأشكال 1 – 3).
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]