نبذة تعريفية عن علم التشريح وأهميته
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
علم التشريح أهمية التشريح الطب
إنك إذا أردتَ أن تصلح سيارة، أو أن تعرف كيف تعمل، كان عليك أن تعرف تماماً تركيبَ أجزائها. ولكي تعرفَ هذا، يجب عليك أن ترفع غطاءَها، وأن تفكّ آلاتِها.
وهذا هو ما يعمله العلماء والأطباء والطلاب الذَين يدرسون الإنسان وأنواع الحيوان المختلفة. فهم يشرِّحون إنساناً فقد حياته، أو حيواناً ميتا، أو مُخَدَّراً
فالتشريح هو دراسة الشكل الخارجي للكائن الحي، وأجزاء جسمه الداخلية.
ونحن إذا فحصنا أي جزء من أجزاء الجسم، مستعينين بالأدوات المناسبة، استطعنا أن نعرف ما في هذا الجزء من أعصاب حسية، وأعصاب حركية، والشرايين التي تغذيه بالدم، والأوردة التي تعيد الدم منه إلى القلب، وكذلك ما في هذا الجزء من عظام، وما يتصل بها من عضلات.
ولا تقتصـر دراسة التشـريح على ما يراه الدارس بعينيه، بل إنه يستعين بعد ذلك بالعدسات المكبرة، والمجاهر المختلفة. ويستعين كذلك بأدوات دقيقة حتى يحصل على أجزاء صغيرة من الجسم، ويعدّها بطرق خاصة تصلح للفحص بالمجهر.
لذلك يُعَدُّ علم التشريح أساساً لدراسة الطب والجراحة في كليات الطب البشري والطب البيطري، حتى يتمكَّن الطبيب من فحص جسم الإنسان أو الحيوان، وحتى يتمكَّن من إجراء الجراحات إذا كانت ضرورية للمريض.
ويتم تشريح جسم الإنسان أيضاً لمعرفة سبب الوفاة إذا لم يتمكن الطبيب من تحديد سبب لها، كما هي الحال في الوفاة المفاجئة، أو عند الاشتباه في سبب جنائي للوفاة، كأن تكون نتيجة تسمّم بمادة مميتة، أو بسبب طَلْق ناري مثلاً ، وذلك للتأكد من سبب الوفاة بشكل قاطع
وهناك أيضاً على التشريح المقارن، الذي يهتم بمعرفة الصفات الخاصة بكل نوع من أنواع الحيوان، وأوجه الشبه والاختلاف بينها وبين باقي الأنواع، سواء ما يعيش منها على سطح الأرض أم كان يعيش على الأرض قبل آلاف أو ملايين السنين.
وهذا أمر ضروري لدراسة تطور الكائنات الحية في العصور الجيولوجية المختلفة، ولعمل تصنيف طبيعي لها
ولا يقتصر علم التشريح على دراسة الإنسان والحيوان فقط، بل يمتد ليشمل النباتات، والتي يتم تقسيمُها إلى رتب وأجناس اعتماداً على شكلها الخارجي، وعلى تركيب أجزائها من جذر وساق وأوراق وثمار بل والبذور أيضاً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]