علوم الأرض والجيولوجيا

نبذة تعريفية عن علم “المناخ القديم”

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الرابع

KFAS

علم المناخ القديم علوم الأرض والجيولوجيا

هو دراسة الظواهر الجوية المتعلقة بأنماط المناخ في العالم، أو في إقليم ما، وذلك في الأزمنة الجيولوجية على مدى طويل.

ويقيس علماء الأرصاد الجوية التغيرات في حالة الجو الآن بواسطة طرق خاصة، وأجهزة حديثة مثل الترمومترات والبارومترات، والتصوير بواسطة الأقمار الصناعية خلال الضباب.

ومن البيانات التي يحصلون عليها، يمكن التوصل إلى معرفة التوزيع العام للمناخ على مدى سنوي أو موسمي، وذلك بالاستعانة أيضاً بعلم رسم الخرائط والإحصاء والحاسوب.

 

ولا شك أنه لا يمكن استخدام مثل هذه الأجهزة للتعرف على المناخ في الماضي حتى ولو كان ذلك في القرون القليلة السابقة. 

لذا يتطلب علم المناخ القديم الاستعانة ببعض الدلائل المناخية التي يتعرف عليها الجيولوجيون ويحللونها، بالإضافة إلى دراسة الجغرافيا القديمة والبيئة القديمة، ولهذا فإن علم المناخ القديم يتطلب معرفة كل من الجيولوجيا وفيزياء الجو.

 

القرائن: Indicators

تكمن قرائن التعرف على المناخ القديم في السجلات الجيولوجية وقد اكتشف كثير منها خلال القرن التاسع عشر، حينما ظهرت لنا روائع الماضي، مما ساعد على استنتاج أن مناخ الأرض كان في الماضي متغيراً ومتطوراً مع الزمن.

ومن بين هذه القرائن أو الشواهد وجود أوراق النخيل في منطقة سبيتبرج (Spitsberg) في القطب الجنوبي فهي تعطي فكرة أن المناخ كان استوائياً في هذه المنطقة وقت نمو هذا النخيل.

 

ووجود صخور ذات أسطح مخدوشة بواسطة الثلاجات يمكن التعرف عليها في الهند وفي الصحراء الكبرى. ووجود عظام الماموث في مقاطعة نيويورك.

وقد ساعدت نظرية زحزحة القارات ونظرية تكتونية الألواح (Plate Tectonics) على تفسير بعض الظواهر الشاذة في المناخ.

ومن المعلومات التي حصلنا عليها يتضح أن العالم في حالة تطور وتغير، وأحياناً يكون هذا التغير في شكل دورات منتظمة يمكن التنبؤ بها وتوقعها، والبعض الآخر من التغيرات يكون عشوائياً لا يمكن توقعه.

 

نظم البيئات: Environmental Systems

على المدى الطويل للتاريخ الجيولوجي كانت الأرض في حالة تطور بطيء، تخللته فترات حدثت فيها ثورات أدت إلى تغيير في النظام البيئي، الذي أثر بدوره، على كل من الأحياء والجماد وتفاعل بعضهما مع بعض.

وقد تأثر المناخ في الماضي تأثراً مباشراً بالظروف التي سادت على الأرض من جهة.

ومن جهة أخرى كان هذا التأثر مصدره من خارج نطاق الأرض نفسها مثل التغييرات البسيطة في العلاقة بين الأرض والشمس (شكل مسار الأرض وتغير محور دورانها)

 

وكذلك التغير في قدرة إشعاع الشمس نفسها (مثال ذلك أن قوة ضياء الشمس قد تضاعفت خلال التاريخ الجيولوجي) وتوجد دورات لنشاط الشمس تحدث كل 11– 12 سنة أو أكثر.

تعتمد التغيرات على الأرض نفسها أساساً على كمية الأتربة المنتشرة في الجو نتيجة ثوران البراكين وعلى ارتفاع الجبال والتغيرات في حركة مياه المحيطات، ففي إمكان ثوران بركان كبير أن يخفض درجة حرارة جو الأرض بحوالي درجة سيليزية واحدة لمدة عام أو عامين.

 

وقد تكونت الجبال على فترات غير منتظمة في تاريخ الأرض، وكان لنشأتها تأثير واضح على المنطقة التي ظهرت فيها والمحيطة بها على السواء.

مثال ثالث أدى انغلاق مضيقي بنما وقناة السويس عدة ملايين من السنين إلى توقف حركة المياه الاستوائية الدافئة المتجهة شمالاً مما ساعد بشكل واضح على بدء عصر الجليد في تلك الفترة…

 

دورات المناخ القديم: Paleoclimatic Cycles

مرت البيئات المختلفة على الأرض على مدى تاريخها الجيولوجي– بأحداث بعضها متكرر، أما البعض الآخر فهو متطور (لم يتكرر).

وربما كان من بين المؤثرات الدورية دوران المجرة حول نفسها في دورات تحدث كل 200 إلى 250× 104 عام، ولم يعرف بعد نتيجة تأثير هذه الدورات ولكن ربما يكون هذا التأثير في مجال الجاذبية الأرضية وما يتبعها من نتائج ليس أقلها تغيير المناخ.

 

لم تدرس هذه العلاقة بدقة حتى الآن، ولكن من الملاحظات التي تسترعي الانتباه أن الفترات الجليدية التي مرت بها الأرض وكذلك أطوار تكوين الجبال تكررت في فترات متشابهة.

وأن الفترات الجليدية العظمى التي مرت بها الأرض تقدر بحوالي 10% من التاريخ الجيولوجي الكلي، ومدى كل فترة جليدية حوالي من 10– 20 × 106 عام قسمت إلى فترات جليدية متبادلة مع فترات بين جليدية بفارق زمني بين كل فترتين 90.000 عام لكل دورة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى