نبذة تعريفية عن علم “جغرافية العصور القديمة”
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
علم جغرافية العصور القديمة علوم الأرض والجيولوجيا
وهو العلم الذي يدرس توزيع اليابس والماء بصفة خاصة خلال العصور الجيولوجية المختلفة وكذلك المناخات القديمة.
وتستمد جغرافية العصور القديمة أو جغرافية الماضي مادتها الخام من توزيع الصخور ودراستها واستخلاص النتائج، بهدف رسم صورة للأحوال الجغرافية في الماضي والتعرف على الظروف البيئية القديمة.
ومن أهم فروعها الحديثة "جغرافية البليستوسين". وعلى هذا فإن جغرافية العصور القديمة تهتم بدراسة الأحداث الجيولوجية خلال فترة ما من واقع دراستها للصخور واستخلاص النتائج من واقع نوع الصخر.
أو تتابع الطبقات في منطقة ما من اليابس أو البحر، خلال فترة قصيرة وتحديد الزمن استناداً إلى نوع الأحياء البائدة، كما توضحه الأحافير المعروفة في عدد من الأماكن وتحديد أعمار الصخور باستخدام وسائل حديثة.
ومن الصعب رسم خرائط دقيقة للأحوال الجغرافية في الماضي، وذلك لتعرض سطح الأرض للصدوع والالتواءات والزحزحة، مما يؤدي إلى تغير المواقع والاتجاهات، فتكون الخرائط تقريبية. وليست بدقة الخرائط الحديثة.
وتعتبر خرائط توزيع اليابس والماء عبر العصور الجيولوجية من أبسط أشكال خرائط جغرافية الماضي.
ومع تقدم المعرفة الخاصة بظروف الإرساب أمكن رسم صورة للأحوال البيئية الغابرة. مثال ذلك نوع الصخور أو الرواسب بحرية أم قارية، نيم التيار والطباقية الكاذبة واتجاه، محاور الحبيبات واتجاه الكثبان وغيرها تحدد اتجاه التيارات المائية أو الرياح السائدة.
كذلك تترك عوامل التعرية بصماتها على سطح الأرض مشيرة إلى دورها في تشكيل سطح الأرض.
فالجليد يترك مظاهره المعروفة الناتجة عن النحت أو الإرساب والتي تشير إلى وجود فترات جليدية تركت خلفها ظاهرات جيومورفولوجية معينة.
وفي الصحاري (الحالية) تركت الفترات المطيرة خلال عصور جيولوجية سابقة شبكة كثيفة من الأودية (الأحواض) لا يمكن حفرها إلا في فترات مطيرة.
ولقد سبق أن وضع هاتون (Hutton) (1726-1796) أحد المبادئ الهامة في الدراسة الجيومورفولوجية وهو أن "الحاضر مفتاح الماضي" ومعنى هذا أن سطح الأرض الحالي بما فيه من ظاهرات يشير إلى الظروف الماضية التي اشتركت في تشكيله.
وتهتم الخرائط الجيولوجية القديمة بتوضيح أنواع الصخور السطحية خلال العصور السابقة، وتساعد هذه الخرائط على فهم مظاهر السطح خلال العصور الغابرة.
وهناك خرائط توضح نمط الأرساب في قاع البحر ومنها ما يوضح تساوي الخصائص الطبيعية والكيماوية للصخور (Isoliths) كذلك تساعد الأحافير سواء كانت حيوانية أم نباتية على استنتاج الظروف البيئية الحيوانية أو النباتية التي سادت خلال فترة إرساب هذه الصخور.
ومن خلال هذه البيانات وغيرها يمكن رسم خرائط توضح الأعماق التي ترسبت فيها الصخور في الماضي.
ومما تجدر الإشارة إليه أن حجم المعرفة عن جغرافية الماضي ما زال محدوداً للغاية بدرجة لا تسمح بظهور أطالس عن العالم توضح جغرافية الماضي.
وهذا لا ينفي وجود بعض الخرائط القليلة العدد والتي تتصف بالبساطة والعمومية فيما عدا بعض الخرائط عن مناطق معينة محدودة المساحة كما في الجزر البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]